أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تطورٌ واقعي حذر














المزيد.....

تطورٌ واقعي حذر


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4231 - 2013 / 9 / 30 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في نشأة التيارات الفكرية السياسية عناصرُ أولى أساسية تبدأ معها وتستمر وتُعرف بها، وقدرة أعضائها وكوادرها هي في تنمية هذه العناصر وتطويرها وعزل العناصر السلبية فيها وترسيخ الايجابيات فيها.
وقد كان الاتجاهان الماركسي والقومي في البحرين مصطدمين مختلفين بقوة لكون البلد كان ولا زال بوابة مفتوحة لأهل المنطقة وتجري فيه اللقاءات الخصبة (والسلبية كذلك) بين تيارات المنطقة والعالم.
إصطدام التيارين المذكورين بحدة على مستوى الشارع والحياة اليومية ربما كان أقل حدة مما جرى في بلدان عربية أخرى عرفت الصراعات الدامية ولكنه حمل تأثيراتها وأنفاس ضراوتها.
شكلُ ظهور التيار الماركسي كان ملغماً بالنسبة للتيار القومي الذي رأى فيه انحرافاً، فقد عبر ذلك التيار الإنساني عن انفتاحه على المكونات البشرية والدينية المختلفة، سواء كانوا قادمين من الساحل الإيراني أو من الساحل العماني.
فقد تداخل أولئك المهاجرون بالمواطنين، وصاروا نسيجاً في أحيائها، ولهذا فإذا حملوا أفكاراً وسربوها في المجتمع فإنها تكون خاضعة للنسيج المحلي وللتطور الاجتماعي السياسي الوطني.
وقد كانت الأفكار القومية والماركسية والدينية أفكاراً شائعة تغلغلت وإنتشرت ولكن الأهم هل كانت تعبر عن موديل مستورد جاهز أم شعارات بشرية خاضعة للبنى الوطنية ولمراحل نضال كل شعب؟
لكن الوعي القومي ببكارته في تلك المرحلة كان منزعجاً من الوجود غير العربي الصرف ويعتبره غزواً وتسريباً لنموذج أجنبي خطر.
في حين كان الوعي الآخر يرى بحرنة متنامية لعناصر لم تعد دخيلة، وما كان محورياً هو دور الأفكار الديمقراطية الجديدة في تغيير الحياة الاجتماعية والسياسية.
الوعي القومي كان ينطلق بخلاف ذلك على موديل مستورد فوحدة العرب كان ينقلها بأشكال عاطفية حادة، ويحولها لبرنامج سياسي راهن، ولهذا فهو يرى وحدة البلد أمراً جاهزاً، ومن الضروري الانتقال لوحدة الخليج بل والجزيرة العربية وتغيير أنظمتها وطرد الاستعمار من جميع أقطارها حتى تتحقق الوحدة العربية.
كان يندلع هذا الكلام ويتفجر وحيّ هنا وحيّ هناك في نفس البلد يتصارعان ويتشاجر سكانهما.
كذلك كانت الاشكال السياسية التنظيمية للجماعات تقوم على الكتل الكبيرة غير الخاضعة للفحص الطويل والتطور الذاتي العميق للأفراد، فهي أشكالٌ منتفخة سرعان ما تكبر وسرعان ما تزول.
كذلك فإن المهمات التي عددناها تخضع التنظيم القومي لمعارك كبيرة مع الأنظمة فهو يريد تبديلها جميعاً وتحويلها لأشكال أخرى تقدمية وحرة!
كانت المهمات الصغيرة التي تحفر في الحياة الاجتماعية الاقتصادية للناس ذات قيمة كبيرة، فمحو الأمية ونشر التنوير في الأندية وتعليم العمال معرفة ظروفهم ومطالبهم وإصدار نشرات تثقيفية وسياسية على مدى سنوات حيث تشكل تثقيفاً ومرجعية وحفراً معرفياً في الواقع هي مهمات شديدة الصعوبة، مثلما أنها تخلق كادراً سياسياً واقعياً يتجذر في الحياة الفكرية والسياسية.
وأدت هذه العلاقات مع الواقع الوطني فهماً ونضالاً إلى مواد معرفية وسياسية تراكمت على مر السنين، أهمها صدور أول برنامج سياسي بحريني حديث ذي أهداف واقعية ووطنية شاملة. وهذا يعبر عن تشكل رؤية تغيير واضحة ممكنة للواقع المحلي، من دون القفز إلى مهمات في دول أخرى، رغم علاقات التعاون مع التيارات الوطنية في الدول الأخرى تظل مفتوحة لكن مستوى المنطقة لا يجعلها سوى علاقات فكرية سياسية.
أدت المهمات الواقعية في الحياة اليومية إلى مادة فكرية في فهم القوى الاجتماعية وجذورها التاريخية القومية والدينية والانسانية، وهي مسألة راحت تتعمق لدى ثقافة الجماعة الجديدة وصارت جزءًا من الثقافة المحلية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تباين طرقِ التطور العربية
- صناعتان وسياستان
- العنفُ ذروةُ الطائفية
- تحولات ذاتية
- تحولاتُ الدورِ الروسي العالمي
- تحللُ العرب.. سوريا نموذجاً
- علاقاتٌ مختلفةٌ بين السياسة والثقافة
- تحللُ العربِ: العراقُ نموذجاً
- من التبسيطِ إلى المغامرة
- العصبيةُ والعمران(3)
- العصبيةُ والعمرانُ (2)
- العصبيةُ والعمرانُ (1)
- هيكل والقومية
- النكوصُ الحضاري
- عوائقُ التغييرِ
- ضياعُ المقاييس والعدالة
- الذكورةُ والصحراءُ
- تيارات اجتماعية وليست فقط جماعات
- المسيحيةُ والإسلامُ تجريداً وتحليلاً
- الوعي والتغيير


المزيد.....




- الأردن.. جدل حول بدء تنفيذ نص قانوني يمنع حبس المَدين
- إيران تؤكد مقتل علي شدماني قائد -مقر خاتم الأنبياء- في غارات ...
- ما الذي حدث في غزة خلال 12 يوماً من المواجهة بين إيران وإسرا ...
- ألمانيا.. السوري المشتبه به بهجوم بيليفيلد عضو في -داعش-
- بزشكيان يؤيد منطقة خالية من الأسلحة النووية بما يشمل إسرائيل ...
- نيوزويك: هل كان قصف ترامب مواقع إيران النووية فكرة صائبة؟
- مقتل 17 جنديا في شمال نيجيريا إثر هجوم جديد على قواعد تابعة ...
- زيمبابوي تحطم الرقم القياسي بمبيعات التبغ لعام 2025 بأكثر من ...
- إريتريا تسعى لإلغاء ولاية المحقق الأممي لديها بعد إدانتها
- الفلاحي: المقاومة تركز على ضرب الآليات التي يصعب تعويضها خلا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تطورٌ واقعي حذر