أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - تخريفات إبراهامي و التشكيك بصدد طبيعة الصراع و قوانين الديالكتيك















المزيد.....


تخريفات إبراهامي و التشكيك بصدد طبيعة الصراع و قوانين الديالكتيك


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 4228 - 2013 / 9 / 27 - 06:26
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بتاريخ 17/ 8 /2013 ، نشر الأستاذ جاسم الزيرجاوي على صفحات الحوار المتمدن مقالته المهمة الموسومة : " مفهوم الديالكتيك المادي للرأسمالية بين ماركس و النمري " ، و التي أوضح فيها الأستاذ الزيرجاوي خطل رأي الأستاذ النمري القائل : " ليس هناك وحدة النقائض في إنتاج الخدمات و التي هي شرط الصراع و القوة الوحيدة للتطور الديالكتيكي " . و لما كان قانون وحدة و صراع الأضداد يشمل كل شيء ( لكون " قوانين الديالكتيك عامة بشكل مطلق "مثلما يعلمنا إنجلز ، و ليست من نوع القوانين التي تشتغل في هذه الكينونة و لا تشتغل في تلك ، و لأن قانون وحدة و صراع الأضداد هو الأساس لبقية قوانين الديالكتيك الأخرى التي توضح أنظمة التطور بفعل الصراع عبر نفي النفي و التغير النوعي نتيجة للتراكم الكمي – و هذا من الألفباء في علم الديالكتيك الماركسي ) ، لذا فقد أحببت إيضاح شمولية فكرة الصراع ، فكتبت تعليقاً بتاريخ 18/ 8 / 2013 بعنوان : " لا توجد وحدة بدون صراع " ، هذا نصه :

الأستاذ الفاضل المهندس الإستشاري جاسم الزيرجاوي المحترم :
لا توجد في العالم أي كينونة مادية كانت أم معنوية بدون صراع بين عناصرها المكونة . لماذا ؟ لأنه بدون الصراع ينتفي وجود الشيء ، أي شيئ ، و كل شيء . الصراع هو من طبيعة الأشياء ، و هو الشرط اللازم لوجودها ، و هو أول و أساس كل قوانين (مقولات) الديالكتيك .
موضوعة إنهيار النظام الرأسمالي العالمي هي وهم كبير خطير ينم عن الجهل المطبق و المؤسف بالسيرورة التاريخية لهذا النظام ، و بالماركسية التي توضح بجلاء أن هذا النظام قائم على تسليع كل شيء في المجتمع ، و لا فرق بين أنتاج السلع و الخدمات إلا بالشكل ، فكلاهما يخلق قيمة و فائض قيمة .
و ما دامت الرأسمالية قد إنهارت (في الذهن المشوش و على صفحات الورق و ليس على
أرض الواقع) ، فما هي الحاجة للنضال الإشتراكي ؟
لماذا لا ننادي- بدلا من ياعمال العالم إتحدوا -: أيها الشيوعيون و الإشتراكيون : إتحدوا في الأقلاع عن النضال من أجل أسقاط الرأسمالية لكونها قد سقطت فعلاً ؟ !
الإقلاع عن النضال الثوري لاستبدال النظام الرأسمالي بنظام إشتراكي هو نفس ما يهدف إليه المنظرون للنظام الرأسمالي و معهم المزيفون للماركسية الآن .
إنتهى نص تعليقي .

و لما كان موضوع تعليقي فيه إشارة للديالكتيك ( و هو موضوع لا بد أن يثير حتماً صراع الأضداد المأساوي في ذهن حبيبي و أخي الكبير الأستاذ يعقوب إبراهامي ( بيني و بينه يوجد أيضاً صراع الأضداد الكوميدي )) ، لذا فقد إمتطى يعقوب إبراهامي جواد الخرافة الجبار ، و أمتشق حسامه البتار ، و نفخ أوداجه فقال :

العدد: 489198 - إلى حسين علوان حسين 11: خرافة قوانين الديالكتيك
2013 / 8 / 18 - 07:55
أهلاً
أنت تقول: لا توجد في العالم أي كينونة مادية كانت أم معنوية بدون صراع بين عناصرها المكونة
من أثبت ذلك؟ هل تستطيع أنت أن تثبت ذلك؟
أنا استطيع أن أذكر لك عشرات الكينونات المادية والمعنوية بدون صراعٍ بين عناصرها المكونة. أنا أعرف طبعاً نوع التفلسفات التي لا تستطيع أن تصمد أمام أي نقدٍ علمي والتي تحاول أن تخلق صراعاً من لا صراع. أنا خبير بهذه الفذلكات اللسانية لأنني استخدمتها في الماضي
الديالكتيك هو طريقة في التفكير وليس مجموعة من القوانين المفروضة على الإنسان والطبيعة
أنتهى تعليق الأستاذ يعقوب إبراهامي .

لم أفاجأ بهذا التعليق ، فأنا أعلم – منذ سنتين في الأقل – أن رسيلي يرفض قوانين الديالكتيك لأسباب تخصه ، و هو يلجأ في تعليقه أعلاه إلى التلفيق بضرب وظائف الديالكتيك بعضها ببعض عبر التوكيد على إحدى وظائفه كطريقة في التفكير ( و هذا صحيح تماماً ) بغية نفي أشتغال قوانينه الحتمية على الإنسان و الطبيعة ؛ و هو بذلك يتجاهل حقيقة أن "طريقة التفكير" بدون وعي قانون وحدة وصراع الأضداد و ديناميات تطور الصراع هو مجرد لغو لا معنى له لعدم وجود طريقة للتفكير دون معايير ؛ و لذلك فهو لا يستطيع أن يقول لنا ما هي معايير "طريقة التفكير" هذه بدون الإعتراف بالصراع ؛ بل ينقلب على "الصراع" نفسه – الذي سبق و أن أعلن طلاقه البائن بينونة كبرى منه - ليصرح تصريحاً خطيراً جداً ، نصه : " أنا استطيع أن أذكر لك عشرات الكينونات المادية والمعنوية بدون صراعٍ بين عناصرها المكونة " . لدينا هنا شمشون الجبار ( لا يوجد صراع بين شمشون و دليلة ) الذي إكتشف – وهو نائم – ( لا يوجد صراع بين حاجة الإنسان للنوم و لليقضة ) الإكتشاف العلمي ( لا يوجد صراع بين الإكتشاف الوهمي و الإكتشاف العلمي ) الخارق الذي سيرشح من أجله لنيل جائزة نوبل في الخرافات ( لا يوجد صراع بين الحقائق و الخرافات ، و لا بين التسبب في جرائم الإبادة الجماعية بالديناميت و تبكيت الضمير عند ألفرد نوبل ) ، ألا و هو أكتشاف : " عشرات الكينونات المادية والمعنوية بدون صراعٍ بين عناصرها المكونة " !
و لما كان من المستحيل وجود أي كينونة بدون صراع ، لذا فقد طلبت من أخي الكبير الأستاذ يعقوب إبراهامي تزويدي و لو بكينونة واحدة في الكون بدون صراع . و لعلمي أنه إنما يتعمد إنكار الصراع لكونه يرفض فكرة "الحتمية" التي تنطوي عليها قوانين الديالكتيك ، لذا فقد أعطيته مثلاً عن حتمية أشتغال قوانين الديالكتيك على الإنسان عبر صراع قوى الهدم و البناء فيه ، و التي لا بد أن ينجم عنها الموت في النهاية ، لأنه لا يوجد إنسان عاقل ينكر حتمية موت الإنسان ، فقلت له :

التسلسل: 19 العدد: 489205 - إلى يعقوب إبراهامي 18
2013 / 8 / 18 - 09:09
التخريف بخصوص خرافة قوانين الديالكتيك
تقول ما نصه :
أنا استطيع أن أذكر لك عشرات الكينونات المادية والمعنوية بدون صراعٍ بين عناصرها
المكونة
إنتهى نصك .
أتحداك أن تذكر لي كينونة واحدة بالكون بدون صراع .
طبعا أنت لن تستطيع أعطاء أي مثال حقيقي ، لعدم وجود مثل هذه الخرافات إلا بعقلك الخرف .
أنت فقط خبير بصنع الخرافات و إلغاء القوانين و الحقائق على نحو كيفي فج .
قوانين الديالكتيك مفروضة على الإنسان و الطبيعة رغم أنفك ، و إذا كنت تكابر و تداور لكي تقول -لا- فيما ليس لك به علم ، فقل لي مالذي ستفعله - و أنت الحي - لإيقاف عمل هذه القوانين المفروضة على كل شيء فتمنعها من العمل - في الأجل المحتوم - من التسبب بموتك ، بعد عمر طويل من الخرافات ؟
أنتهى تعليقي .

و أخيراً ، فقد باض الديك بيضة بوزون هيغز (( و التي تثبت بالضبط عكس خرافاته ، و تنهي للأبد تخريفات بوبر غير العلمية التي كان يطيب لإبراهامي التبجح بها لتفنيد علمية الماركسية قبل أن أرد عليه في 5/6/2011 بمثال حقل هيغز في مقالي المعنون ( خرافة دحض الماركسية العلمية / رد على الأخ الكبير الأستاذ يعقوب إبراهامي) لتبيان كيف أن العلم يشتغل بصورة رئيسية عبر الاستقراء أو الإثبات و ليس الدحض مثلما يدجّل بوبر و إبراهامي . و لقد أثبتت الإكتشافات العلمية التالية عام 2013 و ستثبت عام 2014 و ما يليه صحة أقوالي عام 2011 عندما كان البوزون غير مكتشف بعد ، مثلما سنرى لاحقاً . )) فقال الديك :

التسلسل: 20 العدد: 489212 - إلى حسين علوان حسين 11: خرافة قوانين الديالكتيك-2
2013 / 8 / 18 - 09:22
أنت تقول: بدون الصراع ينتفي وجود الشيء ، أي شيئ ، وكل شيء
سؤالي هو: أي صراعٍ يوجد داخل الجزيء -بوزون هيغز- والذي يسمى بـ-الجسيم الإلهي-؟ أم أن بوزون هيغز الإلهي الذي اكتشفه علماء الفيزياء في سيرن هو مجرد خرافة لا وجود لها لأنه بدون الصراع ينتفي وجود الشيء ولأن قوانين الديالكتيك الخيالية هي أقوى من الواقع؟
أنتهى .
و لكن لا ، فهناك المزيد :

التسلسل: 21 العدد: 489215 - إلى حسين علوان حسين 19: التحدي
2013 / 8 / 18 - 09:31
التحكم: الكاتب-ة يعقوب ابراهامي
أنت تتحداني قائلاً: أتحداك أن تذكر لي كينونة واحدة بالكون بدون صراع؟
ليس هناك صراع بيني وبين زوجتي. هذا مثلً واحدٌ فقط لكينونة بدون صراع. مثالٌ آخر (آمل أن تفهمه) في الطريق

أنتهى ، و لكن لحسن الحظ فقد أصبحت لدينا بيضة ثانية : " لا يوجد صراع بيني و بين زوجتي " ! عجيب ! حتى لو كنت أنت و زوجك شخصاً واحداً و لستما ذكراً و أنثى متضادين ، فإنتما لا تستطيعان العيش بدون صراع على الأقل لضمان دوام نجاح الزواج بينكما ! و لكن لا ، فهناك المزيد على المزيد :

العدد: 489273 - إلى حسين علوان حسين 31: الصراع والكينونة
2013 / 8 / 18 - 14:46
التحكم: الحوار المتمدن يعقوب ابراهامي
تقول: أنت لا تفهم حتى معنى الصراع و لا الكينونة
هذا بالضبط هو ما عنيته عندما تكلمتُ عن تفلسفات لسانية لا تُغني ولا تُسمن من جوع
إذا كنتُ لا أفهم معنى الصراع كما تقول (وثقافتي هي على أقل تقدير فوق المتوسط) فإن هذا هو الدليل القاطع على أن الصراع هي ليست الكلمة المناسبة ويجب اختيار كلمة أخرى
لا تحاول الدفاع عمّا لا يمكن الدفاع عنه. الديالكتيك هو ليست مجموعة قوانين مفروضة على الإنسان والطبيعة. لا معنى للديالكتيك بالنسبة للطبيعة الجامدة. لا معنى للحديث عن التقدم والتطور نحو الأحسن بالنسبة للطبيعة الجامدة. هذه آراء غريبة عن المادية الماركسية. الديالكتيك له معنى فقط بالنسبة للإنسان المفكر والإنسان هو الوحيد الذي يستطيع أن يفكر بطريقة ديالكتيكية. لا كلهم يفعلون ذلك
أعتقد أنني قد زودتك بمادةٍ كافية لمقالك القادم
أنتهى مزيد الأخ الكبير يعقوب أبراهامي .

و تساءلت : أين إذن هي عشرات الأمثلة عن الكينونات بدون صراع ، مثلما تبجح إبراهامي سابقاً على نحو مجاني ؟ ثم ما هذا الخرط عن الطبيعة الجامدة ؟ مسكين مندلييف و الجدول الدوري للعناصر ، و مسكين من إكتشف قانون تحويل المادة (الجامدة) إلى طاقة و الطاقة إلى مادة ! ليس هذا و حسب ، بل حصلنا أيضاً على تصريحات جديدة كاسحة : " لا معنى للديالكتيك بالنسبة للطبيعة الجامدة. لا معنى للحديث عن التقدم والتطور نحو الأحسن بالنسبة للطبيعة الجامدة. هذه آراء غريبة عن المادية الماركسية."
عجيب ! إذا كان هذا الكلام صحيحاً فكيف تحولت الأرض "الجامدة" في وقت ما إلى كوكب يزخر بالأحياء ؟ و من قال أن كل تطور هو نحو الأحسن ؟ صحيح أن الشكل الحلزوني للتطور هو السائد على المدى البعيد ، و لكن هناك ضمن منحنى التطور الحلزوني هذا الشكل المتعرج و المتراجع و المستقيم للتطور قبل الصعود من جديد . ثم ما هذا الحكم بكون " القول بالتقدم و التطور هو أمر غريب عن الماركسية " ؟ عجيب أمور ، غريب قضية ! لدينا هنا ماركسية جديدة سكونية جامدة بدون تطور و لا تغير ! و ما غريب غير الشيطان ! لا يوجد صراع بيني و بين زوجتي ! كيف يفهم إبراهامي الصراع : هل هو دائماً و حصراً العراك و الصراخ و صفق الأبواب في بيت الزوجية ؟

أجبته بالقول :
التسلسل: 39 العدد: 489295 - هوِّن عليك يا أبا يوسف الورد - 36
2013 / 8 / 18 - 16:18
حبيبي الأستاذ يعقوب إبراهامي الذي ثقافته فوق المتوسط المحترم
هل لديك أمثلة أخرى لكينونات بلا صراع كي أتم مقالتي لأن مثاليك يسوّدان الوجه ، فكلهن صراع في صراع مثلما سترى في مقالتي ؟
الصراع - هو الترجمة العربية الدقيقة و الصحيحة لكلمة -
conflict
و بالألمانية
Konflikt
حبيبي أبو يوسف الورد
الغوث الغوث الغوث !
أريد منك بعض الفحم الإضافي كي أشجر التنور زين حتى يطلع الخبز محمصاً !
إنتهى تعليقي .

و أخيراً ، فقد توقف الديك عن وضع البيض ، رغم تبجحه بقدرته على وضع العشرات إن لم يكن المئات البيوض الخرافية :
التسلسل: 47 العدد: 489353 - إلى حسين علوان حسين 36: إغاثة فوق المتوسطة
2013 / 8 / 18 - 20:18
التحكم: الحوار المتمدن يعقوب ابراهامي
استطيع أن آتي بعشرات (إن لم يكن بمئات) الأمثلة لكنك تعرف دون شك أن حالةً واحدة تناقض القانون العلمي تكفي لدحض القانون العلمي حتى إذا كانت هناك ملايين الأمثلة التي تؤكد القانون. هذه هي ألفباء فلسفة العلوم. لذلك أكتفي بمثال الكينونة الزوجية والجزيء الإلهي
لم تفهم ملاحظتي حول كلمة صراع. وهذا لا يدهشني طبعاً
سأحاول مرةً أخرى: أنت قلتً أنني لا أفهم معنى كلمة صراع. لم أناقشك في ذلك. قلتُ فقط أنه إذا كنتُ أنا لا أفهم كلمة صراع (وليس هناك من يناقش أن ثقافتي هي على الأقل فوق المتوسط) فأن هذا يدل فقط أن كلمة صراع هي ليست الكلمة المناسبة ويجب استخدام كلمة أخرى. ما الذي هنا يستدعي الهزء؟ كيف تفسر أنني لا أفهم كلمة صراع كما تقول؟ من يستطيع أن يفهمها إذا كنتُ أنا لا استطيع أن فهمها؟ هل أنت تكتبُ للعباقرة فقط (وأنا مع الأسف الشديد لستُ عبقرياً بل إنسانٌ بسيط يفكر ويعشق التفكير العلمي)؟
أنتهت أقوال الأخ الكبير الأستاذ يعقوب إبراهامي بخصوص موضوع الصراع و الديالكتيك .

و لقد تألمت بحق من مواقفه و أقواله هذه ؛ كيف لا ، و كلانا إبن حزب الخالد فهد : الحزب الشيوعي العراقي العظيم ! حزب الشغيلة و الفلاحين و الكسبة و الطلبة و الشباب و المثقفين و الشرفاء و الشهداء و العلماء و الأدباء و الأنصار المناضلين ! و مما زاد في ألمي ، معرفتي بحرص المثقفين في هذا الحزب على تثقيف رفاقهم ، خصوصاً في سجون العهد الملكي العراقي ، و التي أمضى الشاب إبراهامي ثمان سنوات فيها ! سبحان مغيّر الأحوال ، حتى هنا يدخل فعل الديالكتيك ، فالجوهر يظهر ، و الظاهرة جوهرية ! و لن أتحدث هنا عن يهوذا الأسخريوطي و لا عن عزيز الحاج !

و سأبدأ و رقتي هذه بالكلام عن الصراع الذي ينفيه الأستاذ الكبير يعقوب أبراهامي .
تعريف الصراع
الصراع مصطلح عام يشير إلى طبيعة العلاقات القائمة بين قوى العناصر المكونة لأي منظومة أو مجموعة أو كينونة طبيعية أو إجتماعية أو مصطنعة . و يتم تشخيص طبيعة هذه العلاقات بملاحظة سلوك أو ردود أفعال تلك المكونات تجاه بعضها ، من أشدها تطرفاً كالحروب أو المعارك أو القتال أو التناحر المكشوف بين البشر ، إلى دون ذلك ، كالمناوئة أو التضاد أو التنافر أو المعارضة أو الإختلاف أو التنافس بين الأشخاص أو المجاميع البشرية أو الأحياء أو الأشياء أو الأفكار أو المصالح أو الإرادات أو الرغبات .
نفهم من هذا التعريف ما يلي : أولاً ، أن لكل كينونة في الكون نمط من الصراع ، أي أن الصراع أمر طبيعي لازم للوجود ؛ ثانياً أن كل صراع هو علاقة ؛ ثالثاً ، أن لكل علاقة صراع قابل للإكتشاف ، ذاتياً كان ( داخل قوى المنظومة المنفردة أو الجماعية نفسها ) أم موضوعياً ( بين المنظومة و عناصر المحيط ) .
إذن ، الصراع هو عنصر طبيعي ليس فقط في كل كينونة ، بل و كذلك في كل علاقة . لأن لكل كينونة علاقات وجودية لازمة و حاكمة في الزمكان . فمثلاً : في العلاقة الإجتماعية بين الأعضاء المنضوين في أي مجموعة ( العائلة ، المدرسة ، الحزب ، المنظمة ، الدائرة ، الفريق ، الوحدة ، المذهب ، الأمة ، إلخ . ) يمكن توقع حصول خلاف بخصوص هذا الأمر التافه أو المصيري بين أعضاء هذه المكونات أو ذاك لسبب بسيط و مهم ألا و هو أنه لا يوجد هناك في كل العالم أي شخصين يمكن أن يكونا متفقين طول الوقت على كل شيء و في كل شيء ؛ و ذلك لأن لكل إنسان شخصيته المستقلة و التي تعكسها هويته المتفردة بقناعاتها و دورها الإجتماعي و مواقفها و تفضيلاتها و أراداتها و رغباتها المنبنية على حاجاتها و مصالحها و ثقافتها و خلفيتها الإجتماعية و الفكرية و النفسية . و عليه ، فلا مندوحة من نشوء الصراع في أي علاقة إجتماعية ، و في كل علاقة ، و بضمنها العلاقة بين الزوج و الزوجة . فالزواج – جوهرياً – هو إتحاد الضدين (الأنثى مع الذكر / الزوجة مع الزوج ) بهدف الصراع المشترك لإبقاء حالة هذا الإتحاد (الزواج) قائمة بنجاح منتج . فإذا ما أستطاع الزوجان – كلاهما – إدارة هذا الصراع إيجابياً و تكاملياً بما يحفظ الكرامة و الندية عبر تفهم نقاط الصراع الناشئة بسبب الإختلاف في الرأي أو المصلحة أو الحاجة ، أو بسبب رفض تجاوز الآخر أو تجاهله أو الاستهانة به ، و حلها عبر الموائمة و التكامل ( رفض ثنائية : أنا إزاء زوجتي ) و التكافل و التفاهم و التعاطف و الحب و الحنان بترصين حضور كل واحد من الإثنين و أحترام كرامته و كلمته و ترقية شخصيته ، و تفهم مشاعره و إحتياجاته ، بدلاً من فرض إرادة أحدهما على الآخر ، فأن هذا الصراع سيخلق الفرصة لتمتين العلاقة الصحية الناجحة و المنتجة بينهما . نوع الصراع هنا هو التمظهر لوضع الربح مقابل الربح للإثنين ، مثل علاقة يعقوب إبراهامي بزوجته - إذا ما وثقنا بالتصريح المعلن من طرفه و المشار إليه أعلاه ؛ و هو أمر مفرح ، و إنجاز كبير يستحق التقدير و الإحترام .
أما إذا أسيئت إدارة هذا الصراع بين الزوج و الزوجة عبر الإصرار على جعل أحدهما تابعاً للآخر بإلغاء شخصية أحدهما أو تجاهلها دائماً ، أو على الأخذ بدون العطاء ، فأن هذا الصراع سيلحق أبلغ الضرر المادي و المعنوي بهذه العلاقة ، و قد يسبب الطلاق أو الفراق بسبب الفشل في تطمين الرغبات و الإحتياجات الشخصية في الشعور بالأمان الإقتصادي و الإجتماعي و النفسي و العاطفي و التفهم و الإحترام و التقدير ، أو على الأقل يجعل منها علاقة مأزومة مبنية على فرض الخضوع عبر إلغاء الثاني ، بدلاً من الندية و التكامل . هذا النوع من العلاقة غير الصحية و الفاشلة هو السائد في المجتمعات الرجولية الشرقية المبنية على الهيمنة و العسف و الكبت و القهر للشخصية و للمشاعر و للرغبات و الإحتياجات . . نوع الصراع هنا هو التمظهر لوضع الخسارة- مقابل-الخسارة للإثنين ؛ إذ لا يوجد أبداً – في العلاقات بين الكينونات الإجتماعية على المدى الطويل – وضع الربح للواحد ، مقابل الخسارة للآخر ، لأن خسارة الآخر هي – بحد ذاتها – خسارة للذات في نفس الوقت ، و إن أمكن التخلي و التعويض عن الآخر بالأخر .
و ما دام الكلام قد بلغ بنا مرحلة الذات المنفردة ، فإن الذات الواحدة هي مبدأ كل الصراعات ؛ و لذلك يقال أن توافق الإنسان مع ذاته هو أول و أهم معيار لعقلانيته و لمقدرته في إدارة صراعه مع المحيط ؛ مثلما يقال أن مقدرة الأنسان في التكيف مع بيئته الطبيعية و الإجتماعية هو أبلغ معيار لذكائه ؛ و مثلما يقال أن المقدرة على جذب الآخرين و التأثير فيهم هو المعيار للألمعية القيادية ؛ و مثلما يقال أن النضال الشريف في الصراع ضد الإستغلال هو أعظم مقياس للتطلع للحرية و للتقدم و لنكران الذات عند الإنسان .
و من الإستجابات التي من شأنها تأجيج صراع الفرد مع الآخر ضمن المجموعة الواحدة : الفشل في الإعتراف بالأشياء المهمة لدى الآخر ؛ ردود الأفعال المتشنجة و الإستفزازية تجاه الآخر ؛ غياب مشاعر الود الذي يفضي إلى رفض الآخر و التخلي عنه و إقصائه ؛ الفشل في التوافق و تفهم المعقول في وجهة نظر الآخر ؛ الخوف من الصراع و تفاديه لتوقع النتائج الوخيمة من جراء الخوض في غماره .
و من أساليب جعل الصراع تمظهراً لوضع الربح مقابل الربح للطرفين المنخرطين في أي صراع إجتماعي داخل المجموعة أو بين المجموعة و نقيضها هي : تحسس مشاعر الآخرين ، علاوة على تفهم وجهات نظرهم ؛ التوكيد على حل العقدة الأساسية ( بتشريك ملكية وسائل الأنتاج لألغاء إمكانية إستغلال الإنسان للإنسان في النظام الرأسمالي ، مثلاً ) و ليس على الربح في الصراع بحد ذاته ؛ الإنطلاق من الوضع الراهن ( و لهذا يقال أن الماركسية هي الدليل للحاضر ) و البناء على إمكاناته الفعلية وصولاً للمستقبل المنشود ( و ليس التفريط بهذه الإمكانات و الإستسلام لأسر الماضي ) ؛ إلإختيار الستراتيجي للمعركة التي يتحتم خوضها أولاً ، مع تجاوز المعارك العقيمة التي لا يمكن أن تفضي إلى أي نتيجة ؛ المقدرة على العفو و المسامحة .
داخل جسم الأنسان ، هناك الصراع بين قوى الهدم (catabolism) و البناء الحيوي (anabolism)؛ و بين الجهاز السمبثاوي و الباراسمبثاوي ؛ و بين فعل هرمون الإنسولين و الجلوكاگون في الدم ، و فعل هرمون الباراثايرويد (parathyroid) و الكالسيتونين (calcitonin) على نسبة الكالسيوم في الدم ، و بين توازن الألكترولايتس (electrolytes) في بلازما الدم أو عدم توازنها مسببة فرط القلوية (alkalosis) أو فرط الحامضية (acidosis) ، و بين وظيفة العضلات و العظام ، الخ . و هناك الصراع النفسي - الذي غالباً ما يكون لا واعياً - و الناجم عن التضاد أو الأشتغال المتوازي للدوافع أو الرغبات أو التوجهات الطاردة لبعضها البعض ؛ و هناك الصراع من أجل البقاء و الصراع ضد كل أنماط الحرمان المادي و المعنوي . خارج الإنسان ، هناك الصراع بين الإنسان و الطبيعة و الآلة ؛ و بين حاجات و طموحات الإنسان و رغباته و أهدافه و بين قابلياته الفعلية و أمكانياته و ما يتيحه المحيط ؛ و هناك التنافس بين الفرد و أخدانه ضمن المجموعة الواحدة للفوز و الترقي . خارج المجموعة البشرية ، هناك الصراع و بين الطبقات المُستَغَلة و االطبقات المُستَغِلة لتكريس المصالح الإقتصادية و الهيمنة الإجتماعية و السياسية و الإستحواذ على الأسواق من طرف الطبقات السائدة و حكوماتها ، و الذي يمكن أن يتقنع بأقنعة الصراع القومي و الديني و المذهبي و العرقي و الإمبريالي و الإنساني . ثم هناك الصراع على الحدود و الصراع ضد الإحتلال الأجنبي و الصراع على الثروات الطبيعية و المعدنية و الثروات العقلية ، و الصراع للهيمنة على الإتصالات و الفضاء و سباق التسلح ، و الصراع بين الدول الفقيرة و الدول الغنية .. الخ .
أنماط الصراع
أنماط الصراع لا تعد و لا تحصى ، فهي على الأقل بعدد منظومات الكينونة في الكون - رغم أن كل كينونة زمرة من الصراعات الداخلية - لأنه بدون الصراع لا يمكن أن توجد أية كينونة ، مثلما مر بنا . و يمكن تشخيص نوع الصراع من مسبباته أولاً ، و من شكله ثانياً ، و من نتائجه أخيراً . فهناك صراع تناحري حاد و صراع بسيط و صراع تكاملي و صراع تعاوني و صراع تكويني ، صراع بنّاء و تنموي و صراع مدمر ، صراع مثمر و مفيد و صراع ضار و مؤذ و عقيم ، صراع محتوم و صراع مختار وصراع الصدفة ، صراع رئيسي و صراع ثانوي ، صراع محفز و صراع مثبط ، صراع مأساوي و صراع كوميدي ، صراع مؤقت و صراع دائم ، صراع حقيقي و صراع متخيل ، صراع طبيعي و صراع شخصي و صراع إجتماعي و صراع إقتصادي و صراع سياسي و كوني ، صراع لفظي و صراع أدبي و فني و صراع جسدي وصراع مسلح ، صراع حضاري و ثقافي و فكري و معتقدي ، صراع ممكن الحل و صراع مستعص ، صراع صريح مكشوف و صراع غاطس مستتر ، صراع بين قوى متوازنة و صراع بين قوى غير متوازنة ، إلخ .
يتبع ، رجاء .



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نَجْلاء
- الخِطّة الأمنيّة العبقريّة
- تطور الشعر الإنگليزي 1920- 1950 / 7 الأخيرة
- مهرجان الصماخات
- تطور الشعر الإنگليزي 1920 - 1950 / 6
- خروف الطاقة و سيّده
- شعشوع ، تائه الرأي
- البومة زلومة المشؤومة و خماسي الحُكم
- تطور الشعر الإنگليزي 1920- 1950 / 5
- نمط الإنتاج الأنديزي ؛ الإشتراكية التوزيعية : من كل حسب إنتا ...
- نمط الإنتاج الأنديزي ؛ الإشتراكية التوزيعية : من كل حسب إنتا ...
- تطور الشعر الإنگليزي 1920- 1950 / 4
- كابوس الدوّامة الإنفلاشية
- تطور الشعر الإنگليزي 1920- 1950 / 3
- تطور الشعر الإنگليزي 1920- 1950 / 2
- تطور الشعر الإنگليزي 1920-1950 / 1
- الديك و عضو البرلمان
- الحب الخريفي في ترجمة لقصيدتين عربيتين
- الماركسية و الأخلاق / 2
- ثلاثيات عتيقة


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - تخريفات إبراهامي و التشكيك بصدد طبيعة الصراع و قوانين الديالكتيك