أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد قانصو - طهاة الحصى ..














المزيد.....

طهاة الحصى ..


محمد قانصو

الحوار المتمدن-العدد: 3422 - 2011 / 7 / 10 - 11:37
المحور: حقوق الانسان
    


.. تجتمع العيون حول الموقد, يؤرقها الجوع, وتشرئب الرقاب نحو دخان خاو, الأنوف المزدحمة تحاول عبثاً ادراك النكهة, ماذا يرقد في جوف القدر؟ البطون الغرثى تتساءل ولا تملك إلا الصبر, الصبر جميل, لكنه مرٌّ !.. مرٌّ جداً .. ويطول الموقف, فلا تقوى الجفون على الصمود وتسترخي, لينتفض الحلم من بين ركام البؤس, وتجود الروح الهاربة بكل المشتهيات المرجوة, علّها تشبع نهم المنتظرين على وقع عقارب جامدة تجتّر الزمن الملعون, وتعاود كرّتها ثانيةً نحو المجهول ..
ثمّةَ طفل متمرّد .. لا يستسلم للنوم, يحاول أن يعرف سرّ الملعقة الخشبية, ويراها تقلّب في القدر الساخن واثقة, لا تقنعه دورتها المثقلة, ذاك الطفل الحذق كما الفطر يفضح عذرية أرضٍ عصماء!..
الفقر المتجمّل في القدر - مهما تبجّح - يدركه الأطفال, أوليست أغنية النوم هراءً ليليا؟ فحمَامات الأمِّ الموعودة لم تذبح, ونجوم الليل العالية ما سقطت بإناء..و"ريما" ما نامت بعد, ولن تحبَّ النوم القسريّ !..
على ضفة نهر الأوجاع يكثر طهاة الحصى, محاولة يائسة لسدِّ رمق الجوعى, لكن عبثا, فالفكر المتضوّر لا تشبعه الأوهام, لا يقنع شعبٌ حدّق بالشمس فأخجلها بمزيج كلام, لا يرضى المذبوحون من الخلف بنشيد سلام ..
يا سادة هل سمعتم يوماً بسياسات السقف ؟ بدوزنة الأحلام ؟ حين تعيش لتأكل قوتاً ملكيّا, وتُسبّح شكراً للرحمن, حين يحاصرك الخوف من الظلّ, وتخاف شريكك في الحب أن يفشيَ سرّك للسلطان !..
والإعلام الهزلي .. معضلة أخرى, تخال حين تذوق حلاوته أنّك في جنات الخلد تعيش, وأنك سيد هذي الأرض المطلق, تنعم بالحريّة, بحقوق الإنسان, لا تشعر أنك مكتئبٌ, منسيٌ, أو أنّك غابة أحزان..
والشعب يصفّق, يهتف بحياة الحاكم, بالدّم بالروح, نشيج قروح مزمنة لا تشفى, نفاق موروث !..
ومساجدنا تبتهل لربِّ العزة: ارحمنا.. ويشيح الخالق وجه الرحمة عن داع - أسِفٌ جداً- ديوث ..
عذراً يا سادة, أثقلت مسامعكم, أعرف أنّ الإحباط يحاصركم, لكن لا بدّ لهذا القلم الناقم أن يكتب, أن يرسم فوق جدار الصمت أمانيه, أن يحفر في ذاكرة الأجيال وصاياه, قلمٌ يتنشّق هواءً طلقا, أفقاً منسرحاً لا يُختم في هامشه: "محظور" .
أعرف أنَّ الكلمات لها ثمنٌ.. في زمن الممنوع !...

بقلم : الشيخ محمد أسعد قانصو
[email protected]



#محمد_قانصو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتراف ..
- خطايا ..
- مشوّهون ..
- نحو عدالة اجتماعية ..
- لبنان خارج المكان والزمان ..
- دمعتان ووردة ..
- البحرين أولاً ..
- لا تراجع .. إلى الأمام .. ثورة !!..
- تحية إلى شباب -الفايس بوك -
- سكت القلب الأقدس !..
- تونس الحمراء.. طوبى لشعبها!..
- الإعلام الهَشّ ..
- الأستاذ نعيم ..
- دولة الإنسان !..
- العربية وآلامها !..
- عاشوراء .. أنسنة الثورة وعقلنتها !..
- الجريمة في منطلقاتها وعلاجاتها ..
- رادار للمسير .. وأيضاً للضمير !..
- كي لا نكون شهود زور !..
- الزاهدون بالأرض يتنازعون السماء !..


المزيد.....




- بسبب الوضع الإنساني في غزة.. انقسامات أوروبية حول معاقبة إسر ...
- الأمم المتحدة: مقتل وإصابة منتظري المساعدات في غزة مقلق للغا ...
- احتجاج أمام منزل كاتس وعائلات الأسرى بغزة تنظم غدا عشرات الم ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل اغتالت 1760 مجوّعا فلسطينيا
- الأمم المتحدة: إسرائيل اغتالت 1760 مجوّعا فلسطينيا
- حماس تندد بإدراجها بالقائمة السوداء لمرتكبي الجرائم الجنسية ...
- الأمم المتحدة: قوات الاحتلال قتلت 46 من عناصر تأمين المساعدا ...
- أحداث الساحل السوري بين رواية دمشق وتقرير لجنة الأمم المتحدة ...
- مسؤولة أممية للجزيرة نت: الوضع الإنساني في اليمن مروّع والأط ...
- الأمم المتحدة تكشف حصيلة ضحايا -منتظري المساعدات- في غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد قانصو - طهاة الحصى ..