أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - قاسم حسن محاجنة - تمجيد وتجميد ..














المزيد.....

تمجيد وتجميد ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4215 - 2013 / 9 / 14 - 18:07
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تمجيد وتجميد ..
يستذكر اليوم ، ابناء عمومتنا اليهود ، ذكرى يوم الغفران ، ويُحيون هذه الذكرى بالصوم المتواصل لمدة 24 ساعة .والصوم مقصور على المتدينين كالعادة عند كل الديانات . لكن الحياة تتوقف في هذا اليوم ، لا مواصلات ولا أماكن ترفيه ، لا حوانيت ولا دور سينما . ومن تُسول له نفسه ، الامارة بالسوء ، السفر في هذا اليوم بسيارته الخاصة ، فلا يلومن الا نفسه ، لأنه قد يتعرض لهجوم من المتزمتين ، يكون أهون ما يتعرض له هو رجمه بالحجارة وتكسير زجاج سيارته !!
ويوم الغفران مرتبط بالأذهان بحرب عام 1973 ، التي خاضتها مصر وسوريا ضد اسرائيل ، والتي يدعي كل طرف فيها الانتصار على العدو .
صحيح أن اسرائيل تعترف بهزيمتها في المراحل الاولى للحرب ، الا أنها تعتبر ما حققته في ايام الحرب الاخيرة انتصارا ، اجبر مصر وسوريا على الموافقة على وقف لأطلاق النار .
لست في معرض الحديث عن الحرب ، مسارها ونتائجها ، لكنني أود الاشارة الى عدة أمور .
أولا : هذه الحرب تحظى بأكثر من يوم ذكرى واحد في السنة ، فالعرب يستذكرونها في العاشر من رمضان وفق التقويم الهجري ، وفي السادس من أكتوبر حسب التقويم الميلادي ، وكذا الاسرائيليون فأنهم يستذكرونها في يوم الغفران حسب التقويم العبري ، الذي يصادف اليوم وفي اكتوبر حسب التقويم الميلادي .
وهكذا هو شأن الحروب منذ أن بدأ الانسان بكتابة التاريخ ، فالحروب بما يصاحبها من قتل وتدمير واستنزاف للثروات الانسانية والمادية ، وتشريد للبشر وتدمير للحجر ، تحظى بمكانة مرموقة في سجلات التاريخ ، وتحتل صدارة أيام الذكرى ، لدى الشعوب والأفراد .
وهذا يقودني الى سؤال عن جوهر الانسان ، وهو: هل غريزة التدمير لديه أقوى من غريزة البناء ؟ هل يحتفي الانسان بالقتل أكثر من احتفاءه بالحياة ؟
أن الملايين الذين قضوا في الحروب ، بسببها ونتيجة لها ، تتلاشى ذكراهم ويتم نسيانهم ، ويتحولون الى رقم "مجرد رقم " في "استعراض " نتائج الحرب ، اي حرب وكل حرب . هؤلاء الذين كانوا الوقود للحروب و" صانعي أمجادها " ، اذا كانت للحروب أمجاد ، يدخلون في تجميد أبدي . يبكيهم أعزاءهم ، طالما بقوا على قيد الحياة ، ثم تندثر ذكراهم ، كما تندثر "حضارات " بمعالمها وتاريخها .
بينما ، من خاضوا حروبا عبثية، وتسببوا لشعوبهم وللأخرين بالدمار ، يتم تمجيدهم وتمجيد ذكراهم .
هذا جانب واحد وحصري فقط من جوانب النشاط البشري، والذي يحظى في كل الأحوال بتمجيد وتذكر دائم ، ويتم تلقينه للاجيال عبر دروس التاريخ .
بينما من أراد أن يدرس تاريخا غير تاريخ الحروب ، كتاريخ العلوم أو تاريخ الفنون ، عليه أن ينتظم في دراسة جامعية ، متحملا كل التكاليف المادية والذهنية ، لكي يتعرف على جانب أخر من النشاط البشري ، البناء ، في مقابل غريزة الهدم !!
تمجيد الحرب يقابله تجميد لذكرى ضحاياها !! والانكي من ذلك ، فتعليم التاريخ في المدارس ، هو تعليم لتاريخ القتل فقط!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث عابر
- الكيماوي السوري وعرب اسرائيل .
- وما اعتقلوه وما سجنوه ولكن ..
- الجهاد الجنسي بين الفقه والباثولوجي ..
- سرديتان من الواقع السوريالي .. البغل يرتدي بنطلونا..!!
- الدكتاتوريات المُستبدة والمُعارضات اللامسؤولة .
- سُكارى وما هم بسُكارى ..!! أو شخصيات تُعجبني ..
- هلوسات ....!!
- عدو عدوي صديقي ..
- ديماغوغية رقمية !!!
- قطبا الحكم في النظام الديموقراطي
- تضامن ومناشدة
- اعوذ بك من علم لا ينفع ...!!
- الارض المحروقة و-صيد الساحرات -...
- -دكتاتورية - العلمانية ..-وديموقراطية - الاصولية ..!!
- مغسلة الكلمات
- مظهر واسلام ...مظهر الاسلام المعاصر
- جدلية حقوق المجرم وحقوق الضحية
- السياحة الجنسية ...
- -اقتصاد -الابراج !!!


المزيد.....




- التوقيت بعد ساعات على تهديد ترامب.. خامنئي يشعل ضجة بتدوينة: ...
- مصر.. عمرو موسى يشعل ضجة بدعوة عاجلة تفعيل المادة 205 بسبب ص ...
- التقارب بين بيونغ يانغ وموسكو يزعج سيئول
- مكون بسيط في أغذية شائعة قد يقلل خطر النوبات القلبية
- آبل تخطط لإطلاق ساعات ذكية مزودة بمقياس لسكّر الدم
- أطعمة تزداد فائدتها عند تبريدها
- مقتل شخصين وانتشال 5 ناجين حتى الآن إثر انهيار مبنى في منطقة ...
- حلم الشباب الدائم يقترب!.. مركبات بكتيرية في دمائنا تمنحنا ا ...
- اكتشاف بركان مريخي ظل مخفيا عن أعين العلماء 15 عاما!
- إسرائيل بدأت الحرب، فمن سيربح؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - قاسم حسن محاجنة - تمجيد وتجميد ..