جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4229 - 2013 / 9 / 28 - 17:53
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
هل كان محمد حساسا؟
ليس لدينا الكثير عن شخصية محمد لنتأكد منه و في الحقيقة جزء كبير من حياته مجهول و الموجود نستنتجه من القرآن فقط و نقرأ بين الاسطر اما المصادر الاخرى خاصة الحديث فمن الافضل اهماله لانه:
اولا لا ليس مصدر موثوق به
ثانيا يميل الى المبالغة و الملاحم
ثالثا هذا العدد الهائل من الاحاديث و الحكم من المستحيل ان يكون مصدره شخص واحد
رابعا انتشار عادة تنسيب الاحاديث لمحمد لاجل دعم قضية شخصية او مصلحة
اذن دعني ارجع الى القرآن و اقول ان الكثير ما يتهم به محمد من الجنون و انفصام في الشخصية و القمل و اغتصاب النساء لا يمكن ان يكون صحيحا بالضرورة و الا فكيف استطاع ان يحقق ما حققه؟ تتطلب انجازات محمد شخصية قوية و فنون القيادة و قابلية اجتماعية ذكية و احترام الاخرين الخ من الصفات و لكن هذا لا يمنعني من البحث عن خصائص لشخصيته بالاعتماد على القرآن نفسه و اتعقب تطورها من شخص مؤمن بالله ينتقد ابناء بلده و تقاليدهم الدينية الى شخصية سياسية.
يهمني هنا فقط درجة حساسية محمد خاصة في الفترة الاولى من رسالته على الاقل. تكشف لنا بعض الابيات شخصية حساسة جدا تجرح بسهولة و تتأثر بسرعة بشتائم الناس فمثلا لو تأملت في اية من سورة الكوثر (ان شانئك هو الابتر) تجد ان المناوشات بين محمد و اعداء محمد تشبه مناوشات و زعل الاطفال عندما يقوم طفل بشتم طفل و يرد عليه الطفل الاخر بنفس الشتيمة:
انت كلب
لا انت كلب
انت حمار
لا انت حمار
و بخصوص ما تطرقت اليه في المقال السابق (كيف ان الله لا يحب الله الفرحين؟) دعني اسجل التأملات الاتية عن الفرح: لو لم يكن محمد حساسا جدا لما وجدنا الاية (ان الله لا يحب الفرحين). و السؤال هو لماذا لا يحب الله الفرحين؟ كيف كان فرح معاصري محمد ليستفز الى هذه الدرجة؟ و لماذا اعتبره القرآن من الكبرياء؟
من خلال هذه الاية البسيطة نستنتج ان نوع فرح اعداء محمد لربما كان صاخبا او ان محمد اكتشف فيه الشماتة و الاستهزاء به و باياته و انه و بسبب حساسيته هددهم الله بعذاب مهين. يظهر حساسية محمد ايضا في سور اخرى مثل سورة الضحى (ما ودعك ربك و ما قلى) فترى محمد يطمئن نفسه بنفسه. في الحقيقة ان كل شخص يريد ان يغير شيء في المجتمع و يعرض حياته للخطر لاجل ذلك هو حساس اكثر من غيره و لربما ساهم كون محمد يتيما في زيادة درجة حساسيته. و اخيرا نستطيع ان نقول ان محمد تعود على سب و شتائم الناس و طور بذلك استراتيجية خاصة للتعامل معها و استطاع ان يتخلص من حساسيته عندما نجحت رسالته.
www. Jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟