أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم سوزه - باب علي وضلع الزهراء














المزيد.....

باب علي وضلع الزهراء


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 4171 - 2013 / 8 / 1 - 11:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدمعة والمنبر اقوى سلاحين يمتلكهما المذهب الجعفري، الاثنا عشري. ثلث سلطان المذهب وقوته جاءت من تلك العاطفة الجمعية ومن الطقوس الجنائزية التي يقيمها اتباعه في مناسبات وفيّات الائمة. فتشبّعت مخيّلة الشيعة بروايات وحكايات داعبت احساس المظلوم لتخلق كتلة بشرية ضاغطة في قالب ارثذوكسي غير قابل للنقد. والنتيجة كان هناك تراثاً مليئاً بالاحاديث والقصص غير الصحيحة، حالها حال اي مذهب نقلي آخر، يحتاج الى اعادة غربلة لفرز الغث من السمين، فهل من مستمع؟

نعم .. فبعد السيد محمد حسين فضل الله واحمد الكاتب، يأتي اليوم السيد كمال الحيدري ليهدم بالادلة العلمية واحدة من الركائز المهمة في النقل الشيعي، اَلَا وهي حادثة الهجوم على بيت فاطمة الزهراء في عهد الخليفة الاول، ابو بكر الصديق من اجل اجبار علي بن ابي طالب على تقديم البيعة والطاعة. تلك الحادثة التي تروي فقدان الزهراء لجنينها "المُحسن" وكسر ضلعها بعد ان فتح عليها الباب عنوة "قنفذ" خادم عمر بن الخطاب، فدخل مسمار الباب في رحمها. كل هذا وبعلها علي يتفرّج، بل يُوضع الحبل على رقبته ويُسحَب من الدار كالبعير، على وصف الناقل. روى تفاصيل الحادثة مصدر واحد، كتاب سليم بن قيس الهلالي، وهو لعمري الكتاب الذي نقل جزءاً كبيراً من احداث ما جرى بعد تنصيب الخليفة الاول في سقيفة بني ساعدة.

الضربات التي يقوم بها بعض الاصلاحيين والمُجدّدين في الدين الاسلامي، سواء كانوا علماء سنة او شيعة، لَهي ضربات تحت الحزام، هدفها انهاء ما سمّاه الحيدري "اسلام الحديث". مصطلح رشيق وذكي اطلقه الحيدري على الاسلام النقلي الحالي. ثمّة شجاع من المذهب السني اسمه الشيخ عدنان ابراهيم، وآخر يترأس عرش الكلام في المذهب الجعفري وهو السيد كمال الحيدري. الاثنان يقومان بمثل هذا العمل الجبار اليوم. الاثنان يستخدمان المنهج البحثي الحديث ويسقطانه على التراث النقلي. سَبَقَهم فضل الله في هذا. فهو اول مَن كتب ببطلان تلك الحادثة او عدم ثبوتها علمياً. جاء بعده احمد الكاتب ليسلط الضوء بجرأة عقل القرن الاخير على احداث وقصص كثيرة من هذا النوع، لينفي هو الآخر تلك الرواية.

الجديد اليوم هو الحيدري. ايقونة ناصعة في المذهب الجعفري، لا احد يتجاوزها. فهو ذلك الرجل البحثي الذي لطالما استخدم العقل مع القرآن في ابراز العقائد. اليوم هو مَن يقول ببطلان هذه الرواية وليس غيره. فهلّا سألنا انفسنا كم من الاحاديث اليوم تحتاج الى اعادة مراجعة وتقييم؟

المنهج الحديث يُلغي العواطف ويُهمّش الوجدان لحساب العقل والمنطق والحجة العلمية، فهو لا يعترف بالحقائق المُسبقة. يُخضعها كلها لمعول النقد. يُفكك، يُعاند، يسأل، ينكر حتى يصل الى ما هو اقرب ان يُسمّى بالحقيقة. اذ لا حقيقة مطلقة في عوالم المعرفة اليوم. كل شيء خاضع للعقل حتى ربّي. هذا ما يقوله المنهج الابستمولوجي اليوم.

اسلام "الحديث" واسلام "المنبر" شكّل البنية الاساسية للاسلام الشيعي والسني، في حين كان يجب ان نتّبع اسلام "العقل" لا غير. مع هذا، اعتقد اننا ماضون في هذا الاتجاه بسرعة الريح نتيجةً لما اراه من وعي رهيب يلف الامة بمذاهبها نحو اعادة صياغة الدين بما يتفق والعقل الالفيني. فشكراً للتشدّد الديني وشكراً للقاعدة، وقبلهم شكراً لايران الاسلامية وللاخوان المسلمين. لولاهم ما شهدنا هذا الفضاء الشكّي الكبير. هم مَن جعلونا نعيد النظر في هذا الدين. تطبيقهم جعلنا نشك بالنظرية ونستنطقها من جديد.


* رابط اليوتيوب للسيد كمال الحيدري وهو ينكر رواية الهجوم على بيت الزهراء

http://www.youtube.com/watch?v=25JVzsD5-VE



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بَعْلَزْبول برلماني
- في قضية مقاهي الكرادة
- سلطة اللاسلطة
- لماذا احمد وليس محمد؟
- اشكالية الحَسَد بين الخرافة والقرآن
- بين الاخْوَنة والدَعْوَنة
- محمد حنش .. سطر جديد في كتاب الدراما العراقية
- ديمقراطية الطوائف
- في قضية البند السابع
- نصوص التأويل والعنف الرمزي
- الحكيم .. سلالة عقل
- شعراء -القنادر-
- لو كان هنا اويس لعَرَفَ كيف يدعو
- اختلاف ابراهيم الصميدعي ومغايرة سرمد الطائي
- كيف فاز المالكي مرة اخرى
- شندلر لست
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - ا ...
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 5
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 4
- قراءة نقدية في تداعيات الازمة السياسية الراهنة في العراق - 3


المزيد.....




- أوقاف الخليل: إسرائيل تمنع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي لليوم ا ...
- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو الصهيوني يُعاقب.. انه يُعاقب ال ...
- الشرطة الأمريكية تحقق في تهديدات ضد مرشح مسلم لرئاسة بلدية ن ...
- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب
- ترفض -السماح ببقائه-...هل تريد إسرائيل رأس المرشد الأعلى الإ ...
- استقبل قناة الأطفال المحبوبة على شاشتك الآن.. التردد الجديد ...
- إيهود باراك: لا مبرر منطقيا للحرب مع إيران الآن
- مادورو يدعو يهود العالم لوقف جنون نتنياهو


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم سوزه - باب علي وضلع الزهراء