أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قانصو - وطن الوصاية .. لست هنا !!..














المزيد.....

وطن الوصاية .. لست هنا !!..


محمد قانصو

الحوار المتمدن-العدد: 3684 - 2012 / 3 / 31 - 23:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.. أظنّكم تذكرون معي تلك الوقفة الشاعريّة بين يديّ معلّم العربيّة, حين كنّا نصدح بأبيات إيليا أبو ماضي "وطن النّجوم أنا هنا.. حدّق أتذكر من أنا" ..
اليوم نحيا في وطن "النّجوم" ثانية, ولأنّ النّجوم عالية لا يُدرك سرّها, ترانا نتيه في أسرار نجومنا حدّ الضّلالة حيناً, والكفر أحيانا..
لله درّ نجومنا, سحرة, يقلبون ليلنا نهارا, ونهارنا ليلا, تُشعرنا بالتّخمة بعد الجوع العتيق مواعظهم, تلبسنا ثياب العزّ بعد ذلّ الفقر مواقفهم, تغمرنا بالسّلم والأمان بعد الخوف مراجلهم..
أولياء نعمتنا " أطال الله أعمارهم" أخذوا بمجامع قلوبنا, فأصبحوا الأدلّة لتلكم القلوب, فبهديهم نحبّ, وبهديهم نبغض, ونهب الحبّ لمن أحبّوا, ونضمر الحقد لمن أبغضوا.
سادتنا وقادتنا "المسدّدون بالصواب" سحروا عقولنا, فأعطتهم العقول تفويضاً عامّاً بالتفكير والتدبير, فهم عنّا يحكمون, وعنّا يفكّرون, وعنّا يقرّرون, وعنّا يحاربون, وعنّا يسالمون, وعنّا يعيشون.. فقط يعيشون!..
الأوصياء حقّا .. يقولون لنا : أنتم الشّعب العظيم, فنرتدي أثواب العظمة فوق أسمال الفقر والمذلّة, يقولون لنا: أنتم أهل القرار, فنصدق أنّنا كذلك, وحين يبري الواحد منّا قلمه تقمعه أجهزة الوصاية باسم الشعب, ولمصلحة الشّعب, ووحدة الأمّة ..
الأوصياء حقّا.. يجيدون أساليب التخدير, ولعبة التمويه, وحين يثمل الشّعب المحقون بأفيونهم يعلو التصفيق الشعبيّ, و تملأ هتافات التأييد الأعمى الفضاء المغمور بالعتمة ..
ممثلو الشّعب, نتاج ديموقراطيّة الزّفت والوعود, المولودون من خلف متاريس السماء والأرض, إفرازات القمع والجهل, جهابذة السياسة, يقولون لنا: فلان عدوّ فاتّخذوه عدوّا, فنغالي في عداوته, ويقولون لنا: فلان صديق فاتّخذوه حليفا, فنغالي في محبّته, هكذا نحن لا نعرف منطقة وسطى بين المحبّة والعداوة ..
القادة الملهمون.. يأمروننا بالنزول إلى الساحات فننزل, يأمروننا بترك السّاحات فنتركها, يسيرون بنا ناحية الموالاة فنوالي, ناحية المعارضة فنعارض, طيّعون نحن أبناء الشرق التليد ـ كما وصفنا أرسطو ـ ونألف سَوقَ العبيد ..
آباؤنا القيّمون.. يمتدحون طاعتنا, فنستزيد خنوعا, يمعنون في امتهاننا, فنحتمل احتمال الابن قسوة أبيه, يلقموننا المرّ فنتحلّى بالصبر, يجرّعوننا الذلّ فنتجمّل بالعزّ, يحرموننا النّور فنغنّي للّيل, يمنعوننا الدواء فنعتصر كلمات الله شفاء, يطعموننا اللّحم الفاسد فنخرّ شكوراً لله الواحد !!..
إلى وطن الوصاية ننتمي, حيث تموت الأحلام, ويتشرّد الجمال, وتسرع الشّمس في وداع الذرى كي لا تبتأس, حيث يثقل العشب بالدّمع, ويستحي الغصن بالعريّ, وتصوم البلابل عن شدو الصباح, حيث تصبح الحرية ضآلة, ويتحوّل النّاس أعدادا..
في زمن الوصاية على الفكر سيعود يوماً ذاك الغرير الأرعن ليهتف قائلا: وطن الوصاية لست هنا !..

بقلم : الشيخ محمد اسعد قانصو
[email protected]



#محمد_قانصو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة إسلاميّة بغير شروط ..
- رحمةً بعقولنا ..
- الإسلام المعاصر وتحدّيات الواقع..
- رسالة إلى العام الجديد ..
- النّاس ..
- صناعة الحبّ..
- أنتَ طالق !..
- الجنّ البريء!..
- في بيتنا إنترنت ..
- نبيل ..
- لقاء الخميس ..
- أبو كريم ..
- الإسلام السياسيّ في قفص الاتهام!.
- الشخصانية
- الشعوب العربية بين مطرقة الديكتاتورية وسندان الاستعمار
- المدائن ..
- دويلة الحشيشة في لبنان!..
- المرأة في الميدان.. آيات القرمزي نموذجا..
- طهاة الحصى ..
- الاعتراف ..


المزيد.....




- -سبايس إكس- تعتزم إجراء رحلة جديدة لصاروخها العملاق -ستارشيب ...
- تدمير أحياء غزة يكشف مخطط نتنياهو لاحتلال المدينة
- قمة ترامب - شكلا ومضمونا، كل شيء مقابل لاشيء
- سوريا: فيديو متداول لـ-انشقاق قوات من قسد وانضمامها إلى العش ...
- -لا يمكن رشوة بوتين لإنهاء الحرب-- مقال رأي في التلغراف
- جدل متصاعد حول التمييز.. دعوات في فرنسا لمقاطعة المنتجعات ال ...
- رجال الإطفاء يصارعون النيران للسيطرة على حرائق الغابات المست ...
- مسؤولان سابقان في إدارة بايدن: الجيش الإسرائيلي لم يقدّم أدل ...
- جعجع يؤكد دعم المؤسسات ويعتبر تصريحات قاسم تهديدا للبنان
- الليثيوم.. المعدن الحيوي يشعل سباقا عالميا في عصر الطاقة الم ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قانصو - وطن الوصاية .. لست هنا !!..