جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4236 - 2013 / 10 / 5 - 23:47
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لا احد يحب الفراغ
كان في قلبي شيئا اردت كتابته لم اعرف اسما له و لم اعلم كيف اعبر عنه. بدأت احدق لفترة طويلة على الورقة البيضاء دون جدوى لذا قررت ان اعمل فنجان قهوة بالاول. نظرت مرة اخرى الى الورقة الملعونة و فنجان القهوة المرة في يدي عندما تذكرت ان في غرفتي كتب قديمة لم ارجع اليها منذ سنوات يجب التخلص منها الان. شرعت بجمع بعض الكتب المهملة و المكنسة الكهربائية في يدي لتنظيف مكانها.
رجعت مرة اخرى الى الورقة لاعبر لها عن حبي و لكنها بدت و كانما هي غاضبة عليّ - تطلب و تسأل: متى تبدأ؟ لست عبدا للكتب و الورق و لا اقبل من ورقة تافهة ان تعكر صفوي لذا قمت بتمزيقها و لكني حسيت في لحظتها بفراغ مرعب قاتل في داخلي - نفس الفراغ الذي شعرت به يوم منحت الشهادة الجامعية العالية و انا في طريقي لوحدي الى بيتي الفارغ و جسمي يرتجف من الخوف.
لم يجبرني الفراغ المرعب التوجه الى الفن و الرسم لملأ الفراغ رغم ان الفراغ المرعب مصطلح يستعمل على الاكثر في الفن التأريخي. لا تمتص المواد في الفراغ بل يلعب الضغط المحلي دورا في دخولها الى الفراغ المغلوق و لكن الخوف من الفراغ رغم ذلك يستمر لاني اعلم ان ذلك يعني يأسي على التأثير على محيطي. نعم يعني الفراغ ان اقف مكتوفة الايدي امام يأسي. حتى الطبيعة تكره الفراغ لذا تقوم بملئه بالحشيش و الاشجار و الماء و غيرها من المواد و الحيوانات. لا احد يحب الفراغ. حتى الصحراء تكرهه بسبب الخوف من الفراغ الابدي بعد الموت.
www. Jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟