أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قانصو - ليس بين الله وبين أحد قرابة ..














المزيد.....

ليس بين الله وبين أحد قرابة ..


محمد قانصو

الحوار المتمدن-العدد: 4228 - 2013 / 9 / 27 - 22:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



.. يبتني الإسلام على مبادئ وأسس ثابتة، لا مجال فيها للتبديل والتغيير، ولا تخضع لحسابات المصالح والمفاسد، ولا يمكن تفسيرها أو تأويلها على غير معناها ومؤدّاها ..
واحدة من القواعد الأساسية والثابتة في الإسلام هي عدم اختصاص الله سبحانه وتعالى بجنس، أو عرق، أو لون، أو قوم، أو عشيرة، وهو جلّ شأنه ليس منحازاً لطرف، أو حزب، أو فرد إلا بمعيار التقوى والأعمال الراجحة التي في مقدمتها خدمة الناس والرحمة بهم .
فالأصل أنّ الخلق جميعهم عيال الله وهو ربّهم وإليه مآلهم، وهم عباده المحتاجون إليه، وأحبّهم وأكرمهم عنده أنفعهم لعياله.
التقوى والثبات على جادة الحق، وتأصّل النفس البشريّة بالفضائل والمكارم، وسمّو العقل في مدارك معرفة الله تعالى بالتأمل والتدبر، وتحليق الروح في آفاق الكون وعروجها إلى ملكوت الأسرار الإلهية، وترفّعها عن الصغائر والشهوات، وانتقالها من ذل المعصية إلى عزّ الطاعة, كلها موازين تحدّد منزلة الإنسان وموقعه من الله عزّ وجلّ حبّاً أو بغضاً، قرباً أو بعداً، مفازة أو خسرانا ..
من هذا المنطلق، وبالاستعانة بالشواهد القرآنيّة, والأحاديث النبويّة، والسيرة العمليّة للرسول الأعظم محمد (ص) وأهل بيته وأصحابه ننطلق في محاكمة الظواهر الملحوظة في مجتمعاتنا والتي لا بدّ من أخذ الكثير منها على محمل التسامح باعتباره وليد العفويّة أو الجهل، أو ربما الفهم الخاطئ للآيات والأحاديث الشريفة، أو دخالة الموروثات الشعبية وتلبّسها بالمقدّس, كما لا بدّ من اعتبار بعضها الآخر أنه تمّ اختلاقه عن سابق إرادة و تصميم ليخدم مصالح جماعات وأفراد ويصبغ عليهم الشرعية والمصداقية فيما يقولون ويفعلون ، كذلك ليمنحهم تفويضاً ربّانياً مطلقاً يسلّطهم على رقاب الناّس, ويطلق أيديهم في السياسة والاقتصاد, ويخصهم ببراءة إلهية تعفيهم من المحاسبة والمساءلة.
يروي الكليني في كتابه الكافي بسند عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال :« وَاللهِِ مَا مَعَنَا مِنَ اللهِ بَرَاءَةٌ وَلَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ اللهِ قَرَابَةٌ وَلَا لَنَا عَلَى اللهِ حُجَّةٌ وَلَا نَتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ إِلَّا بِالطَّاعَةِ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُطِيعاً لِـلَّهِ تَنْفَعُهُ وَلَايَتُنَا وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ عَاصِياً لِـلَّهِ لَمْ تَنْفَعْهُ وَلَايَتُنَا. وَيْحَكُمْ لَا تَغْتَرُّوا! وَيْحَكُمْ لَا تَغْتَرُّوا!».
ولهذا الحديث من الدلالة الواضحة ما يكفي للرد على أولئك الذين يدّعون حق الاختصاص بالله، ويطلقون على أنفسهم التسميات والألقاب الموحية بأنّ الله لهم وحدهم، فيختارون من هندسة اللباس وإرسال اللحى, وإطالة السّبَحات, ما يوهم بأنّ حقّ التمثيل الإلهي من نصيبهم حصرا، وأنهم وكلاء الله على بقية الخلق، ينصبون محاكم باسم الله في الأرض, فيمنّون على من شاؤوا بنعمة الإيمان، ويقذفون من عارضهم بالردة والكفر.
ليس بين الله وبين أحد قرابة، هذا هو الأصل، ولا يجوز لأحد أن يدّعي صلة بالله تملّكه الرقاب وتُخضع له العباد، ولا يتوهمن أحد أنّه بالأسماء والألقاب يمتلك الوجاهة عند الله، والحاكمية على النّاس.
إنّ مشكلتنا في هذا الزمان هي الحقوق الحصرية، فكما يحتكر التاجر بعض السلع ويتحكّم بسعرها لأنّه بادعائه صاحب الحقّ الحصري بتسويقها، كذلك فإنّ الكثيرين من تجار الدين الذين ألصقوا بأنفسهم وبضائعهم ومتاجرهم أسماء الأنبياء والأولياء يصنّفون النّاس كما يشاؤون فيبيحون دماءهم, وأموالهم, وأعراضهم تحت مسمى واحد :إن الحكم إلا لله !..
ليس الدين لباساً يفصّله البعض على مقاساته، وليس الإسلام خاصة ماركة مسجلة بأسماء من يريدون التوسّل به لتخدير العقول واستعباد البشر ..

الشيخ محمد أسعد قانصو



#محمد_قانصو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأعمى ..
- إنا تطيرنا بكم .. ( الغراب )
- وحيداً على رصيف الوجع ..
- نشرة الأخبار!..
- حكومة إنقاذ او على البلد السلام ..
- للمرأة كل الأيام ..
- الدم الضائع بين القبائل ..
- الحكمة أيها اللبنانيون
- يا زمن الحسين !..
- لسان العرب!..
- الجوع ..
- مياومون ..
- الكتابة رسالة ..
- آباء الشعب المحترمين
- الديموقراطية صنيعة الأمة ونتاج وعيها ..
- قانون سكسونيا !..
- ! whatsapp
- أقنعة ..
- وطن الوصاية .. لست هنا !!..
- وحدة إسلاميّة بغير شروط ..


المزيد.....




- “نظرتُ خلفي ولم أرَ أحدًا”.. ناج من فيضان مفاجئ يصف مصرع حوا ...
- ردود فعل متباينة بعد قمة ألاسكا.. القادة الأوروبيون يدعون لم ...
- الدوري الإنجليزي.. تحقيق حول إساءة عنصرية ضد لاعب بورنموث
- قادة أوربيون يدعمون -اتفاق سلام- مع روسيا بضمانات لأوكرانيا ...
- بريطانيا ستحاكم نحو 60 شخصا بتهمة -إظهار الدعم- لحركة محظورة ...
- قمة ألاسكا تكسر -عزلة- بوتين على الساحة الدبلوماسية الدولية ...
- شامية وأبو ركبة يواصلان من غزة رسالة الشهيدين الشريف وقريقع ...
- الحرب على صوت أميركا لم تبدأ مع ترامب فقد سبقه إليها مكارثي ...
- قمة ألاسكا تجمع ترامب وبوتين في مباحثات شاملة ودعوة للقاء بم ...
- باكستان تعلن حالة الطوارئ بسبب الفيضانات والانزلاقات الأرضية ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قانصو - ليس بين الله وبين أحد قرابة ..