أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم سوزه - نصوص التأويل والعنف الرمزي














المزيد.....

نصوص التأويل والعنف الرمزي


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 4122 - 2013 / 6 / 13 - 20:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ثمة نص مقدس عند كل دين بالنهاية، الخلاف ليس على ذلك النص، بل على تأويله وتفسيره. هكذا نشأت المذاهب، فالمذهب هو نص مؤول ومساحة من التفسيرات تزعم انها هي الحقيقة المطلقة او الفرقة الناجية والبقية ليسوا سوى هوامش للدين
الاعتقاد بمركزية الطائفة وعلوّها هو عنف رمزي كما يسميها فيلسوف الاجتماع الفرنسي بيار بورديو. ليس فقط الطائفة بل اي فكر او عقيدة او حتى حزب اذا اعتقد بانه الاصلح من غيره. العنف الرمزي عنف لطيف ناعم لا يشعر به حامله يتسلل للعلن من خلال اللغة وبلاغة التعبير ويكون مقدمة لاي عنف جسدي فيما بعد، هكذا يعتقد علماء الاجتماع والانثروبولوجيا.

كلنا نستخدم هذا العنف احياناً، فالمخزون الهائل من الخطاب الاقصائي الذي تحتويه لغتنا تخرجه السنتنا لفظاً او ايحاءً في كل مرة نريد التعبير فيه عن موقف ما، مرة بعمد فيكون خطاب كراهية ومرات اخرى دون شعور فيكون عنفاً رمزياً غير مرئي. وفي المرتين نحن نؤسس لمجتمع العنف من خلال ذلك الخطاب المرفوض

فمثلاً الايمان بان امة المسلمين خير امة واليهود شعب الله المختار والنصارى ابناء الله الحقيقيين كلها مفردات للعنف الرمزي لانها تنطوى على دعوة اقصائية ومضمون استعلائي يحرّض ضد الآخر. هي صور لوسائل موت يستخدمها الارهابيون في نشر خطب الكراهية والتحريض على تصفية الآخر جسدياً.

لابد الاخذ بنظر الاعتبار تاريخانية تلك النصوص وارجاعها لسياقها المعرفي التي رسمت تصورات مرحلة فائتة وغامضة في كل تفاصيلها، اذ لا يمكن لنا تخيّل تناقضات الماضي وصراعاته واسقاطها على الحاضر دون اي شك او تفكير في محتويات ذلك الماضي. بتحجيم ذلك الخطاب نكون قد جففنا جزءاً من منابع العنف الرمزي الذي قد يسبق العنف الجسدي كما نوّهنا. قراءة بسيطة للكم الهائل من الموروث النصي يكشف لنا حجم التأويل الذي طرأ على الدين او المعتقد وخلق شكاً حقيقياً لاصولها وفروعها، سأكتفي في النهاية بحديث منسوب للامام الرضا (وهو الامام الثامن في تسلسل ائمة الشيعة الامامية) حول مسألة كانت بديهية حتى الفترة القريبة، او هكذا كنت اتصوّر انا

حديث الرضا يقول "سأل احد الناس الامام الرضا (عليه السلام) فقال له: يا ابن رسول الله لم سمّي النبي الامي؟ فقال عليه السلام: ما يقول الناس؟ فقال الرجل: يقولون انه سمي الامي لانه لم يحسن ان يكتب. فقال عليه السلام: كذبوا عليكم، كيف والله يقول في محكم كتابه: (هو الذي بعث في الاميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة)، فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن؟ والله لقد كان رسول الله يقرأ ويكتب بثلاث وسبعين لساناً، وانما سمّي (الامي) لانه كان من اهل مكة، ومكة من امهات القرى، وذلك قول الله عز وجل (ولينذر ام القرى ومن حولها)" .. انتهى الحديث

رغم جملة المآخذ على هذا الحديث لكنها كانت مناسبة جيدة للاطلاع على مثال من امثلة التأويل. اعرف ان قضية "قراءة وكتابة" الرسول قضية خلافية بين السنة والشيعة انفسهم، لكن الخلاف لم يصل الى الحد الذي يُسقط فيها اميّة النبي بالمطلق، فالجميع اعتقد بان النبي كان امياً ولم يعرف القراءة الكتابة في ردّهم على شبهات اليهود لما شيّعوا ان النبي كان متعلماً اطلّع على علوم المسيحية وصبأ بالاسلام ديناً جديداً له. لكن اليوم تبيّن ان النبي كان يعرف الكتابة والقراءة بثلاث وسبعين لساناً على فرض صحة الحديث طبعاً. ألا يدعونا هذا لاعادة النظر في موروثنا النصّي برمّته؟؟
الشك اول الطريق والنقد سلاح الباحثين عن الحقيقة. الامام الغزالي يقول ما من يقينٍ الاّ بعد شكٍ عميق



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكيم .. سلالة عقل
- شعراء -القنادر-
- لو كان هنا اويس لعَرَفَ كيف يدعو
- اختلاف ابراهيم الصميدعي ومغايرة سرمد الطائي
- كيف فاز المالكي مرة اخرى
- شندلر لست
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - ا ...
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 5
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 4
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 3
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 2
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 1
- الفيسبوك هو الحل
- فلسفة الربيع
- الزعيم -قطر-
- اولاد البغايا
- قرآنوفوبيا
- اسلام نحو الهاوية
- كردستان في خطر
- قوة الفيليين لا تكون عبر البرلمان فقط


المزيد.....




- منها شطيرة -الفتى الفقير-..6 شطائر شهية يجب عليك تجربتها
- ترامب يرد على أنباء بدء محادثات سلام مع إيران ويؤكد: نريد -ن ...
- في حالة الحرب.. هل تغلق إيران مضيق هرمز؟
- هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها بـ 149 هدفاً مقابل ل ...
- خامس يوم في معركة كسر العظم بين إسرائيل وإيران وواشنطن تدخل ...
- أوروبا الشرقية تستعد للأسوأ: مستشفيات تحت الأرض وتدريبات شام ...
- طهران وتل أبيب تحت القصف مجددا ـ وترامب يطالب إيران بـ-الرضو ...
- هل حقا إيران قريبة من امتلاك القنبلة نووية؟
- ارتفاع عدد الضحايا.. هجوم إسرائيلي دام على منتظري المساعدات ...
- كاتس يحذر خامنئي: تذكر مصير الدكتاتور في الدولة المجاورة!


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم سوزه - نصوص التأويل والعنف الرمزي