أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - في الفهم القرآني للنفس والسلوك _ الجزء الثاني














المزيد.....

في الفهم القرآني للنفس والسلوك _ الجزء الثاني


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4247 - 2013 / 10 / 16 - 13:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في الفهم القرآني للنفس والسلوك
الجزء الثاني
في القرآن الكريم الكثير من النصوص التي تشير إلى النفس وانفعالاتها وأفعالها ومسئولية النفس عن أعمالها وكيفية وعلل المحاسبة على هذا العمل أو ذلك وفق المعايير التي جاءت تحت عنوان الوعد والوعيد وبمقدمات الأنذار والإعذار, وغيرها كما إن النصوص في جوانب أخرى أشار إلى العقل والقلب والفؤاد كمحددات وبواعث وضوابط تضبط الفعل السلوكي الإنساني, وهي من أعظم المشاكل المعرفية التي لم يتفق عليها المسلمون مفكرين وباحثين وفقهاء ولم يتفقوا على قواعد أو قواسم مشتركة فيما يخص موضوع البحث.
لقد ورد ذكر كلمة نفس في القرآن كمستقلة أو بصيغة افرادية أو جمع مئتين وثمان وستون مرة وهذا يدل على الأهمية العظمى التي أولاها النص المقدس للنفس في حين نجد إن القلب كمشارك للنفس في تصور وصنع الفعل السلوكي تكرر مئة وسبعة وخمسون مرة,في حين نجد إن العقل كان له النصيب الأقل في الذكر فقد وردت في تسع وأربعون مرة فقط.إن هذا الثراء في ذكر المصطلح وبالصيغ التي ورد فيها كان لابد معه إلا أن نجد معه كما موازيا للفهم المعرفي عن النفس وأفعالها التي لا تتعدى السلوك مطلقا ناهيك عما ورد في الحديث الشريف من إشارات وشروح تدعم المعاني والمباني النصوصية القرآنية إلا إن الحقيقة المرة هو القصور العام والشامل الذي صبغ المعرفة الإسلامية في هذا الجانب العلمي.
إن التركيز على الأصول الفقهية والاعتقادية والانشغال في المسائل الخلافية الكلية والجزئية والصراع السياسي والاجتماعي الذي جرى بين المسلمين وخاصة بعد انتقال الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم كانت من الأسباب الرئيسية في تخلف المسلمين في هذا المجال بالرغم من وجود المقدمات العملية والعلمية الممهدة والمؤسسة للعلم النفساني في ثنايا النصوص سواء أكانت القرآنية أم الحديث الشريف, إلا إننا ومع ذلك لا نجد إلا محاولات محدودة ومنفردة لم يؤسس عليها رغم غناها وامتلاكها الأسس العملية الملفتة للانتباه, وربما تفوقت حتى على ما وصل إليه علم النفس في الوقت الحاضر من مدى واسع وأخص بالذكر ما ورد في نهج البلاغة تحديدا من مفاهيم وقيم يمكن أن تؤسس لعلم نفس إسلامي مستقل يتمتع بالشخصية المستقلة ويتبنى خيارا علميا مبني على النصوص النقلية الإلهية الكلية بما يتوافق مع الوجودية الكونية الشاملة.
كما إن من المشكلات التي واجهت الباحثين في التراث الفكري والمعرفي الإسلامي هو الخلط الذي لا يغتفر بين مصطلحي النفس والروح واعتبار البعض على إنهما شي واحد فان أراد أن يتكلم عن الروح فيورد النصوص الإسلامية النقلية التي تعني النفس والعكس صحيح وهنا لا بد من الإشارة إلى الفروق الجوهرية واختلاف المصطلحين عن بعضهما البعض (وبالعود إلى مسالة الإجابة على السؤال السابق المتعلق بماهية الروح والنفس فمما لا جدال فيه إنهما صنفان من الخلق لهما وظيفتان متكاملتان مختلفتان حسب الوظيفة وماهية الخلق وصورة التكوين وصيرورة الخلق لكل منها. فان كانت الروح من أمر ربي فهل النفس كذلك؟, وان لم تكن كذلك فما أمرها؟ وربي يقول {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا }الشمس7, سواها أي عدلها وابتدعها بالسوية والاستواء الغير قابل للميل أي بالعدل المستقيم فهل هذا الصنع السوي لا يعني بالضرورة انه من أمره؟ إذن ما معنى من أمر ربي؟.)((انظر كتابنا سفر الروح والنفس والعقل ط1 منشورات مركز الولاية عام 2009)),فهما أذن شيئان مختلفان ويمكن التدليل على ذلك بالكثير من النصوص التي أشارت إلى هذا الخلط أو تبنته فالروح عند ابن القيم ومثلها عند الاشاعرة جسم مخالف بالأهمية للجسم المحسوس وهو جسم نوراني علوي خفيف متحرك ينفذ في جوهر الأعضاء، ويسري فيها سريان الماء في الورد وسريان الدهن في الزيتون والنار في الفحم، وإذا فسدت هذه الأعضاء بسبب استيلاء الأخلاط الغليظة عليها وخرجت عن قبول تلك الآثار فارق الروح البدن وأنفصل إلى عالم الأرواح، ودليله على ذلك:{ الله يتوفى الأنفس حين موتها، والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى اجل مسمى}.فهو يخلط بين الروح والنفس فالشرح عن الروح والدليل كان على النفس , وهكذا تابع الكثيرون ومن قبلهم كثيرون إلا إن بعض المفكرين المسلمين فرق بينهما على اعتبار الماهية والجوهرية كأبن سينا والباقلاني والمعتزلة وغيرهم إلا أنهم لم يغنوا البحث في مجال علم النفس إلا في حدود الصفات والذوات وعلاقة ذلك في الحساب والعقاب.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فهم النفس فهم السلوك الجزء الاول
- جدلية صراع القيم
- قوة العلم
- أصالة الكينونة
- ما هو التأريخ ج1
- ما هو التاريخ ج2
- أزمة الفهم وتجسيد الأزمة
- البرغماتية الكهنوتية
- دور الفلسفة في التغيير
- أساسيات التغيير الفكري في أوربا
- كل النساء في مدينتي خالاتي
- أنسنة الوجود الكوني
- أغنية لبغداد ,بين نعمانك وكاظميك
- المال العام بين النزاهة والابتزاز
- ضياء الشكرجي والخروج من الشرنقة.
- ام هاشم
- الورود لا تنمو بين الصخور .
- أدلجة الأختلاف وشرعنة التبديل
- قسما يا وطني بحروفك الأربع
- دكان جدي _ قصة قصيرة


المزيد.....




- كريم محمود عبدالعزيز كما لم ترونه من قبل في -مملكة الحرير-
- متظاهرو البندقية يزعمون انتصارهم في تغيير مكان حفل زفاف جيف ...
- ترامب يرد على طرح أن إيران نقلت اليورانيوم المخصب قبل ضربة أ ...
- ترامب يُشبه ضربات إيران باستخدام النووي في هيروشيما وناغازاك ...
- دبلوماسي ومفاوض إيراني سابق يحذّر عبر CNN: إذا سعت واشنطن إل ...
- ترامب يُشبّه ضربة إيران بـ -هيروشيما- ويؤكد: أخبار جيدة عن غ ...
- الرئيس الإيراني يعلن -نهاية حرب الـ 12 يوما المفروضة على بلا ...
- بقرار إداري.. هبوط أولمبيك ليون بطل فرنسا سبع مرات إلى دوري ...
- افتتاح فندق إسرائيلي فاخر في حي فلسطيني مسلوب غربي القدس
- 10 أشخاص كانوا خلف تطور الذكاء الاصطناعي بشكله اليوم


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - في الفهم القرآني للنفس والسلوك _ الجزء الثاني