|
ابوس الأرض تحت نعالكن م ..
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4222 - 2013 / 9 / 21 - 12:46
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
أبوس الارض تحت نعالكن -م .. الحالة العربية والاسلامية ، حالة يحار فيها اللبيب . فرغم ما "جلبه " " الجهاد الاسلامي " من ويلات ودمار ،في اليمن والصومال ، باكستان وأفغانستان ، مالي ، نيجيريا والسودان ، سوريا ، مصر والشيشان ، ليبيا ، الجزائر وفلسطين ، فأن أوساطا واسعة من شعوبنا ، لو قُيض لها أن تختار من يحكمها ، ستختار هؤلاء ..!! لا يكلف "اليسار " العربي نفسه عناء البحث عن الاسباب "لشعبية " الاسلامويين ، وبدلا من ذلك فأنه يصب جام غضبه على " الدين الاسلامي " بكافة "نُسخه " ، من وهابية الى سلفية حتى يصل الى النسخة الازهرية !! وللتذكير فقط ، فالدين هو كيان فكري معنوي ، ليس له ذنب !! شأنه شأن الماركسية على سبيل المثال ، أو الرأسمالية أو اي فكر أو كيان فكري معنوي . يُعلي المؤمنون به من شأنه ، أو ينزلون به الى الحضيض بل والى أسفل سافلين ، وذلك عبر ممارساتهم الحياتية وتطبيقهم لتعاليم هذا الفكر أو ذاك الدين !! لكن ، ما يهمني في هذه العجالة هو سبب تراجع شعبية اليسار وبالمقابل انتشار شعبية القوى المحسوبة على الاسلام السياسي . ولا اريد أن اتغاضى عن الدور الذي تلعبه قوى خارجية في محاربة اليسار من جانب ، ودعم الاسلام السياسي من جانب أخر !! لكن هذا الدعم او الحرب ، لا ولن تصمد أمام ارادة شعبية مصممة على اختيار طريقها . فتأثير التدخل سلبا أو ايجابا ، يبقى طفيفا مقارنة بالإرادة الشعبية . قد يكون في ما يحدث في مصر الان ، بعض العزاء لليسار واليساريين العرب ، " ولا يعنيني بتاتا عزل مرسي من عدمه " ، بل أجد أنا شخصيا وكيساري ، أجد العزاء في الملايين التي خرجت وعبرت عن موقفها ورغبتها وأخذت زمام امورها بأياديها ولم تنخدع بالشعارات البراقة . لكن ما يقلقني على الجانب الاخر ،هو قيادة الشعب لتنظيماته " الطلائعية " ، بدل أن يكون الامر معكوسا !! فالطليعة تقود الجماهير ، لكن وبما أن الطليعة هي " طليعة " على مستوى النظرية والتنظير فقط ، فقد قامت الجماهير بتعليمها درسا في القيادة الثورية ،ولعل وعسى أن تستوعب هذا الدرس . يتباكى يساريون كثيرا ومن على هذا المنبر على أخطاء وصراعات وقعت فيها الحركة الشيوعية سابقا ، لكنهم لا يُعيرون التفاتا كبيرا الى واقع الحركة الثورية الحالية ، وان كتبوا فأنهم يكتبون باستعلاء وفوقية ، لا تليق بمن "يدعي " تمثيلا لقوى الشعب العاملة والقوى المسحوقة الاخرى !! ولأكن صريحا ، أحس وأنهم يحاربون حروب الماضي ، مثلهم كمثل الجنرالات الذين يحاربون الحرب الاخيرة وليس الحالية !! لكي تكون ممثلا للشعب ، يجب أن تعيش بين الناس ، تُشغلك همومهم ، تُحزنك احزانهم وتُفرحك أفراحهم ، تحترم نمط حياتهم ومعتقداتهم ، تتكلم لغتهم وتتبنى قضاياهم . لكن أن تأتيهم في المواسم ، وتتحدث اليهم بمصطلحات وكلام لا يفقهونه ، تتعالى عليهم وتأنف من "مشاطرتهم احزانهم ، افراحهم وطعامهم " ومع ذلك تمتلك الجرأة "والوقاحة " وتدعي تمثيلهم ، فلا شك بأنك واهم حالم . ولنعد الى الواقع قليلا ، اين هو " منجم انصار " حركات الاسلام السياسي ؟ اليس هو ، أحياء الفقر ، العشوائيات ، مخيمات المشردين واولاد الشوارع . اليس هو "تجمعات " فقراء المسلمين الذين ينامون احيانا على الطوى !! ولسوء الحظ ، فهؤلاء هم الاغلبية ، بينما "شريحة " المثقفين والناس " اللي عليها القيمة " ، فهي اقلية من أقلية !! قد يقول قائل ، بأن حركات الاسلام السياسي تستغل حاجة "الفقراء " وتشتري ولاءاتهم عن طريق بطونهم !! وأنا أقول بأن الجائع لا يحتاج الى نظرية "تكفل " له مستقبلا مشرقا ، فهو يتفلسف حول معدته التي تتقلص من الجوع ، وعن ما غشى عينيه من "ضباب" الرؤيا نتيجة الجوع ، فهو يقوم بالتنظير للوجبة المأمولة والتي ستُسكت جوعه !!ولا يهمه كثيرا شأن مرسي أو السيسي !! اشعر بالغضب بعد أن شاهدت فيلم "توأم القاعدة " الذي بثته العربية ، وهو يتحدث عن أختين "توأم " لأم عزباء ، يحكي الفيلم قصة حياتهما وتشردهما ، الى أن وقعا بين يدي قاعدي . ما علينا ، لمن يود مشاهدة الفيلم الشيق ، فسأرفق رابطه في نهاية المقال . لكن ما يغضبني حقا ، هو انقطاع الوصال بين اليسار والمسحوقين والمهمشين ، وتركهم لقمة سائغة لدى "قوى الاسلام السياسي ". أعلم بأن المسؤولية لتردي الاوضاع الانسانية تتحمل وزرها الدول ومؤسساتها ، مما ترك فراغا تملأه قوى الاسلام السياسي ، وتنجح في ذلك ، لأنها تقدم خدمات بسيطة "يحتاجها الناس في التو والحال " ، وتقوم بعدها بجرهم من "انوفهم " نحو مشروعها السياسي ، دونما أي اعتراض من جانب هذه الجماهير . فالجماهير تريد أن تشبع طعاما لا أن تشبع كلاما ...( رغم أهميته ). لدي الكثير لأقوله ، لكنني أكتفي بما قاله شاعرنا الخالد ، توفيق زياد ، وذلك حينما التحمت الجماهير بطليعتها .. على اليسار أن يتوجه للفقراء والمهمشين وعن قناعة داخلية مطلقة قائلا لهم ومن، خلال سناء وايمان ، بطلتي الفيلم ، نقول للمهمشين والفقراء والمسحوقين : نبوس الارض تحت نعالكم .. ونفديكم !!! والا ..فلا .!
http://www.youtube.com/watch?v=C80d5qAnzYY
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نفي النفي ..والفرق بين النكاح والمناكحة
-
مجاهد شهيد أم مغامر قتيل ؟؟!!
-
نصيحة للمُقدمين على الزواج .
-
تمجيد وتجميد ..
-
حديث عابر
-
الكيماوي السوري وعرب اسرائيل .
-
وما اعتقلوه وما سجنوه ولكن ..
-
الجهاد الجنسي بين الفقه والباثولوجي ..
-
سرديتان من الواقع السوريالي .. البغل يرتدي بنطلونا..!!
-
الدكتاتوريات المُستبدة والمُعارضات اللامسؤولة .
-
سُكارى وما هم بسُكارى ..!! أو شخصيات تُعجبني ..
-
هلوسات ....!!
-
عدو عدوي صديقي ..
-
ديماغوغية رقمية !!!
-
قطبا الحكم في النظام الديموقراطي
-
تضامن ومناشدة
-
اعوذ بك من علم لا ينفع ...!!
-
الارض المحروقة و-صيد الساحرات -...
-
-دكتاتورية - العلمانية ..-وديموقراطية - الاصولية ..!!
-
مغسلة الكلمات
المزيد.....
-
هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
-
الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة
...
-
مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
-
بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو
...
-
الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة
...
-
الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك
...
-
شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم
...
-
الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا
...
-
الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح
...
المزيد.....
-
مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا
...
/ جيلاني الهمامي
-
كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع
...
/ شادي الشماوي
-
حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين
/ مالك ابوعليا
-
بيان الأممية الشيوعية الثورية
/ التيار الماركسي الأممي
-
بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا)
/ مرتضى العبيدي
-
من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا
...
/ غازي الصوراني
-
لينين، الشيوعية وتحرر النساء
/ ماري فريدريكسن
-
تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية
/ تشي-تشي شي
-
مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|