أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - مهرجان الصماخات














المزيد.....

مهرجان الصماخات


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 4176 - 2013 / 8 / 6 - 22:59
المحور: الادب والفن
    


كان يا ما كان في قديم الزمان ، و سالف العصر و الأوان ، مكبٌ للزبالة يعج بأصناف السكان المنشغلين في الكد و العمل اليومي لتحصيل لقمة العيش بشق الأنفس من نفايات المكب بعد أن مات و تهجر الملايين منهم لتعمد "عويسا" سائق حافلة الزبالة أم الأحمر و الأزرق رميهم بأصناف المقذوفات المهلكة ليل نهار ، و من ثم حرق المكان عليهم بدعوى منع تلوث البيئة ، و إن كان السبب الحقيقي لولع عويسا بالمحارق تلك هو تلذذه بتجربة و تصريف الأنواع الجديدة من كرات المفرقعات التي ينتجها . لذا ، فقد اعتاد سكان الزبالة تشييع قتلاهم زرافات و وحداناً فجر كل يوم ، لتختلط دموعهم بإفطارهم الصباحي . وحدها أرستقراطية الصماخات القمّامة المتسيدة على المكب – و هم الذبابة التقيّة و البرغوث الملغوث و القرادة الدَقّيّة و النملة الشقيّة – بقوا – مع حاشياتهم – بمنأى عن القتل المجاني اليومي بفضل انزوائهم بعيداً عن المقذوفات المُسلطة على الزبالة و محارقها في قلعة مُمَتْرَسة . كانت النملة البيضاء الزكية هي التي شيدت تلك القلعة ، لتغتصبها منها النملة الشقية ، التي جاءت من البعيد متخفية بقناع صديق ، و راحت تترصدها عن كثب ، إلى أن تحينت فرصة نومها ، لتفترسها و تهيمن على ذلك المكان ، و على بقية الصماخات أيضاً ، حسب قاعدة : الأمكنية لمغتصب المكان ، رغم أن الأرستقراطية المتسيدة كانت غريبة عن ذلك المكان كلياً .
و لخطب ود عويسا سائق حافلة الزبالة ، دأب أصحاب الصماخات : الذبابة التقيّة و البرغوث الملغوث و القرادة الدَقّيّة و النملة الشقيّة على تسميته بالرئيس ، و على الطاعة العمياء لرغباته و نزواته ، و على التسابق في تزويده بانتظام بشراب الطاقة لينتشي به ، و على إطرابه و إمتاعه بأجمل الألحان و الأغاني و الرقصات ، فيما هو يتشمم روائح أدخنة محارقه العفنة .
و في فجر أحد الأيام ، فيما عويسا منتشٍ بالعفن كما لو كان أريج زهر الداوودي ، تحلقت حوله الصماخات تتدافع مع بعضها ، و بدأت النملة الشقيّة تغني له ، و هي تبزخ :

جَنَّنْي حُبَّك من چِنِت بعدك نغل زَعْطوط ؛
و زاد الحب من صرت كلاوچي مضبوط ؛
هَلهوله لريِّس الزبالة صاحب القبّوط ؛
هلهل هلهل هلهل هلهل :
كلللييييييييييييييييييييييش !
كلللوووووووووووش !
كلللاااااااااااش كلاش !

تلتها أغنية القرادة الدَقّيّة ، و هي ترقص الچوبيّة :
كُلِّحْنا بْشوش ، يا ريِّس ؛
نِسْبَح وِ نْفوج ، يا ريِّس ؛
و الدَفْس كويَّس ، يا ريِّس ؛
وَحْدَك بالساحة ، يا ريِّس .

بعدها انبرت الذبابة التقيّة بالغناء له ، و هي ترقص الهچع :
حَبيبي كيكه ،
قُنْدَرْته فيكه ،
يِلعب چِقْلُمْبه ،
و يشرب سوْيكه .

أما البرغوث الملغوث ، فقد غنّى راقصاً الهيوه :
أحبَّك موت ، و لو إنت چَلِب مجَدّي ؛
آني عَلًيْ أسبِّط ، و أنتَ عَض خَدّي .

ثم سارعت النملة الشقيّة لإطراب سيّدها من جديد ، فغنّت و رقصت على الواحدة و النصف :
كَمْكِشْني ، كَمْكِشْني ؛
و اخنـگني ، ذوِّبني ؛
إنت أمير الحب ،
غيرك ما يسعدني .

ثم استبد الحماس و جنون الحب و الهيام بالنملة الشقيّة ، فعضت إبهام القدم اليسرى للرئيس ، الذي رفسها بقوة ، فسحق الصماخات الأربعة كلهن ، و عاد للتشمم .

العمارة ، 6 / 8 / 2013



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطور الشعر الإنگليزي 1920 - 1950 / 6
- خروف الطاقة و سيّده
- شعشوع ، تائه الرأي
- البومة زلومة المشؤومة و خماسي الحُكم
- تطور الشعر الإنگليزي 1920- 1950 / 5
- نمط الإنتاج الأنديزي ؛ الإشتراكية التوزيعية : من كل حسب إنتا ...
- نمط الإنتاج الأنديزي ؛ الإشتراكية التوزيعية : من كل حسب إنتا ...
- تطور الشعر الإنگليزي 1920- 1950 / 4
- كابوس الدوّامة الإنفلاشية
- تطور الشعر الإنگليزي 1920- 1950 / 3
- تطور الشعر الإنگليزي 1920- 1950 / 2
- تطور الشعر الإنگليزي 1920-1950 / 1
- الديك و عضو البرلمان
- الحب الخريفي في ترجمة لقصيدتين عربيتين
- الماركسية و الأخلاق / 2
- ثلاثيات عتيقة
- معالي الوزير السيادي الخطير
- أحلام زنزانة الإعدام
- العبقريون الثلاثة
- الماركسية و الأخلاق


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - مهرجان الصماخات