أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - بَعْلَزْبول برلماني














المزيد.....

بَعْلَزْبول برلماني


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 4165 - 2013 / 7 / 26 - 07:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول المسيح في انجيله "كلُّ مملكةٍ انقَسَمَت على نفسها خَرُبَت، وكلُّ بيتٍ انقَسَمَ على نفسه هَدُم". كان هذا ردّه على اليهود حين اتهموه بانه يستخدم بعلزبول (كبير الشياطين) في اخراج الشياطين والارواح الشريرة من الناس، وليس بقدراته الآلهية. ما اروعه من وصف، ولسان حاله يقول كيف لشيطانٍ من جنس الشياطين ينقلب على بني جنسه ويساعدني انا الانسان ضدهم؟

لا استثناء في هذا، فثمّة ثلاث مئة وخمسة وسبعين بعلزبولاً في برلمان العراق اليوم، فاقوا حتى بعلزبول الانجيل مكراً ودهاءً. نعم، كلُّهم صوّتوا بالاجماع على ميزانية العراق المخزية قبل يومين. كلُّهم صوّتوا على تلك الابواب السخيفة للصرف. كلُّهم بلا استثناء صوّتوا على مليارات عراقية مهدورة على "البايسكلات" و"اللعّابات" و"الملابس" ومصائب اخرى لا حاجة للعراق فيها

كنّا نعوّل على كم "بعلزبول" صدّع رأسنا في امبراطورية الميديا بأنه سيصوّت ضد ذلك الفساد المُؤطّر قانونياً لكنه لم يفعل، اكتفى بعضهم بالتصويت مع وضع كلمة "مُتحفّظ" امام توقيعه. فعَلَ هذا باقر جبر الزبيدي وفعلتها ايضاً مها الدوري بطلة البغدادية وممثلة الصراخ والصخب في جمهورية الفيسبوك. تحفّظوا لكنهم صوّتوا بالنهاية! صوّت النجيفي وقائمته والمالكي واتباعه والحكيم وربعه والصدر وكتيبته والاكراد وجحافلهم، الخفيفة والثقيلة. الكل صوّت على تلك المهزلة. الغريب في هذا التصويت انه جاء قبل خمسة اشهر من موعد المصادقة على الميزانية كما نتابع كل عام. اذ كل عام تبدأ مناوشات الميزانية في الشهر الاخير من السنة، بل وتأكل ثلاثة او اربعة اشهر من السنة التي تليها حتى يُصَادَق عليها، واحياناً تُستخدَم اسلحة مُحرّمة اخلاقياً للضغط على المعارضين كي يصوّتوا مثلما كان الامر مع حذاء عالية نصيف قبل عام، او هكذا اُقْتُرِن الامر بحذائها وقتئذ. فَلِمَ العجلة في التصويت هذه المرة؟

ليس غريباً ان عرفنا ان جميع "البعاليز" سارعوا هذه المرة في التصويت دون مشاكل لانها سنتهم الاخيرة قبل الانتخابات البرلمانية القادمة. يختلفون في كل شيء وعلى كل شيء، لكن في هذا يتفق الجميع لان مملكتهم ستخرب وتُهدَم ان لم يصوّتوا. لا وجود للخلافات والابتزازات هذه المرة، فالكل يتفق ويصطف مع الميزانية بمقدار اصطفاف تلك الميزانية مع مصلحته "المالية"، والاّ كيف حدث واتفق الجميع على التصويت قبل خمسة اشهر من معارك التصويت كل عام؟

البرلمان مملكة مستقلة بحد ذاتها ولا اتوقع ان ينقلب برلمانيٌ على برلمانيٍ في قضايا الاموال والمصالح الشخصية. قالها المسيح قبل الفين عاماً، وها هم برلمانيو العراق يُثبتون قوله

ايّها المسيح .. انت اخرجت بعلزبول ذلك الزمان من اجساد الناس، أما آن الاوان اليوم ان تخرج بعلزبولنا من جسد البرلمان؟ سأكون مُمْتنّاً لك ان اخرجته من جسد العراق برمّته، وليس من برلمانه فقط



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في قضية مقاهي الكرادة
- سلطة اللاسلطة
- لماذا احمد وليس محمد؟
- اشكالية الحَسَد بين الخرافة والقرآن
- بين الاخْوَنة والدَعْوَنة
- محمد حنش .. سطر جديد في كتاب الدراما العراقية
- ديمقراطية الطوائف
- في قضية البند السابع
- نصوص التأويل والعنف الرمزي
- الحكيم .. سلالة عقل
- شعراء -القنادر-
- لو كان هنا اويس لعَرَفَ كيف يدعو
- اختلاف ابراهيم الصميدعي ومغايرة سرمد الطائي
- كيف فاز المالكي مرة اخرى
- شندلر لست
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - ا ...
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 5
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 4
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 3
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 2


المزيد.....




- مصور إماراتي في أبوظبي يسعى لتوثيق -الهوية المعمارية- لبلاده ...
- مهلة الأسبوعين والحرب الإسرائيلية الإيرانية.. هل يمكن الوثوق ...
- إيران وإسرائيل: جهود التهدئة تسابق الطائرات والصواريخ
- خبير عسكري: إيران تعتمد مناورة صاروخية ذكية والمفاجآت معياره ...
- إندبندنت: كيف تمكّنت إيران من اختراق نظام القبة الحديدية الإ ...
- إسرائيل.. 30 ألف مطالبة بالتعويض جراء هجمات إيران
- محللون إسرائيليون: قصف سوروكا غير مؤكد والهدف قد يكون عسكريا ...
- الصورة الكبرى لتغير المناخ والذكاء الاصطناعي
- لقاء جنيف.. ماذا بجعبة الترويكا لخفض التصعيد بين إيران وإسرا ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: شركة الطيران العالمية إيزي جت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - بَعْلَزْبول برلماني