أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قانصو - كي لا نكون شهود زور !..














المزيد.....

كي لا نكون شهود زور !..


محمد قانصو

الحوار المتمدن-العدد: 3185 - 2010 / 11 / 14 - 00:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" شهود الزور" عبارة تحتلّ صدارة التداول في السوق الإعلامي اللبناني هذه الأيام, ولا يخفى حضورها القوي في البرامج والحواريات السياسية, وبين النّاس في المتاجر والأزقّة والمقاهي, وقد بدا واضحاً أنّ لهذه القضية من الأهميّة ما يمكن معه القول إنّ مصير الحكومة ومستقبلها أو مصير البلد بات موقوفاً على حلحلة توافقية لها, ومخرجٍ مرضٍ لا يترك حزازة في نفوس المتآلفين المختلفين من زعماء هذا البلد الصغير بحجمه الكبير بهمّه, وعلى أمل أن يفضي الجدال إلى ولادة ولو قسرية لحلٍّ هذه المعضلة وتتبدد الهواجس المخيفة التي تعشعش في رؤوس المراقبين خوفاً على حاضر الوطن ومستقبله, وبانتظار نهاية توافقية لملف يُجمع اللبنانيون على تبنّيه واحتضانه وهو كشف الحقيقة وتحقيق العدالة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري, يبقى ضرورياً التنبّه إلى الواقع الخطير الذي يُغيّب عن دائرة الاهتمام ويُحجب عن مساحة الضوء, الواقع المعاش والمعاناة الحقيقية التي يرزح المواطن اللبناني تحتها ويعاني بمفرده آثارها ونتائجها فقراً وعوزاً وبطالةً وهجرة, وما يترتّب على هذه النتائج من أعراض وانتكاسات تجعله في أعلى قائمة المستهلكين عالميّاً للمهدّئات العصبية وأدوية الاكتئاب والاختلالات النفسية ..
ولكي تكون الشهادة حقّة, وحتى لا يتحوّل المجتمع برمّته إلى شاهد زور على مأساة أبنائه فإنّ الواجب يدعو كلّ منّا إلى الإدلاء بشهادته من خلال ما يشغله من موقع ويمثّله من قيمة, فلا يجوز للنائب المنتخب من قبل الشعب مانح الصوت والثقة أن يقف موقف المتفرّج على مشاكل الناس دون العمل على معالجتها أو المبادرة إلى حلّها بما يملك من صلاحيات وإمكانيات, فإن لم يفعل فإنّه يتحوّل إلى شاهد زور ومتواطئ في جريمة ترتكب بحقّ أهله وبلده, ومن العجب العجاب ما نسمعه من ساسة يعتلون المنابر وينهالون على السلطة قدحاً وذمّا, وهم مكوّنٌ من مكوّناتها وشريكٌ أساسيّ في صناعة سياساتها.
وربما يقودنا الاحتكام إلى الحقّ لمزيد من الاعتراف أمام الذات, وحتّى لا نكون شهود زور على أنفسنا وعلى واقعنا, فالأمانة تحدونا إلى اعتماد منطق المساءلة والمحاسبة, والمسؤولية تدفع بنا إلى البوح بأنّ السياسة التي تدار بها البلد اليوم هي سياسة استخفاف بالكرامات وتخفّف من الواجبات, سياسة الهروب إلى الإمام وترك الشارع المسكين يتلهّى بعناوين كبيرة لا يتقن فكّ رموزها ولا يهتدي الخلاص من متاهاتها .
يبقى المواطن وحده في الساحة يكابد ويقاسي الوجع اليوميّ بينما تحيطه جوقة الدبّيكة على أنغام معزوفة الوعود الفارغة, ويصبح البلد مسرحاً نشازاً يختلط فيه الإيقاع الشعبي بنشاز الزور الحاكم.
وحتى لا يكون اللجوء إلى الفوضى هو المخرج من الأزمة, وكي لا يتحوّل الوطن إلى مسرح لشهود زور يفتأتون الحقّ العام ويكرّسون سياسة التنكيل بالمواطن الضعيف ويرهقونه بالضرائب والرسوم, لكي لا يتحوّل المجتمع إلى شاهد زور فيشهد بنفسه زوراً على نفسه, لكي لا يكون الطبيب شاهد زور في عيادته فيوهم مريضه بالشفاء من مرض عضال, لكي لا يكون المعلّم شاهد زور في صفّه فيبني لطلابه مدناً من الخيال, لكي لا يكون الواعظ شاهد زور على منبره فيسلك بمستمعيه سبلاً إلى الجنان, لكي لا يكون الفنّان شاهد زور بريشته فيجمّل الوجوه بمُزجة الألوان, لكي لا تكون الأمّ شاهدة زور تطهو الحصى لصغارها الجياع, لكي نكون بناة وطن يصلح مهداً لأمانيّ أبنائه, وبلسماً لجراحات متعبيه, تعالوا لنكن شهود الحقّ وجنود الحقيقة مهما غلت التضحيات ..


بقلم : الشيخ محمد أسعد قانصو
[email protected]



#محمد_قانصو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزاهدون بالأرض يتنازعون السماء !..
- الوحل !..
- للقلوب مفاتيحها ..
- يوم ذُبحت هديل ..
- الباب الأخير ..
- هوية محمود ..
- يوميات جميل ..
- قِفَا نبني .. ولا نبكي !..
- حكومة أمونة
- سكينة ..
- أيها الحزن الصديق!..
- المحبس !..قراءة تأملية في الزواج المبكر
- أحلام ..
- لا طبقية في الإسلام
- كُسفت شمس الفكر .. يا سيدي الإنسان !!.
- العدل أساس الحكم !..
- الموسيقى في قراءة علمية إسلامية
- أنسنة الجنس في التصور الإسلامي
- أحلامهم الفقيرة !..
- عذراً يا أمِّي .. من قَدرٍ أُميٍّ ..


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قانصو - كي لا نكون شهود زور !..