أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - دور الفلسفة في التغيير














المزيد.....

دور الفلسفة في التغيير


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4244 - 2013 / 10 / 13 - 16:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دور الفلسفة في التغيير

هذا الصراع الفلسفي لم يقود إلا لنتيجة فرقت بين الإنسان كوجود وكماهية أعتمادا على نفس الفهم الإسرائيلي للوظيفة الإنسانية المبني على أدعائهم أنهم أبناء الله وأنهم الشعب المختار ليس على أساس ديني وعدي فحسب بل أساس أولي هو أفتراقهم الأفتراضي بمخالفة ماهيتهم عن بقية الناس{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }المائدة18,فكان من نتائج هذا التفريق نشوء السلوك الفوقي الذي يجمع الأسرائيلين بمبررات صنعوها هم ولم يصنعها الله في تعاملهم مع الإنسان الأخر وتبرير كل تصرف منهم على قاعدة هذا السلوك{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران75.
لقد ربط الإسلام بين هذه المقدمات التي يعتقد بها الإسرائيليون وبين مؤدياتها على صعيد الواقع التأريخي كله وبين عوامل الإيمان به,أو التخلي عنه لمصلحة من أسس التفريق بين الماهية والوجود وقاس فهمه على المقايسات المادية البحته ونقصد به أبليس,فكل تفسير مادي يخرج الموضوع من طبيعته القصدية المبنية على الإيمان إلى الأحتكام خارج أطارها الروحي هو خروج عن الطاعة والتسليم ولذلك ذم الله تعالى تفسير قابيل لقبول القربان وتفسير افعال وتصرفات قوم نوح وكل من ساهم في تثبيت الفهم المادي للرسالة وفق مقياس أبليس وجعلهم جميعا كفار لا يؤمنون بالله ولا بالمقاصد المعلنة أو الخفية بالرغم من وجود العلم بينهم{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً }النساء51.
الجذور التأريخية للمادية ليس وليدة حركة وتأثيرات قوى وعلاقات العمل كما يفهما الماديون ومنهم الماركسيون ولكن من خلال وجود الإنسان التكويني,وفي الطبيعة الإنسانية ذاتها التي أتصفت بالضعف وقلة الحيلة في التفسير مما يلجهأ في كثير من الأحيان لتتبع العوامل المادية الحضورية بغياب قوة العلم الإلهي نتيجة التحريف والتزيف,أو من خلال أتباع وتغليب الهوى والشهوات التي تستجيب للمقدمات التكوينية أسرع منها للمقابل التكويني الثاني أيضا{فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا }الشمس8,فحركة التأريخ عند الله يفسرها الإسلام تفسير شمولي يقوم على قاعدة الأستجابة والطاعة من جهة وصراع النفس والعقل نحوها,أي أن الإسلام يرى في التأريخ أنه نزاع وصراع بين الخير والشر بين الإيمان والكفر ينتهي فيه التأريخ ويبتدي على قواعدهما{فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ }البقرة36,فالتأريخ عند الله يبدأ من النزول بالكيفية التي سطرتها النصوص القرآنية وبداية الصراع الأزلي بين الإنسان وبين الشيطان لينتهي بأنتصار أرادة الله عبر التسليم التام والكامل بأرادته عبر الوجود البشري الذي يؤمن أخير بها{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105,فبهذه الوراثة الحتمية ينتهي التأريخ وتقوم الساعة,ليقيم الله العدل مستندا على تأريخ الإنسان الكسبي وكيفية توجهه نحو طرفي الصراع.
الطرف المؤمن بالله لا ينكر المادية كونها حقيقة وجودية ولكن يؤمن كذلك بحركة الغيب وقدرته على التحكم الفوقي اللا مدرك حينا ومحسوس حينا أخر ويفهم أن هذه الحركة لها دور أساسي في بلورة الوجود المادي وسن حركته بالقدر الذي يتفاعل معه مع قوانين الصراع وأساسياته,فالمؤمن ليس غيبيا بالأطلاق ولكنه يمتثل للقوانين الكلية له ويتعامل مع الجزئيات المادية ومنها الضرورات المادية والتأريخية من خلال فهمها على أساس أنها مخلوقه مثله وتستحكم في وجودها على قواعد غيبية سابقة لها.
فهو مثلا يتعمل مع المال على أنه نعمة عليه أن يؤدي حق شكرها وهو الأنفاق منها تقربا وتعبدا بقواعد الغيب,ويقيم العدل وهو ضرورة عقلية وتأريخية فهي عنده كذلك ولأن في أقامة العدل فرض غيبي إلهي يؤدي إلى الأصلاح,وحتى الأستجابة إلى العمل كسلوك مادي هو عنده في مقام الأمتثال لأمر غيبي,فكل الجزئيات المحكومة بضرورياتها تقام ليس على أساس كونها ضرورية فقط ولكم محكومة من جهة أخرى بكلية غيبية فوقية سلم بها ويقوم الصراع في ميدانها.
ليس الصراع في الكليات بل صعودا من الجزئيات لتنتهي أخيرا بالكليات,فالتأريخ أذن صراع أرادات بين الخير الكلي{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }النساء170,والشر الجزئي{يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً }النساء120.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أساسيات التغيير الفكري في أوربا
- كل النساء في مدينتي خالاتي
- أنسنة الوجود الكوني
- أغنية لبغداد ,بين نعمانك وكاظميك
- المال العام بين النزاهة والابتزاز
- ضياء الشكرجي والخروج من الشرنقة.
- ام هاشم
- الورود لا تنمو بين الصخور .
- أدلجة الأختلاف وشرعنة التبديل
- قسما يا وطني بحروفك الأربع
- دكان جدي _ قصة قصيرة
- الدين والضرورة
- أعترافات ما بعد الموت
- كلام على ورق
- أحلام العم عطية
- سوادين
- عنزة جاسم
- دار دور
- حلم في الف ليلة وليلة
- العقل وأشكالية التعقل بين النص الديني والواقع


المزيد.....




- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...
- مصادر إيرانية: المرشد الأعلى علي خامنئي يسمي 3 شخصيات لخلافت ...
- طريقة تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب سات ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - دور الفلسفة في التغيير