أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - تخريفات إبراهامي و التشكيك بصدد طبيعة الصراع و قوانين الديالكتيك / 2















المزيد.....

تخريفات إبراهامي و التشكيك بصدد طبيعة الصراع و قوانين الديالكتيك / 2


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 4237 - 2013 / 10 / 6 - 13:22
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


حقل هِغز و بوزونه
المثال الثاني الذي ساقه الأستاذ يعقوب أبراهامي للتدليل على وجود كينونة بدون صراع هو بوزون هِغز . يصرح إبراهامي :
التسلسل: 20 العدد: 489212 - إلى حسين علوان حسين 11: خرافة قوانين الديالكتيك -2
2013 / 8 / 18 - 09:22
أنت تقول: بدون الصراع ينتفي وجود الشيء ، أي شيئ ، وكل شيء
سؤالي هو: أي صراعٍ يوجد داخل الجزيء -بوزون هيغز- والذي يسمى بـ-الجسيم الإلهي-؟ أم أن بوزون هيغز الإلهي الذي اكتشفه علماء الفيزياء في سيرن هو مجرد خرافة لا وجود لها لأنه بدون الصراع ينتفي وجود الشيء ولأن قوانين الديالكتيك الخيالية هي أقوى من الواقع؟
أنتهى نص ألأستاذ يعقوب أبراهامي .
و يبدو أن الأخ الكبير يعقوب إبراهامي ، باستشهاده ، في 18/ 8 / 2013 ، ببوزون هِغز قد نسي ذكري للجسيم الأخير له في مناسبة سابقة لي بصدد دحض خرافاته حول لا علمية الماركسية تم نشرها على صفحات موقعنا الرائع هذا : الحوار المتمدن – العدد : 3387 - 2011 / 6 / 5 - 20:50، بعنوان " خرافة دحض الماركسية العلمية / رد على الأخ الكبير الأستاذ يعقوب إيراهامي" .
( ملاحظة : توخياً للأمانة ، مقالتي إياها تورد إسم إبراهامي خطأ : * إيراهامي ؛ و المسؤول عن هذا الخطأ المطبعي غير المتعمد هو أنا ؛ و قد أشار أخي الكبير يعقوب إبراهامي بلباقة إلى الخطأ بإقتباسه للعنوان إياه مرتين في مقال لاحق له بعنوان " عودة إلى خرافة الأشتراكية العلمية " نشره في 15/ 6 / 2011 ، و أنا أحييه و أشكره على لباقته . )
رابط مقالة إبراهامي الأخيرة :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=263399

ورقتي المذكورة أعلاه جاءت رداً مني على المقالة السابقة ليعقوب إبراهامي الموسومة "خرافة الماركسية العلمية" ، و التي تحاول جزافاً تفنيد مندرجات مقالة الأستاذ الفاضل و الرفيق الكبير "حسقيل قوجمان" الصادرة في 27/4/2011 بعنوان "الماركسية العلمية" عبر الإستشهاد بنظرية بوبر للغرض المعلن في حينه من طرف إبراهامي و المتمثل بالإجابة على مسألة "علمية النظرية الماركسية" . يقول أبراهامي في مقالته أعلاه بالنص :
" باختصار مسألة "علمية النظرية الماركسية" هي اعقد واهم من ان نتركها لحسقيل قوجمان كي يقرر فيها."
من الذي يجب أن يقرر فيها ، إذن ، حسب يعقوب إبراهامي ؟
الذي يجب أن يقرر فيها هو كارل بوبر ، لكون الأخير "يفهم في العلم و الفلسفة" ، حسب زعم إبراهامي ، و هو الزعم القائم على الإمتياز الحاصل عليه الأخير بفضل قيام رئيس هيكل آلهة العلم و الفلسفة بتسليمه صولجان تقرير من هو الذي يفهم في العلم و الفلسفة ، لذا فأن حامل هذا الصولجان الإلهي يقول :
" نظرية كارل ماركس في التطور التاريخي (وحتمية الأنتقال من النظام الرأسمالي الى نظام إشتراكي وشيوعي) هي، في نظر كارل بوبر، نظرية "غير قابلة للدحض" لذلك فهي ليست "نظرية علمية" بل "علم موهوم"".
و يواصل حامل الصولجان إبراهامي خرطه عن لا علمية الماركسية بالتعكز على بوبر عبر النص التالي :
" قال كارل ماركس ان الرأسمالية، في المجتمعات الصناعية في ارجاء العالم، ستنتقل بصورة حتمية الى الأشتراكية وثم الى الشيوعية. ولكن عندما لم يحدث ذلك، ولم تنتقل المجتمعات الرأسمالية الى الأشتراكية، فإن الماركسيين، بدل ان يعترفوا بوقوع خطأ في نظرية كارل ماركس، يشرحون لكل من يريد ان يسمع ان التطور التاريخي الذي حدث، والذي يخالف بوضوح تنبؤات النظرية الماركسية، يتفق بالضبط مع كل اصول النظرية الماركسية ولا يخالف تنبؤات كارل ماركس. هم يقولون مثلاً ان دولة الرفاه الأجتماعي قد خففت من حدة النضال البروليتاري، أو ان الرأسمالية قد ارشت العمال الماهرين وخلقت "ارستقراطية عمال" لا يريدون الأشتراكية، الخ. بهذه الطريقة يستطيع كل شخص ان يفسر كل تطور للأحداث وفقاً للنظرية الماركسية حتى إذا كان ذلك يخالف كل ما تنبأت به النظرية نفسها حتى الآن.
لذلك، يقول كارل بوبر، النظرية الماركسية في تطور التاريخ ليست نظرية علمية، بل انها "علم موهوم".
إنتهى نص الأستاذ يعقوب إبراهامي .
الماركسية علم موهوم ! إذا كنت لا تستحي فقل ما تشاء !

في معرض الرد على خرافات أبراهامي و بوبر أعلاه ، قلت في مقالتي المؤرخة في 5/ 6 / 2011 ما نصه :
" .... أن المشكلة التي كان يعانيها بوبر مع كارل ماركس لم يكن سببها عدم علمية الماركسية بل عدم علمية طريقة فهمه لأخطاء مفسريها و مطبقي نظريتها ممّن زاملهم و قرأ لهم خلال العقود الأولى من القرن العشرين . و إن كنت أميل لتصور بأنه ربما لم يتسنى له التعمق في دراسة الماركسية و لا الجدل الماركسي (اللذين لم تزد فترة إطلاعه عليهما على ثلاثة شهور فقط و هو في السابعة عشرة من العمر ).
في الخمسينات و الستينات من القرن الماضي ، كان كارل بوبر يعتبر عند الكثيرين أحد أكبر فلاسفة العلم في انگلترا منذ برتراند رسل . أما اليوم فان أنصاره بين فلاسفة العلم قد أصبحوا أقلية متناقصة لإدراكهم بان سمعة بوبر قد تم نفخها كثيراً . يقول مارتن گاردنر (2001) " يعتقد العديد من فلاسفة العلم أن شهرة بوبر القديمة كانت تتأسس على جهوده الدائبة و المضَللة في إعادة صياغة وجهات نظر شائعة في عبارات فقدت الآن بريقها الخلاب . فلنأخذ أشهر أدعاء له و هو : أن العلم لا يتطور عن طريق الاستقراء (induction) – أي عن طريق إيجاد أمثلة معززة لحدس (conjecture) ما – و إنما بدحض كل حدس جريء ينطوي على المخاطر . و ذلك لأن البحث عن الإثبات هو عملية بطيئة و غير مؤكدة أبداً ، على حد قوله ، في حين أن التكذيب يمكن أن يكون فجائياً و حاسماً . كما أنه يحتل اللب في الطريقة العلمية .
و المثال المألوف الذي يقدمه عن الدحض يتعلق بالتأكيد القائل بان : "كل الغربان سوداء اللون ". هنا كل عثور على غراب اسود آخر يعزز هذه النظرية ، و لكن هناك دائماَ إمكانية ظهور غراب غير أسود . فإذا ما حصل هذا ، فان هذا الحدس سيمكن تكذيبه (أو دحضه) حالاً . و كلما تواترت حالات اجتياز الحدس لمحاولات دحضه بنجاح ، كلما قوي "تعزيزه" (corroboration) ، و إن كان التعزيز هو أيضاً أمراً غير مؤكد ، و لا يمكن أبداً حسابه وفقاً لدرجة إحتماليته (probability) على حد زعم بوبر .
يصر نقاد بوبر – و هم على حق – بأن "التعزيز" ما هو إلا شكل من أشكال الإستقراء ، و أن بوبر لم يقم سوى بإدخال الاستقراء من الباب الخلفي لطريقته عبر إطلاق اسم جديد عليه هو (التعزيز) ، و هذا هو بعض المقصود بـ "الفذلكة الكلامية" التي أشرت إليها في تعليقي مع الأستاذ الفاضل يعقوب إبراهامي ، و هناك المزيد .
في إجابتة عن السؤال الشهير لديفد هيوم : "كيف يمكن تبرير الاستقراء ؟" يقول لنا بوبر : لا يمكن تبرير الاستقراء ، لأنه لا يوجد هناك شيء إسمه الإستقراء ! الحل السلبي الذي يقترحه بوبر هنا هو نفي وجود الاستقراء و ليس الحل الإيجابي المتمثل بالتثبت فعلاً من وجود أية مشكلة في الإستقراء أم لا . و الصحيح ان هيوم كان مخطئاً في هذه المسألة بالذات . لماذا ؟ لتصوره بأن الإستقراء يعتمد على الملاحظة (observation) في إثبات مصداقيته (validity) ، في حين أن الصحيح هو أن مصداقية الاستقراء تتأتى من قانون الهوية (Law of Identity) ، أي أنه لا توجد هناك مشكلة أصلاً سوى خطأ هيوم نفسه.
و من المعلوم بأن الزعم المجفل بعدم وجود الإستقراء لا يصمد أمام النقد و الإعتراض . و أول اعتراض عليه هو أن حالات الدحض أندر في العلم بكثير من البحث عن حالات التأكيد . فمثلاً ، نجد الآن علماء الفلك و هم ينهمكون في البحث عن دلالات على وجود الماء في المريخ . و في بحثهم هذا ، فإنهم لا يعتقدون بأنهم "إنما يحاولون دحض الحدس بكون المريخ لم يتواجد فيه الماء أبداً". كما يمكن للدحض أن يكون بنفس درجة غموض و تشوش الإثبات . فقد كان أول نموذج كوني لآينشتاين نموذجاً مستقراً ثابتاً ، و لكنه أكتشف بعدئذٍ أن جاذبية الشموس من شأنها أن تقلب هذا النموذج رأساً على عقب . و لتجاوز هذه المعضلة ، فقد إقترح آينشتاين حدسه أو إفتراضه الجريء بأن الكون – في مستواه قبل الذري – كان يشتمل على قوة صد (repulsive force) مجهولة أسماها : " الثابت الكوني" (cosmological constant) . و عندما أكتشف بأن الكون يتمدد ، أعتبر آينشتاين أن حدسه هذا قد "تم دحضه" (falsified) ، على طريقة بوبر . بل بلغ به الأمر إلى حد اعتباره له " أعظم خطأ فادح لحياتي" (the greatest blunder of my life) . اليوم نفس هذا الحدس عاد للساحة العلمية لكونه يفسر سبب تمدد الكون بأسرع مما هو مفترض . و يحاول علماء الفلك الآن ليس دحض هذا الحدس ، و إنما البحث عن إثباتات (confirmations) له . أي أن الأساس المعتمد في تبني هذه النظرية ( و كل نظرية ) إنما هو قدرتها التفسيرية (explanatory power) ، و ليس قابليتها للدحض (falsification) حسب الطرائقية البوبرية . لقد كان بوبر يعرف – و لكنه يتجاهل عن عمد – حقيقة أن الدحض يمكن أن يتأسس على ملاحظة خاطئة مثل المثال أعلاه ، و يعرف التناقض المنطقي الكامن في المثال الذي قدمه عن الغربان السود . فكلما تواترت ملاحظتنا للغربان السود ، فان بإمكاننا تفسير ذلك بطريقتين : أما اعتبار أن هذه الملاحظات المستمرة هي الإثبات (confirmation) لمقولة أن "كل الغربان سوداء" ، أو النفي (disconfirmation) لمقولة أن : "بعض الغربان ليست سوداء". أي أن كل نفي لحدس أو مقولة ما هي في نفس الوقت الإثبات لما هو عكسها ، و العكس صحيح ، أي أن كل أثبات لمقولة ما هو النفي لعكسها . لنأخذ النظرية الحالية التي تفترض وجود حقل كمّي (quantum field) يسمى "حقل هِگز" (Higgs field) بجزيئاته المتكمّية (quantized particles) . فإذا ما استطاع مهشم عملاق للذرة – مثل ذلك الذي يتحدث عنه استاذنا أبراهامي – في يوم قريب ما أن يتحسس مثل هذا الحقل ، فانه سيثبت الحدس القائل بوجوده ، و سيدحض في نفس الوقت رأي بعضٍ من ألمع علماء الفيزياء الحاليين – "روجر بنروز" من جامعة أكسفورد مثلا – بعدم وجود حقل هگز الكمي . بالنسبة للعلماء و فلاسفة العلم خارج حلقة بوبر الضيقة فان العلم يشتغل بصورة رئيسية عبر الاستقراء أو الإثبات و ليس العكس ، و لغة العلم هي استقرائية بالأساس . " ....
إنتهى نصي .
كلامي هذا عن (حقل هِگز) كان بتاريخ 5/6/ 2011 ؛ فما الذي حصل بعدئذ ؟
قبل التطرق إلى التطورات المثيرة بهذا الشأن ، أود أن أؤكد لقرائي الأعزاء حقيقة أنني لست ظليعاً بالمرّة في هذا الموضوع ( فيزياء الجسيمات ) الذي أجهل الكثير من تفاصيله الدقيقة التخصص . و لكن الذي أثار إهتمامي بنظرية حقل هِغز ( و التي تعود لعام 1964) هو أهميتها الإستثنائية للفكر المادي ، و لقوانين الديالكتيك ، للأسباب التالية :
أولاً : أنها تقدم الدليل النظري (الفيزياوي - الرياضي) على وجود كتلة (مادية) لجسيمات متكمّية أساسية ناقلة للطاقة رغم أن التماثلات (أوالتناظرات) التي تتحكم بتفاعلاتها تقتضي أن تكون تلك الجسيمات بدون كتلة .
ثانياً : أنها تثبت نظرياً إمكانية تحول الطاقة الضوئية الناجمة عن تهشيم بروتونين مُصادَمين ببعضهما إلى مادة و بالعكس في حقل فيزياء الجسيمات ( فيزياء الكم ) هذا المرة . و بهذا فإنها تقدم دليلاً آخر على صحة القانون العام لحفظ المادة و الطاقة ، و الذي ينص على ما يلي : "المادة لا تَفنى و لا تُخلق من العدم لأن كميتها في الكون (كنظام مغلق) ثابتة ؛ و يمكن تحويل المادة إلى طاقة ، و الطاقة إلى مادة " .
ثالثاً : أنها تثبت نظرياً أقوى سبب محتمل وراء حصول الإنفجار الكبير (big bang) في الكتلة الكونية الأولية ، و الذي نتجت عنه كل مجرات الكون . قبل الإكتشاف التجريبي للبوزون ، كان العلم قد أثبت إنبثاق المجرات الكونية من الإنفجار الكبير ، دون أن يجيب على السؤال المهم التالي : ما هي الطاقة الطبيعية التي تسببت في حصول ذلك الإنفجار الكبير ؟
رابعاً : أن الإكتشاف التجريبي لبوزون هِغز سيقدم مثالاً آخر ، مثير السطوع ، على كون العلم يتطور بالإستقراء ، و ليس بالدحض مثلما يخرف بوبر و يستشهد به إبراهامي . صحيح أن هناك عشرات الأمثلة السابقة في العلوم على الإثبات النظري لوجود كينونات مادية في الطبيعة قبل إكتشافها تجريبياً بفضل توظيف العلماء المنهج المادي الديالكتيكي في بحثهم العلمي الإستقرائي ( أروعها – بنظري – هو جدول مندلييف الدوري الذي بدأ بـ (64) عنصراً كيماوياً عام 1869 ، لتبلغ الآن ( 119 ) عنصراً ، و البقية تأتي ) ، و لكن راهنية الإكتشاف المختبري لما أسماه أحدهم بـ "الجسيم الإلهي" ( لكونه يحول الطاقة إلى مادة بلمح البصر ) يُشْبه تفجير قنبلة موسيقية سماوية رحيمة تنشر أمواج المعرفة المادية المفيدة إلى أرجاء العالم كافة ، و قد تفضي إلى أكتشاف " علم فيزياء جديد" ، و إلى إختراع تقنيات جديدة قائمة عليه .
ماهو البوزن (boson) ؟
في فيزياء الجسيمات المتكمية ، تشكل البوزونات و الفيرميونات الصنفين اللذين يؤلفان "الجسيمات الإبتدائية" المكونة للمادة و للطاقة . و للبوزون عدة أمثلة ، منها الجسيمات الأساسية (fundamental particles) ( بوزون هِغز ، و بوزون النموذج القياسي ، و الغرافيتون (الذي لم يكتشف تجريبياً بعد)) ؛ و الجسيمات المركبة (composite particles) ( الميزونات ، النويات المستقرة زوجية الرقم الكتلوي ، مثل الديتريوم و الهليوم – 4 و الرصاص – 208 ) ؛ و أشباه الجسيمات (quasiparticles) (مثل أزواج كوبر) . و أهم ما يميز البوزونات هو أنه لا حدود لأعدادها التي تستطيع الحلول في نفس الوضع المتكمي ؛ في حين لا يمكن لأكثر من جسيم فيرميون واحد الحلول في الفراغ الكمي . الأهم من هذا هو أن الجسيمات المكونة للمادة – الليبتون و الكوارك – هي من الفيرميونات ، في حين أن البوزونات الإبتدائية هي جسيمات ناقلة للطاقة تشتغل مثل "الصمغ" الذي يُكسب المادة تماسكها .
الإكتشاف المختبري للبوزون
جاء الإعلان عن إكتشاف جسيم بوزون هِغز تجريبيا في 14 آذار من هذا العام ( أي بعد حوالي نصف قرن من إكتشافه نظرياً ) من طرف فريقين من العلماء يعملان كلاً على حدة في مصادم ( أو مهشم ) الهادرون الكبير في سيرن عن الإثبات الأولي الكبير ، و ذلك رغم أنف بوبر ، لسبب يعرفه كل العلماء و الماركسيين الواعين : أن الحقائق تكتشف بالإستقراء و ليس بالدحض .
و لكوني غير متخصص في هذا الموضوع المثير ، سأكتفي بترجمة بعض ما كُتب في الويكِبيديا بهذا الخصوص .
تقول الويكِبيديا (الأقواس من عندي) :
" يُطلق إسم " بوزون هِغز " تيمُّناً بـ "بيتر هِغز" ، أحد علماء الفيزياء الستة الذين تقدموا ، عام 1964 ، بفرضية الألية التي تقترح وجود مثل هذا الجسيم . و كثيراً ما يشار لبوزون هِغز بأسم " الجسيم الإلهي " إستناداً إلى كتاب بهذا الخصوص صادر عام 1993 ؛ غير أن هذه التسمية التحببية مكروهة جداً عند العديد من علماء الفيزياء ، بضمنهم هِغز الذي يعتبرها تسمية غير ملائمة .
في النموذج القياسي (Standard Model) للنظرية ، فأن جسيم هِغز هو بوزون عديم اللف المغزلي و بلا شحنة كهربية و لا شحنة لونية ( عديم اللون ) . كما أنه جسيم غير مستقر جداً لكونه يتحلل حال تكونه تقريباً إلى جسيمات أخرى ( و من هنا تتأتى الصعوبة الإضافية في إكتشافه ) . و هو إثارة متكمية لأحد أربعة مكونات لحقل هغز المتشكَّل كحقل مدرّج ذي مكونين إثنين متعادلي الشحنة زائداً مكونين إثنين مشحونين كهربياً . و يشكل هذا الحقل صنواً معقداً للّف النظائري ((2)SU ) الضعيف التعادل . و يتخذ حقل هِغز هيئة "القبعة المكسيكية " ( أو النصف الإسفل لزجاجة الشمبانيا بقاعدتها المقعرة نحو الأعلى ) المتشكلة بكمون قوة لا صفرية في كل مكان فيها - و بضمنها الفراغات الخالية من أي شيء خلاها – و التي ، في حالتها الفراغية ، تكسر تعادل اللف النظائري للتفاعل الضعيف الكهربية . و عندما يحصل هذا الكسر ، يتم "إستيعاب" ثلاثة مكونات من حقل هِغز من طرف بوزوني السِعَوِيّة : ((2)SU) و ((1)U) - و يسمى هذا الإستيعاب بـ "آلية هِغز"- لتنتج المكونات الطولية لبوزونين هائلي الكتلة هما (W) و (Z) للقوة الضعيفة . أما المكون الرابع الباقي و المتعادل الشحنة الكهربية ، فأنه يلتصق بالجسيمات الأخرى المعروفة بأسم الفيرميونات ليكسبها الكتلة أيضاً . و تتنبأ بعض النسخ المعدلة لهذه النظرية بأكثر من نوع واحد من حقول هغز و بوزوناته ."
الرابط :
http://en.wikipedia.org/wiki/Higgs_boson

يتضح من الشرح السابق أن البوزون ينتج عن صدم و تهشيم بروتونين ( لا يوجد صراع في الإصطدام و التهشيم ) الذي ينجم عنه التحول الآني تقريباُ للطاقة إلى مادة ( لا يوجد ديالكتيك و لا صراع في الكسر و الإستيعاب و لا في تحلل الطاقة الآني إلى مادة في تفاعلات جسيمات فيزياء الكم داخل مهشم عملاق ) .
طيب ، إذا كانت الحقائق العلمية عن البوزون هي ما سبق ذكره ، و كان الصراع ليس أمراً منفصلاً بحد ذاته و لا حدثاً عرضياً ، و إنما هو الشكل لعلاقات قوى متفاعلة بينياً على نحو متواصل داخل منظومة متغيرة و متطورة السيرورة ، فكيف يسمح الأستاذ يعقوب إبراهامي لنفسه الإدعاء بعدم وجود الصراع في البوزون ؟ أم أنه يراهن على الجهل الموهوم لقراء الحوار المتمدن بالحقائق العلمية الجديدة ؟ أم أنه من الجائز في محراب ذبح علمية الماركسية التخرص بكل الأكاذيب ؟
يتبع لطفاً .



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخريفات إبراهامي و التشكيك بصدد طبيعة الصراع و قوانين الديال ...
- نَجْلاء
- الخِطّة الأمنيّة العبقريّة
- تطور الشعر الإنگليزي 1920- 1950 / 7 الأخيرة
- مهرجان الصماخات
- تطور الشعر الإنگليزي 1920 - 1950 / 6
- خروف الطاقة و سيّده
- شعشوع ، تائه الرأي
- البومة زلومة المشؤومة و خماسي الحُكم
- تطور الشعر الإنگليزي 1920- 1950 / 5
- نمط الإنتاج الأنديزي ؛ الإشتراكية التوزيعية : من كل حسب إنتا ...
- نمط الإنتاج الأنديزي ؛ الإشتراكية التوزيعية : من كل حسب إنتا ...
- تطور الشعر الإنگليزي 1920- 1950 / 4
- كابوس الدوّامة الإنفلاشية
- تطور الشعر الإنگليزي 1920- 1950 / 3
- تطور الشعر الإنگليزي 1920- 1950 / 2
- تطور الشعر الإنگليزي 1920-1950 / 1
- الديك و عضو البرلمان
- الحب الخريفي في ترجمة لقصيدتين عربيتين
- الماركسية و الأخلاق / 2


المزيد.....




- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - تخريفات إبراهامي و التشكيك بصدد طبيعة الصراع و قوانين الديالكتيك / 2