|
-الرقصة في قطر ..!!-
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4224 - 2013 / 9 / 23 - 13:46
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
" الرقصة في قطر "...!! على مدار سنوات ، تُقيم الحركة الاسلامية بشقها الشمالي ، مهرجانا سنويا تحت مُسمى "الاقصى في خطر " ، ويتداعى الى هذا المهرجان، والذي يُقام سنويا في مدينة أم الفحم (في اسرائيل )، المدعوون من كافة الحركات السياسية الفاعلة بين عرب اسرائيل ، بالإضافة الى أنصار الحركة الشمالية ، تمييزا لها عن الحركة الاسلامية الجنوبية !! ولكي لا يتبادر الى أذهانكم بأن المسلمين من عرب اسرائيل ، ينتمون الى طائفتين إسلاميتين ، أحدهما "تؤمن " بدين شمالي والاخرى "تؤمن "بدين جنوبي ، فبودي أن أطمئنكم ، فالمسلمون هم نفس المسلمين ، لكن ... لا بُد للسياسة أن تقوم بدورها . وفهمكم كفاية !! أذن .. حولت الحركة الشمالية هذا اليوم الى مهرجان سنوي ، ومن على منصته يتناوب الخطباء ، في التحذير من تهويد الاقصى ، أو محاولة هدمه لبناء الهيكل اليهودي مكانه ، وقد يتم جمع التبرعات والتي ستذهب للدفاع عن الاقصى . لم يقتصر المهرجان على الاقصى فقط ، بل تعداه الى الانشغال بالقضايا التي تشغل بال عرب اسرائيل ، مثل مواضيع الحفاظ على الارض والمسكن وما شابه ذلك من قضايا حياتية ، سياسية واقتصادية محلية ، تشغل بال الجماهير العربية في اسرائيل . قد نختلف أو نتفق مع توجهات ابناء "الشمالية " ، لكنهم تبنوا قضية (الاقصى في خطر ) ، وهي قضية حقيقية وعادلة ، وحولوها الى قضية يتحدث عنها الكثير من المسلمين في العالم العربي ، مما أكسبها "نقاطا " لدى المؤسسات والروابط " الاسلامية " وتحديدا منظمات الاسلام السياسي . الجديد في الامر ، بأن المهرجان ال 18 ، والذي جرى قبل يومين ، على ستاد الملعب البلدي في مدينة أم الفحم ، اصطبغ بصبغة الاخوان المسلمين ، دون اي تمويه . فصور الرئيس المصري المخلوع ، محمد مرسي ، كانت خلفية منصة المهرجان ،وتم طبع شعار رابعة على تي شيرتات صفراء ، تم بيعها للمشاركين ، وجرى حديث كثير عن الشرعية وعودة الشرعية . الاقصى ، اصبح قضية صغيرة في مهرجان مخصص ومكرس لنصرته ، ولذا اقترح أحد المعقبين على مقال عن المهرجان ، اقترح اسما كاركاتوريا جديدا ساخرا للمهرجان ، وهو اسم : الرقصة في قطر ، في لماحية من المعلق الى مصدر اموال الدعم !! ويلوم علينا اليمين الاسرائيلي ، يلوم على عرب اسرائيل ، واحزابهم وحركاتهم السياسية ، بأنها منشغلة بقضايا الامة العربية وتتجاهل القضايا اليوم يومية للشعب البسيط . لقد كان هذا الادعاء ،المُبرر لليمين الاسرائيلي ، لشرعنة سياسة التمييز ضد العرب التي تنتهجها حكومات اسرائيل المتعاقبة ، لكننا كفلسطينيين ، وحينما دافعنا عن ابناء شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وخرجنا في مظاهرات ، كنا على استعداد لدفع الثمن ، مهما يكن !! فنحن ندافع عن اهلنا وابناء شعبنا !! لكن ..ماذا سنقول الان ؟؟!! وخلال السنين ، تطور خطاب سياسي على الهامش ، خطاب يهاجم الجميع ، ويرفض الدولة أذا لم تكن دولة الخلافة ، يرفض المشاركة في الحياة السياسية ، عبر الترشح والانتخاب ، لا يتعامل مع البرلمان ولا مع البلديات .. لكنه في نفس الوقت يعمل في وظائف تابعة للبلدية التابعة لسلطة مركزية ، أي للدولة الكافرة ، لأنها ليست دولة الخلافة !! هذا الخطاب الذي يُعاني من "تعدد الشخصيات " ، لن يعود بأي خير علينا .. وأين هو اليسار ، بكل مكوناته ..؟؟ اليسار لم يستطع معارضة قضية الاقصى في خطر ، بل أنضم اليها !! ( وقضية الاقصى هنا ، هي رمز وكناية لقضايا النضال اليومي ) . فبدل أن يكون اليسار طليعة الجماهير ، اصبح تابعا لحركات سياسية لا يستطيع المزايدة عليها ، مهما اراد ، وقد حاول !! والتابع كما هو معلوم لا يستطيع فرض اجنداته . يجب أن يحدد اليسار ، كما يُحاول في الفترة الاخيرة ، أن يحدد "مناطق " نضاله اليومي !! لكن دون أن يتخلى عن تضامنه مع كل المقهورين والمسحوقين في كل مكان !!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ابوس الأرض تحت نعالكن م ..
-
نفي النفي ..والفرق بين النكاح والمناكحة
-
مجاهد شهيد أم مغامر قتيل ؟؟!!
-
نصيحة للمُقدمين على الزواج .
-
تمجيد وتجميد ..
-
حديث عابر
-
الكيماوي السوري وعرب اسرائيل .
-
وما اعتقلوه وما سجنوه ولكن ..
-
الجهاد الجنسي بين الفقه والباثولوجي ..
-
سرديتان من الواقع السوريالي .. البغل يرتدي بنطلونا..!!
-
الدكتاتوريات المُستبدة والمُعارضات اللامسؤولة .
-
سُكارى وما هم بسُكارى ..!! أو شخصيات تُعجبني ..
-
هلوسات ....!!
-
عدو عدوي صديقي ..
-
ديماغوغية رقمية !!!
-
قطبا الحكم في النظام الديموقراطي
-
تضامن ومناشدة
-
اعوذ بك من علم لا ينفع ...!!
-
الارض المحروقة و-صيد الساحرات -...
-
-دكتاتورية - العلمانية ..-وديموقراطية - الاصولية ..!!
المزيد.....
-
على وقع حرب غزة.. مشاهد لاقتحام متظاهرين في اليونان فندقًا ي
...
-
هل تقود الولايات المتحدة العالم نحو حرب كونية جديدة؟
-
م.م.ن.ص// -جريمة الإبادة الجماعية- على الأرض -الحرية والديمق
...
-
تمخض الحوار الاجتماعي فولد ضرب الحقوق المكتسبة
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 554
-
الفصائل الفلسطينية ترفض احتمال فرض أي جهة خارجية وصايتها على
...
-
بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
-
حزب يساري بألمانيا يتبنى مقترحا بالبرلمان لدعم سعر وجبة -الش
...
-
الشرطة الألمانية تفرق مئات المتظاهرين الداعمين لغزة في جامعة
...
-
-لوسِد- تتوقع ارتفاع الإنفاق الرأسمالي لعام 2024
المزيد.....
-
كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رؤية يسارية للأقتصاد المخطط .
/ حازم كويي
-
تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا
...
/ جيلاني الهمامي
-
كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع
...
/ شادي الشماوي
-
حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين
/ مالك ابوعليا
-
بيان الأممية الشيوعية الثورية
/ التيار الماركسي الأممي
-
بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا)
/ مرتضى العبيدي
المزيد.....
|