|
مجاهد شهيد أم مغامر قتيل ؟؟!!
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4219 - 2013 / 9 / 18 - 13:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مجاهد شهيد أم مغامر قتيل ؟؟!! ضجيج النقاش الصاخب بين المعقبين في كواليس المواقع العربية الاسرائيلية، على النت ، يطفو على السطح ويدور الأن على مسرح الحياة . ويتمحور النقاش حول "استشهاد " أو "مقتل " شاب من عرب اسرائيل في صفوف "الجيش الحر " السوري . والشاب عربي اسرائيلي من قرية صغيرة في المثلث الشمالي ، تُسمى مشيرفة ،وتقع بالقرب من مدينة أم الفحم ، وسكانها ينتمون الى العائلات الفحماوية . وكان الشاب قد غادر أهله وعائلته دون اخبارهم عن وجهته ، الى أن تلقى الاهل خبر وفاته عبر شبكة التواصل الاجتماعي مرفق بالخبر، صورة له وهو ميت . وكانت ردود فعل المعقبين متباينة وتنسجم مع الموقف السياسي لكل واحد منهم ، فالمناهضين للنظام السوري يعتبرونه شهيدا ، بل وذهب أحدهم الى كتابة مقال أو مرثية تمجد بطولته وتضحيته واستشهاده في سبيل الله ونصرة للدين الاسلامي . بينما اعتبر قسم أخر من المعقبين ،اعتبر موته عبثيا !! لكن ، اتفق جميع المعقبين على تقديم التعازي لأهله ، متمنين لهم الصبر والسلوان ، وداعين للفقيد بالرحمة ، وكان هؤلاء هم غالبية المعقبين . ومن هنا ، أتوجه أنا أيضا باحر التعازي لأهل الفقيد ، متمنيا لهم الصبر والسلوان . فالموقف من الصراع في سوريا ، أو الحرب التي وما أن دارت رحاها ، حتى "طحنت " الارواح دون تمييز بين ابناء الوطن الواحد . فالضحايا يُشكلون قوس قزح ،من التنوع الاثني والعقدي على التراب السوري ، الموقف من الصراع نابع من وجهة النظر السياسية الشخصية ، وكذا هو الحال من موت المحاربين في هذه الحرب ، فإما شهيد أو قتيل . وكنت قد كتبت قبل ايام مقالا منشورا في الحوار بعنوان :" الكيماوي السوري وعرب اسرائيل " ، ابرزت فيه الانقسام الحاد بين عرب اسرائيل من الحرب الدائرة على الارض السورية ، وهذا رابط المقال . http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=377459 وبعد نشر هذا المقال ، أجرى معهد دراسات استطلاعا للرأي بين العرب في اسرائيل ، دلت وأكدت نتائجه على هذا الانقسام ، والذي كان مناصفة في العينة ، بين مؤيد ومعارض للضربة التي كانت متوقعة لسوريا . واشغل هذا الحدث(وفاة الشاب )، وسائل الاعلام العبرية ، من صحافة مسموعة ، مرئية ومقروءة . خاصة وأنه وقبل عدة ايام ، اختفت أثار ثلاثة شبان من منطقة المثلث الشمالي ، واتضح بعد التقصي ، بأن اخر مكان معروف تواجدوا فيه ، كان على الحدود التركية السورية . وشخصيا تربطني بوالد أحدهم علاقة صداقة ، فهو طبيبي الشخصي ، وعادة حينما اتوجه الى العيادة لتلقي علاج أو اجراء فحص ، لا أفوت فرصة السؤال عن أحواله النفسية وأحوال زوجته (أم المُختفي ). لا يُمكن وصف المعاناة التي يقاسيها الأهل وخاصة الأمهات ، حينما يختفي ابن لهن ، دون أن يترك أثرا أو خبرا . فهي تقضي الوقت في الانتظار المتوتر ، عل الهاتف يرن ، أو يأتي احدهم بخبر ، يبل شوق الأم ، ويخفف من لوعة الفراق ويكسر الصمت القاتل . حاولت أن أفهم من الأب ايضا عن ، ما الذي يدفع شابا من عائلة مستقرة ، ووالدين داعمين الى أتخاذ قرار راديكالي من هذا النوع ، دون ترك خبر صغير ؟؟ وهل ظهر عليه ما يدل على ما أزمع عليه وعقد العزم على تنفيذه ؟؟ لا شيء ..!! يتخبط الأهل في حيرة ، ترقب ، تأنيب للضمير ومراجعة الأحداث دونما طائل . لكن .. ومع ذلك ، هناك ثقافة سائدة ومنتشرة ، تدعو للجهاد والاستشهاد في سبيل الدين ونصرة المسلمين ، تؤثر في نفوس الشباب وتدفعهم لهذا السبيل ! دونما أي اعتبار للظروف والمحيط . ويبقى السؤال ، أهو مجاهد أم مغامر ، فالموقف السياسي من القضية هو الذي يحدد طبيعة الموت . ولكم أن تسألوا عن رأيي الشخصي ، فهو غير واضح من السياق !! ولن أُجيب لأنني وبصراحة في منزلة "بين المنزلتين " ، فهو مات معتقدا بأنه يحارب من أجل قضية مقدسة ، لذا فهو شهيد رأي بالمعنى المدني . لكنه بالمقابل ، كان قد تنازل عن عقله ووعيه مسبقا ، ليندفع في خطوة أو حرب ليست من شأنه !! لكن هل أعتقد بأن حشود المجاهدين والتي يصل تعداد أفرادها الى المائة ألف ، على الأرض السورية ، هي مجاهدة حقا ؟؟ فجوابي لا ولا كبيرة ، لأنني أراهم كمحترفي قتل ، جوالون ، ينتقلون من ميدان قتل الى أخر ، وينفذون مشروعا لا يدرون عنه شيئا ، ولا يريدون أن يعرفوا ، المهم لديهم أولا وأخرا ، هي فرص القتل السانحة والمتوفرة بكثرة !! أما النظام البعثي السوري ففي رأيي هو نظام مجرم بحق شعبه أولا ، وبحق الفكر القومي والثوري ثانيا ، ويجب أن يزول ، لكن بأيدي السوريين والسوريين فقط ودونما مساعدة من قوى اجنبية أو من كتائب القتلة المحترفين .
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نصيحة للمُقدمين على الزواج .
-
تمجيد وتجميد ..
-
حديث عابر
-
الكيماوي السوري وعرب اسرائيل .
-
وما اعتقلوه وما سجنوه ولكن ..
-
الجهاد الجنسي بين الفقه والباثولوجي ..
-
سرديتان من الواقع السوريالي .. البغل يرتدي بنطلونا..!!
-
الدكتاتوريات المُستبدة والمُعارضات اللامسؤولة .
-
سُكارى وما هم بسُكارى ..!! أو شخصيات تُعجبني ..
-
هلوسات ....!!
-
عدو عدوي صديقي ..
-
ديماغوغية رقمية !!!
-
قطبا الحكم في النظام الديموقراطي
-
تضامن ومناشدة
-
اعوذ بك من علم لا ينفع ...!!
-
الارض المحروقة و-صيد الساحرات -...
-
-دكتاتورية - العلمانية ..-وديموقراطية - الاصولية ..!!
-
مغسلة الكلمات
-
مظهر واسلام ...مظهر الاسلام المعاصر
-
جدلية حقوق المجرم وحقوق الضحية
المزيد.....
-
مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم
...
-
دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب
...
-
انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض
...
-
الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها
...
-
حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
-
تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر
...
-
مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم
...
-
البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ
...
-
مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
-
عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|