أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - قاسم حسن محاجنة - السعيد ، كل يوم عنده عيد .














المزيد.....

السعيد ، كل يوم عنده عيد .


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4245 - 2013 / 10 / 14 - 20:58
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


جملة قالها لي بائع ورد يهودي من مدينة قريبة من مكان سكناي ، وذلك عندما توجهت لشراء طاقة ورد أهديتها لزوجتي ، مباركا لها بالعيد . طبعا وضعتها شريكة الحياة في مزهرية على طاولة الصالون في البيت حيث نستقبل زوارنا ومُعايدينا ،من الأهل والأقارب والجيران .
ويتكرر العيد ، ويكون عادة باهتا أكثر من العيد الذي سبقه ، بحيث تحول الى ما يُشبه الواجب الاجتماعي الالزامي ، واجب لا تُؤديه بسعادة ، بل بالعكس تتمنى انقضاءه بأسرع ما يمكن ، حتى تعود الى "رُكنك " في هذه الدنيا !!
لكن ..فرحة الصغار هي من تُدخل قليلا من "الطعم " للأعياد الباهتة ، بحيث تتمنى أن تعود الى طفولتك التي كانت بائسة ، فقط من أجل استرداد لحظات الفرح والسعادة ، القليلة والنادرة في تلك الايام البعيدة .
لقد تم استبدال الفرح العفوي بطقوس ميكانيكية تتمحور كلها في أعادة تمثيل شعائر الحج وقصة النبي ابراهيم وابنه اسماعيل أو لربما اسحاق !!
حينما تمر من جانب احدى المدارس فأنك تسمع أصوات التكبيرات المُنطلقة من مُكبرات الصوت وطلاب المدرسة أو قسم منهم يرتدي "زي الاحرام " في "طواف " موهوم حول مجسم للكعبة !! هذه المدارس لا تُكسب طلابها وطالباتها وخلال سنوات ، لا تُكسبهم اية قيمة اجتماعية –خُلقية ، لا تعلمهم معنى التضحية من اجل قضية يُؤمنون بها ، لأنهم لا يملكون قضية اصلا . المدارس تُعلم طقوسا جامدة ولا تُعلم قيما !!
أما اذا خرجت الى الشارع ليلة العيد فلن تستطيع الحركة من شدة الزحام وقد تمر بمسيرة تُكبر تكبيرات العيد !! ولربما وجدت ايضا الغالبية صائمة لأنها تبحث عن زيادة رصيدها من الحسنات عبر الاداء الشكلاني للطقوس ، لكنها لا تفعل الخير مع الاهل لا ولا مع الجيران !! لقد نشأت ثقافة "اللهم اسألك نفسي " ، الانانية المُطلقة حتى في التعاطي مع العبادة ، تأدية طقوس بكثرة ، واخلاقيات يوك !! فالكذب والغش والغدر ، أصبحت صفات العرب دون مُنازع .
لكن .. صغيرتي التي قررت أن تصوم في يوم عرفة ، وحدها من دوننا جميعا وقاومت الجوع والعطش ، أجابتني على سؤالي : لماذا تصومين ؟؟ لأُكفر عن ذنوبي !!! اجابتني بوضوح . وبما أنها طفلة صغيرة لم تبلغ الثانية عشرة من عمرها سألت : لكن ما هي ذنوبك ؟؟ فما زلت صغيرة !!
- لقد كذبت على بنات صفي في عدة مناسبات ، وضربت احداهن !!
طبعا ، شعرت بسعادة غامرة وقررت لحظتها أن أصوم معها ما تبقى من اليوم تضامنا !! ويعود سبب سعادتي الى أنني اكتشفت تطور الضمير عندها ، ضميرها الذي يُحاسبها على اخطائها بحق الاخرين . لكنها لم تعرف بعد طريقة أُخرى للتكفير عن الذنب سوى الصيام !! لأن من يصوم يوم عرفة فسوف تُغفر ذنوبه من سنة مضت الى سنة اتية .
هذا ما نحن كعرب بحاجة اليه ، الضمير .
الضمير الذي يراقب سلوكنا وتعاملنا ومعاملاتنا .
الضمير الذي لا يسمح لنا بالظلم والعدوان ، القتل والتشريد ، التعذيب والتهجير !!
صحيح بأن الدول ككيانات لا تملك ضميرا ، لكن من يُدير شؤون هذه الدول هم من البشر ، لكن هل لديهم ضمير ؟؟
واذا اصبحت سُنة العرب والمسلمين هي الظلم ، الاستبداد وعدم احترام الحياة الانسانية ، فكيف يفرح الانسان بالعيد ؟؟
في ظني هذا هو حال الفقراء ، المسحوقين ، المظلومين ، المشردين وأهالي من قضوا نحبهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل !! فالذي يدفع الثمن الباهظ من القتل والتهجير والتشرد هم الفقراء والمسحوقين !! وهم غالبية العرب والمسلمين المُطلقة ..
وحينما يمتلك العربي ضميرا ، سيكون للعيد طعم !!
ومع ذلك ، كل عام وانتم بخير ....



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألحق (الذنب ) على الامبريالية ..!!
- لماذا جيفارا ؟؟
- لا لتعدد الزوجات ...لا للزواج المبكر
- جحا أولى بلحم ثوره
- الأزمة المُفتعلة ورأسمالية القوة ..
- النعي المبكر للرأسمالية
- تعلق قلبي في ...الخليجيات !!
- موسم خروج العفاريت ..!!
- القاموس الفلسفي للطبقة العاملة الحداثوية !!!
- الديالكتيك وعمال العمار
- في انتظار عبرة
- كونك عربيا يعني ... تقصير عمرك !!
- سفير .. وسفيرة فوق العادة !!
- يتسحاق بيشفيتس زينغر ...كاتب وتاريخ أضاءة على مقال الاستاذ ...
- -الرقصة في قطر ..!!-
- ابوس الأرض تحت نعالكن م ..
- نفي النفي ..والفرق بين النكاح والمناكحة
- مجاهد شهيد أم مغامر قتيل ؟؟!!
- نصيحة للمُقدمين على الزواج .
- تمجيد وتجميد ..


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - قاسم حسن محاجنة - السعيد ، كل يوم عنده عيد .