انا الاعزل

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4221 - 2013 / 9 / 20 - 01:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

انا الاعزل
لا يسقط القناع الا في العزلة
تقول الالمانية يموت الانسان وحيدا - لا يفيده احد في لحظة الوداع و لكني اضيف و اقول يعيش الانسان وحيدا ايضا. ماذا تعني العزلة؟ تقول بعض االنغمات الموسيقية ان العزلة نعمة - العزلة معطف تلبسه او العزلة الم لبعد الحبيبة و هناك من يقول ان العزلة سفرة تبدأ عندما لا تفيد الكلمات لانها اي الكلمات تكذب. دعني اقول بان القناع يسقط فقط في العزلة لان العزلة صادقة اكثر من الكلمات.

نعم العزلة في كل مكان و انك تشعر بها حتى اذا كنت مع الناس. لا يضمن الزواج حياة اجتماعية افضل من العزلة لانك عندما تتزوج - تتزوج ايضا من عائلة شريك الحياة باكملها سواء اردت ام ابيت. هناك عزلة يختارها الانسان بنفسه لاسباب اجتماعية او نفسية او عاطفية او ثقافية او كجزء من شخصيته.

اشتاق احيانا الى الحياة الاجتماعية الشرقية بلمتها لانها تجعلني انسى نفسي – لا افكر في نفسي - تبعدني عن الانانية و لكن كيف استطيع التحدث بجد و انا وسط المجموعة و وتقول الانجليزية هنا بحق: Two is company - Three is a crowd
اي لا تفيد المصاحبة الا بين اثنين لان الثلاثة حشد. لا تستطيع روحك ان تهدأ الا في الانفراد. في الوحدة صوم من الكلام و شعور بالفراغ و الخفة لذا العزلة ايمان و التقرب الى المقدس و الركود الى النفس.

انا الاعزل - الاعزل هو الذي لاسلاح له لانه لا يحتاجه للدفاع عن نفسه لذا يعيش في سلام ضعيف طالما لا يقع في الاسر. في العزلة شفاء روحي و ابداع. في العزلة راحة من الارهاق. كلما زادت عزلة الانسان كلما تهيأ له بانه يسمع صوت ربه بوضوح اكثر. يعيش المفكر في او يبحث عن العزلة ليحبك خططه و هذا يعني تستطيع العزلة (كما قال نيتشه) ان تغيرالعالم.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل