أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عباس علي العلي - عقلنة العلم أم علمنة العقل














المزيد.....

عقلنة العلم أم علمنة العقل


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4247 - 2013 / 10 / 16 - 21:58
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


عقلنة العلم أم علمنة العقل
إن الاكتساب والتحصيل العلمي والفكري والمعرفي هو الطريق للتعلم والتعليم بالتبعية وليس هما حوار داخل العلم ذاته ولا هما نتاج أزمته والصحيح إن أفعال البشر إن كانت متجهة صوب التوافق مع قوى النفس الناطقة فإن الله هو الذي يوفق ويسدد هذا السلوك نحو الوجهة المقصودة بعلم منه أو يعرقل ويمنع السلوك أصلا وذلك بعلم أيضا, وسواء أكان متصفا بالعلمية أو التعليم أو غيرها نحو الهدف أو يسهل ويوجد المسببات الموصلة له,أما لو كانت الوجهة أساسا متسقة مع محددات الإيمان ووفق قواعد الدين وغائية العبادة من خلال نشاط قوى النفس الكلية فأنه من المحتم أن تصل الى مبتغاها لأنها تتوافق أولا مع الأشاءة الربانية وثانيا تتجه صوب النفعية الذاتية للإنسان كمجموع متعلقة هذه النفعية بالمصلحة الوجودية الشاملة.
فالأفتراصية التي أبتدعها كمصطلح الدكتور عبد الرحمن بدوي ما هي الا هذه الحقيقية التي وصفها الله تعالى بقوله {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }التكوير29 ,مفهوم هذه الأشاءة والاكتساب يتجلى في قول موسى عليه السلام مخاطبا ربه{وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ }الأعراف155, إنها فتنة..يسقط فيها مَن ليس له من الطاعات ما يسدِّده، أي ما يجعله أهلاً للتسديد..يُضلّه الله تعالى على علمٍ منه لأنه لا يستحق إلا ذلك..
إذن، في أجواء الفتنة تضيع الرؤية، فلا يمكن للإنسان أن يهتدي إلى الموقف الصحيح..لا يهتدي الى الفرصة بالعقل الممنوح المستدل عليه بالأفعال المكتسبة بدعم التسديد الرباني إذا كان للإنسان من الطاعات ما يجعله أهلاً للتسديد، فإن الله تعالى يسدِّده، فلا يقع في المعصية..
أما إذا كانت طاعاته لا تصل إلى حدِّ استحقاقه للتسديد! وكانت معاصيه تصل إلى حد استحقاقه للخذلان، فإن الله عز وجل يَكِله إلى نفسه..وإذا وكله إلى نفسه، وقع في المعصية {وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ }التوبة49,فهو وقع بالفتنة والمعصية نتيجة تخلف التسديد الإلهي له وانقطاع الصلة بين الاكتساب وبين فرصة الدعم الرباني والتسديد.
الأفتراصية إذن (كالمصطلح كما يشرحه هو وغيره يعني أن الأفعال التي يأتي بها البشر لا تكمن علّتها في إرادتهم بل في إرادة الله أي أن حدوث أي حركة في النفس (فرصة ) لكي يحدث الله حركة في الجسم وأشهر من قال بهذا المذهب عند أبو الحسن الأشعري لكن المصطلح عند الأشعري هو (الاكتساب ) ومعناه هو بالضبط ما نجده عند مالبرانش الذي كان يحاول التوفيق بين ثنائية ديكارت الخاصة بالنفس والجسد,ولذا فإن المقابل الأدق (والأجمل) هو المصطلح الإسلامي الاكتساب) .
الأفتراصية بالمعنى هذا وبفهمنا نحن هو تناسب الفعل الاكتسابي للبشر مع المحددات الإيمانية بما يهيئ الفرصة لحصول التسديد الرباني له سواء بالإيجاب أو المنع وكلاهما بعلم الله,وهذا الاكتساب إنما مصدره النفس الناطقة المسيطرة على النفس الحسية فتجعل من القلب الذي هو باعثها محل الانشغال والصنع السلوكي, وكلب ما يصدر من القلب فهو انعكاس لما هو شاغل ومالئ القلب بالفعل الدافع,فإن كان الخير هو الشاغل فتنعكس السلوكيات الحسية بهذه الصفة والعكس صحيح.
هنا يأتي دور الدين والإيمان وعلاقتهما بالقلب ومن ثم بالسلوك كناتج فالتديّن هو أن يرابط الإنسان على باب قلبه حتى لا يدخل على قلبه (رجس)..و (دنس)..وحتى لا يسقط في (فتنة) الذنب..وحتى لا (تزل) قدم قلبه..لأن القلب في تجوال دائم تجوال بمعنى حركة واكتساب دائم فيه القرارات والأحكام التي يصدرها القلب كباعث لقوى النفس الحسية الحيوانية الانفعالية، يظهر تأثيرها في المستقبل, مثلاً إنسان فكّر بكلمة سمعها من شخص!ونوى بأنه عندما يراه سيؤذيه,وعندما رآه فعلاً،آذاه بكلام حاد,هذه الأذية لم تأتِ من عفو الخاطر، بل سبقتها مقدمات، سبقها حكم..
وهذا الأمر لم يحدث اعتباطاً، بل مرّ عبر القلب.. (القلبُ حرَمُ الله، فلا تسكن فيه غير الله) كما جاء في الحديث الشريف..حرم الله.. تعبير فيه عمق يؤكد المعنى الترابطي بين السلوك كمحصلة وبين القلب كباعث للقوة الحسية أو القوى الحسية التي يمكن ضبطها من خلال تمكين النفس الناطقة من العمل بحرية وقوة وفاعلية بقواها الخمس بالفكر والتفكير والذكر والتذكير والعلم والتعليم وبذلك حصلنا على أسباب التسديد الذي يصوب التعليم والتعلم نحو العلم الصحيح العلم الحقيقي الذي يؤمن بالشاهد والحاضر ويضع الحقائق العلمية في مواضعها أي عقلنة العلم وليس علمنة العقل.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الفهم القرآني للنفس والسلوك _ الجزء الثاني
- فهم النفس فهم السلوك الجزء الاول
- جدلية صراع القيم
- قوة العلم
- أصالة الكينونة
- ما هو التأريخ ج1
- ما هو التاريخ ج2
- أزمة الفهم وتجسيد الأزمة
- البرغماتية الكهنوتية
- دور الفلسفة في التغيير
- أساسيات التغيير الفكري في أوربا
- كل النساء في مدينتي خالاتي
- أنسنة الوجود الكوني
- أغنية لبغداد ,بين نعمانك وكاظميك
- المال العام بين النزاهة والابتزاز
- ضياء الشكرجي والخروج من الشرنقة.
- ام هاشم
- الورود لا تنمو بين الصخور .
- أدلجة الأختلاف وشرعنة التبديل
- قسما يا وطني بحروفك الأربع


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عباس علي العلي - عقلنة العلم أم علمنة العقل