جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4232 - 2013 / 10 / 1 - 11:02
المحور:
الطب , والعلوم
انظر الى الشواذ ايضا
بدأ كل شيء بمادة و ضد المادة و لو كانت الكمية متعادلة بينهما لانتهى كل شيء من جديد لان التقاء او اصطدام المادة بضد المادة يعني الرجوع الى نقطة الصفر او بعبارة اخرى لما وجد الكون و لما كنا هنا و لما كان الحوار المتمدن و لكن و كما يقول العلم طغت نسبة ضئيلة من المادة و من هذه النسبة القليلة نشأ كل شيء و منذ هذه اللحظة الشاذة لم يبق للطبيعة مجال الا التشكيل و التنسيق و ارساء القواعد اي كل ما نراه في الطبيعة من ظواهر و اشكال و الوان و نماذج من النباتات و الحيوانات و الجماد و الانسان بضمنها لغاتنا تؤكد الطاقة الكامنة التي تجبر الطبيعة للاتجاه نحو التناغم و الانسجام و التناسق و التوافق لدرجة كلما يتكون شيء تحاول المادة ان تصل الى ايقاع معين.
تتغذى الاديان على هذا التعقيد الذي ينشأ من جمع البسيط و على سحر طاقة الايقاع و التشكيل. بدأ البشر يسأل كيف خلقت هذه الاشكال و الالوان الجميلة الكثيرة دون ان يعي ان في الطبيعة نفسها طاقة تجبرها ان تسلك هذا الاتجاه دائما اي ليس للطبيعة حل آخر.
و لكن وسط هذا التجانس و التنظيم و القواعد تبرز حاجة ملحة للخروج عن القاعدة و خرق القوانين كما نرى في لغاتنا من الاستثناءات فلولا الاستثناء لما تحقق التطور و الجديد. المشكلة مع التنظيم و التنسيق و القواعد هي انها تتردد و تتكرر و بذا تصبح مملة اضافة الى انها تنكشف بسرعة و يمكن التنبؤ بها او بعبارة اخرى انها تحكم على نفسها بنفسها بالموت. هنا يبرز دور خرق القوانين و الشواذ و الاستثناءات ليعيد للطبيعة قابليتها في الابداع. لذا لا تنظر الى القاعدة فقط بل انظر ايضا الى الشواذ.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟