جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4221 - 2013 / 9 / 20 - 22:52
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الصفة ملازمة للاسم لذا تسمي الانجليزية هذا الاستعمال الخاص للصفة adjective بـ attribute بينما الصفة التي تعقب بعض افعال copular بـ predicate . هناك بعض الصفات تعقب هذه الافعال و الا لتغيرت معناها مثل ill في الانجليزية قارن:
He is ill مع a sick man و لماذا لا تقول الانجليزية an ill man . هذا هو الفرق بين sick و ill اضافة الى خصوصيات الانجليزية البريطانية و الامريكية. تتحول بعض الصفات في معظم اللغات الى اسماء و لكنها تحتفظ بميزتها بانها كانت صفة سابقا.
نظرا لان الصفات تلازم الاسماء تقوم بتضيق معانيها او تحديدها و تلوينها بعواطف شخصية. اذن معظم الصفات هي تقييم شخصي فيها عاطفة و مبالغة تعكس مزاج المتكلم ماعدا بعض الصفات التي تخرج عن المسائل الشخصية التقييمية مثل بارد و حار و ثقيل و خفيف و الالوان و الشكل و غيرها. على النصوص العلمية ان تبتعد عن استعمال الصفات التقييمية بقدر الامكان لتحافظ على موضوعيتها. ماهي اذن النصوص التي تكثر فيها الصفات التقييمية؟
اولا هي كتب تعليم اللغات لاغراض تعليمية لذا نجد ان معظم كتب تعليم اللغة الانجليزية تبدأ باوصاف للبشر و الاماكن:
describing people and places
ثانيا تظهر الصفات بكثرة في الادب من الشعر و القصص و الرويات لخلق محيط مناسب
ثالثا في اغاني و رسائل الحب للتعبير عن درجة اللحب و الشوق
رابعا في السياسة لمدح الحزب او الرئيس الحاكم بصفات ايجابية و نعت المعارض بصفات سلبية
خامسا النصوص الدينية لرفع مكانتها فمثلا هناك اسماء او بالاحرى صفات الله الحسنى لا تعد و لا تحصى و تنتهي الايات القرأنية عادة بصفات كثيرة من نوع السميع العليم و العزيز الحكيم و غفور رحيم.
تشتهر بعض الثقافات خاصة الشرقية منها بلغة وردية معطرة مبالغة في استعمال الصفات فهي احيانا خفيفة و جميلة و احيانا مضحكة لا يمكن اخذها بجد. لذا نستطيع ان نقول: كلما كثرث الصفات التقييمية في النصوص كلما قلت مصداقيتها و كلما زاد استعمالها فرغت من محتواها.
لو فرضنا ان هناك خالق - رب السماوات و الارض - لاستغنى بنفسه عن جميع الصفات و لقام بمنع الناس من الصاقها به مهما كانت نوعيتها. ليس العلي القدير بحاجة الى هذه الصفات لان اسمه هو الله فقط و هذا يكفي.
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟