أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - العراق ورقة امل














المزيد.....

العراق ورقة امل


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 4285 - 2013 / 11 / 24 - 13:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتغيّر مؤشر الامل، صعوداً او نزولاً، كلما تغيّرت خريطة الاحداث المؤثرة فيه.
كعراقيين، اليوم نحن افضل من السابق. افضل مما كنا قبل ثمانية اعوام. فالغول الايراني تصالح اخيراً مع المارد الامريكي. ثمة اتفاق مهم حصل بينهما على القضية النووية الايرانية دخلت ايران على اثره مع الغرب في تصالح محفوف بحيلة وحذر، لكنه تصالح مهم يجبر ايران على اعادة النظر في سياستها تجاه قضايا العراق والمنطقة العربية بصورة اعم.

ليس هذا فحسب، الانتصار "العلوي" الملحوظ في الساحة السورية والانكسار السعودي الواضح في جبهة الصراع العربي الطائفي، اضافة الى الانكماش القطري المفاجىء مع الانهيار المصري التام وشلل الاردن السياسي، كلها عوامل ترفع مؤشر الامل عند العراقيين و"شيعتهم" على وجه الخصوص من ان زمن التبرير لحكومة عراقية فاشلة قد ولّى. زمن تخويف بسطاء الشيعة من ان فزاعة البعث والحكم "السني" مازال يهدد جموع التشيع في عقر داره قد اصبح في خبر كان. زمن الترويج لبطل من ورق يسقط "التشيّع" بسقوطه قد ذهب الى غير رجعة. زمن التماس الاعذار للفاشلين والمرتشين والفاسدين بحجة الدفاع عن "المذهب" قد بات مضحكاً غير ذي قيمة.

ليس الدفع باتجاه صناعة الازمات واجترار خطاب الهوية المذهبية سوى السبيل الاوحد للوصول الى دفة الحكم واعتلاء منصة المسؤولية. خطاب سني عنيف ورؤية شيعية متطرفة اراها تتشكل قرب كل عملية انتخابية، فهلا دققنا مَن وراؤها. مَن ذا يؤجج ذلك الخطاب السوداوي كلما مررنا على صندوق انتخابي!

انهم هم. تلكم الطبقة السياسية المستفيدة من صراع الديكة المستمر بين ابناء البلد الواحد. اذ لا شيء يؤمّن لها سطوتها على بني جلدتها سوى ذلك التنافر الحاد بين مريديها ومريدي المنافس من الطائفة الاخرى. الامر سيان عند شيعتهم وسنتهم، فالاثنان احترفا اللعبة وعَرَفَا ان اقصر الطرق للوصول الى رقاب الرعيّة لهو طريق الطائفية. واعني بهم قادتهم وقياداتهم وليس عموم ابنائهم. فهلا انتبهنا لهذا!

انها فرصتنا جميعاً ان نقول كفى. فرصتنا ان ننتخب على اساس المواطنة والكفاءة لا على اساس الطائفة والمعتقد.
ليس ثمة من يوزع صحون "القيمة والتمن" في سرادقات الحسين او ينظم جموع الزائرين الحسينيين او يمسك مسحاته امام الكامرات وعلى صفحات الفيسبوك يستحق ان يُنْتَخَب. ليس ثمة مَن تعوّد تسويق الفشل على الآخرين ثمانية سنوات يستحق ان يبقى في منصبه.

انا ارى الظروف مناسبة للتغيير والامل معقود على جيل الشباب الواعي الذي عاش في كنف الطائفية المعلنة قرابة العقد من الزمن. ذلك الجيل الذي اكتوى بنار الطائفية والفشل والتراجع عليه ان يقرر الآن، اما الدولة المدنية الديمقراطية المبنية على اسس التسامح والمحبة بين كافة مذاهبه وطوائفه ومكوناته، ام يبقى حبيس الطائفة والتمترس خلف تاريخ مشوش ومرتبك يستخدمه في مواجهة الآخر. الآخر الذي ينتمي الى نفس ذاك التاريخ ايضاً.

صوتوا للاكفأ القادر على قيادة جموعنا سياسياً واتركوا مَن له مهمة قيادتنا دينياً في الجوامع والكنائس والحسينيات.

ايها العراقيون، البديل الوحيد عن تشرذمكم داخل بلدكم او تشظيكم على بلدان العالم الاخرى هو بوصول تيار مدني عقلاني محترم الى سدة الحكم وانزواء كتل الخراب والاسلمة السياسية الى جحرهم مرة ثانية. تيار يحترم التنوع ويتعايش معه بل يثقف باتجاهه. لا يفرق بين احد واحد. مَن شذّ عن هذا، سنياً كان ام شيعياً، عربياً كان ام كردياً، مسلماً كان ام مسيحياً، تركمانياً كان ام شبكياً، فليس له مكاناً بيننا. هكذا يجب ان نكون والاٌ سيبقى لعابنا جميعاً يسيل نحو مطارات الغرب وعيننا على ديمقراطيتهم ومدنهم ومبانيهم وادارتهم، نتحسر ونغبطهم للابد.

ايها العراقيون، الشيعة والسنة مذهبان محترمان اصيلان ينتميان الى الهوية العربية الاسلامية ويرفدان ابناءها بثقافة ثرّة وخصبة شكلت لنا شخصياتنا وتوجهاتنا لقرون عدة فلا تدعوا ايّ سياسي يعبث بهما ويجعلهما اجندة حكم على ان يكونا مدارس وعي وعلم تزدهر في كنفها الوحدة والشعور بالامن والطمأنينة.

ليس ثمة منطق في ان يحكم طائفي بلداً متنوعاً كالعراق وهذا ما يجب ان يكون شعارنا جميعاً في الانتخابات القادمة.
البقاء للاصلح والاكفأ والانتخاب على البرامج لا على الطوائف ان كنا نريد بلداً واحداً موحداً والاّ فتقسيم الدار على ثلاثة والسلام على ما كان يُسمّى عراقاً.



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلاحف تستطيع الطيران .. بهمن قوبادي، اسبرين عالج الوجع الك ...
- قراءة في رواية -حزن الحرب-
- باب علي وضلع الزهراء
- بَعْلَزْبول برلماني
- في قضية مقاهي الكرادة
- سلطة اللاسلطة
- لماذا احمد وليس محمد؟
- اشكالية الحَسَد بين الخرافة والقرآن
- بين الاخْوَنة والدَعْوَنة
- محمد حنش .. سطر جديد في كتاب الدراما العراقية
- ديمقراطية الطوائف
- في قضية البند السابع
- نصوص التأويل والعنف الرمزي
- الحكيم .. سلالة عقل
- شعراء -القنادر-
- لو كان هنا اويس لعَرَفَ كيف يدعو
- اختلاف ابراهيم الصميدعي ومغايرة سرمد الطائي
- كيف فاز المالكي مرة اخرى
- شندلر لست
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - ا ...


المزيد.....




- مصر.. صورة محمد رمضان مع لارا ترامب تشعل تفاعلا وتكهنات
- خلال موجات الحر.. ما كمية الماء التي يجب شربها؟
- بالفيديو.. متظاهرون يقتحمون استديو القناة 13 الإسرائيلية
- المدة والاستعداد.. تفاصيل الخطة الإسرائيلية للسيطرة على غزة ...
- الجيش الإسرائيلي يبدء تمرينا -مفاجئا- لاختبار الجاهزية
- هل تناول النودلز يومياً يؤثر على الصحة؟
- إليكم آخر مستجدات اجتماع ترامب المرتقب مع بوتين في ألاسكا دو ...
- بقيمة آلاف الدولارات.. عملية سطو في لوس أنجلس تستهدف دمى -لا ...
- بين المخاطر والفرص.. ما هي مصالح الهند في سوريا؟
- لماذا نبقى في علاقات بلا عنوان؟ دراسة تكشف خفايا -اللا-علاقا ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - العراق ورقة امل