أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - السودة على الشعب والمال للساسة














المزيد.....

السودة على الشعب والمال للساسة


عمار طلال

الحوار المتمدن-العدد: 4279 - 2013 / 11 / 18 - 23:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يصل قاطع الصحراء عطشانا الى واحة وفيرة الماء، واقفاً أمام خيارين، هما: السيطرة على الظمأ، متريثا في تناول الماء، يروي سبخ عروقه، حتى تبتل رويدا، من دون صدمة تضره، أو يندفع بـ "لا عرفة" يعب الماء مجنونا؛ فتصيب جسده علل، تشل معظم أجهزته.. ابسطها اكياس الماء في اعضاء بعضها مميت.
ما يحصل مع وفرة ثراء العراق، هو ان هذا القادم من الصحراء، عطشانا، يلقي بنفسه في بحيرة الواحة، قاصدا الشرب، فيغرق ويموت.
التوازن مع ثراء النعم التي اغدقها الله على العراقيين غائب، جراء أخطاء متراكمة، بعضها سياسي، ومعظمها اجرائي، بسبب تلكؤ المعنيين بادارة الثروات والخدمات وتنظيم المجتمع.
وهذه خطوة بحاجة لجرأة كبرى، لا تتحملها تجاذبات السياسة التآمرية، داخل مفاصل الدولة، من نواب ووزراء وكتل سياسية وقضاء وجيش وشرطة وصناعة وزراعة.
مثلا.. نحن في تجربة تحررية بكر، سبقنا اليها الآخرين، بحوالى عشر سنوات، هل يحق لنا ان ننتهج اسلوب احد الملوك، عندما اصدر قانونا باعدام من يخترق الشارع عرضا، ولا يعبر من خطوط العبور المخصصة للمشاة.
ربما لم يطبق هذا القانون، الذي يبلغ حد النكتة: "أعدم لعبوره من غير المناطق المخصصة لعبور السابلة" لم نقرأ في وثائق تلك الدولة، ارادة ملكية بأعدام مواطن على هذا الاساس، لكن القانون موجود، لم يلغَ لحد الان، وشعبهم منتظم مثل الساعة، لم يعد الفرد، في تلك المملكة يتذكر قانونا مريعا كهذا، لكنه لن ينسَ يوما نفسه، ويخترق الشارع.
ورئيس سن قانونا قريبا من ذلك، إذ خصص مكافأة مالية، لمن يدهس عابرا من غير المناطق المخصصة لعبور المشاة.
تلكما المثلان، نموذجان للبلدان ذات التجارب الوليدة، التي تتطلع لبناء حضاري رصين، وهما تلجآن لأساليب شديدة، تقوّم أخلاق الناس، بعد ان تعودوا الانفلات، وتطبعوا على بديهة المخالفة الهوجاء ضد السلوك التأملي.
لو أن حكومة العراق، لجأت لمبدأ: "آخر الداء الكي" في محاسبة الفاسدين، باستخدام أساليب قاسية يستحقونها؛ عملا بحكمة الامام علي.. عليه السلام: "ما اقسى كلام الحق، من فم مطالب بحق" فلو قست الحكومة على المفسدين، وطالبتهم بإعادة التخصيصات الفلكية التي رصدت لمشاريع مهمة، تسلموا التخصيصات ولم ينفذوا المشاريع؟ هل ستسكت كتلهم، على اعتبار العرف العشائري ينص بأن "السودة على صاحبها".
أما ان يحال مدير عام الدائرة الخدمية، التي ذابت فيها اموال المشاريع، الى المحكمة، او يوضع شرط جزائي على المقاول الناكل او سقف زمني للأنجاز، فهذا من رابع المستحيلات، أما شرط مطابقة المنجز، للمواصفات المنصوص عليها، في العقد المبرم بين المقاول والدائرة الخدمية، فهذا اكبر من احلام المواطنين وهم يتضورون ألما وعوزا وصعوبات عيش جراء عدم أداء الدوائر لواجباتها.
الجودة في العمل، باتت بطرا من العراقيين، إذا فكروا بها، ما جعل المجاري تفيض لأبسط زخة مطر، وطوارئ المستشفيات، تنفق مئات الالوف من الدولارات، وهي تخلو من ابرة بنسلين وحبة اسبرين، والحال اقسى في المدارس ومراجعة دوائر النفوس والجنسية والمرور وسواها.
فهل تسمح الايدي المتحكمة بمجلس النواب ان تنزع الخواتم الفضية، ذات الخرز الخضر، وتعمل لمصلحة العراق وليس لمصلحتها الشخصية؟ قبل ان تتقول بشأن قصور الحكومة بالوقت الذي تثقلها عن التخفف من اعباء فسادهم هم، وتمنعهم من محاسبة المقصرين.
فاصلحوا ذواتكم يا نواب؛ يصلح أداء الحكومة، ويستريح الشعب، مترفها بثرواته رغدا وهناء ورفاها وسعادة، واقتصادنا قادر على ترفيه العراقيين واسعادهم، لو تركتم الحكومة تشتغل.



#عمار_طلال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تختلف اخلاق المرشح بعد الفوز مصيرنا أمانة بين ايدينا فلنحسن ...
- الحسين.. إبتلي بشعب لم يطع اباه وخذل اخاه وانقلب على دعواه
- حكومة تعطيل
- الأزياء تشذب اخطاء الطبيعة القماش والكونكريت مساكن للروح وال ...
- 14 تموز انقلاب عسكري اساء له ضابط انفلت من طوق الاوامر
- الشعب يجمع والجيش يسند ومصر تتفوق
- مبارك للعراق جواره الكويت
- اربع حكم من فيض الغذامي اقدام فوق الثريا ورؤوس تحت الثرى
- مرحبا ايها الحزن
- براغماتية الذين هاجروا استرزاقا ثم عادوا مناضلين
- حنان الرب
- البعثيون آفلون فلا تأرقوا بشأن تقاعدهم
- فلننتقل لقضايا اكثر اهمية
- العالم يتقدم والعرب واقفون عند الحلال والحرام
- مفخرة بلهاء
- الموقف ينجلي
- وجوه صفر على حافة الموت
- تهدئة وطنية من اجل عيون الآخرين
- يوم حافل بالبلاغة قولا وفعلا المالكي وخطيب جمعة (الشرف) في ا ...
- واقعة الطف.. إنموذج تطبيقي لحضارة الروح في الدنيا والآخرة


المزيد.....




- شاهد.. اصطدام طائرتين أمريكيتين في مطار بنيويورك
- تركت -نيويورك المجنونة- بحثًا عن -نسختها من السعادة- في إيطا ...
- صوت نسائي في عالم الأزياء الفاخرة.. لويز تروتر تكشف رؤيتها
- فيديو - تنديد دولي واسع بإسرائيل بعد اعتراض -أسطول الصمود-.. ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب وسط الفلبين إلى 72 قتيلا ...
- مظاهرات في عدد من مدن العالم تندد باعتراض إسرائيل لأسطول الم ...
- كولومبيا تطرد كل البعثة الإسرائيلية على خلفية اعتراض أسطول ا ...
- إسرائيل سترحل ناشطي -أسطول الصمود العالمي- إلى أوروبا
- شهباز شريف: هجوم إسرائيل على أسطول الصمود -عمل خسيس-
- تسريب بريد إلكتروني يكشف خطة لتعزيز دعم إسرائيل عبر تيك توك ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - السودة على الشعب والمال للساسة