أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد قانصو - الزاهدون بالأرض يتنازعون السماء !..














المزيد.....

الزاهدون بالأرض يتنازعون السماء !..


محمد قانصو

الحوار المتمدن-العدد: 3179 - 2010 / 11 / 8 - 16:30
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الحوادث الدموية المتكرّرة في جنبات عالمنا, تلزمنا أن نلملم شتات الذات المبعثرة المحبطة, وتدعونا إلى مصارحة مكشوفة لا مجال معها للتملّق والمهادنة, و تقودنا إلى إعلان موقف رافضٍ ومستنكرٍ إزاء ما يرتكب من جرائم إنسانية بعناوين دينية أو شعارات طائفية ومذهبية .
عرفنا الله بأجمل الأسماء وأقدس الصفات فهو الرحمن الرحيم, الودود العطوف, المحبّ الكريم, ورغم الصور المخيفة التي رسمها الأهلون تأديباً لنا وردعا,إلا أنَّ صورة الله الجميلة الحقّة احتفرت في عقولنا وقلوبنا فآمنا به طوعاً لا كرها, وأحببناه صدقاً لا تزلّفا.
قادتنا المحبة إلى المعرفة وعرفنا أنَّ الله أكبر من الصغائر والتشابيه, وأدركنا أنَّ الله لا يحدُّ بحدِّ, ولا يقاس بمسافة أو يختصر في زمان أو جهة, وربما اعترانا الخجل أحياناً نيابةً عن أممٍ سالفة تاهت بعيداً في رحلة البحث عن المطلق, فانتهت بها السبل لتعبد أصناماً من صخر وتمر, أو تقدّس الشمس والقمر,أو ترى الله في بعض البشر ..
الله الذي يتوحّد الخلق على الانتماء إليه باعتباره محور الوجود ليس ملكاً لأحد, وليست معرفته أو عبادته حقّاً حصرياً لأحد, وليست مفاتيح جنانه أو خزائن سماواته أمانة استودعها بيد أحد فرداً كان أو جماعة, لأنّه ليس بين الله وبين أحد قرابة وإنّما الخلق عيال الله وأحبّهم إليه أتقاهم وأنفعهم لعياله .
إلى هذه الحقيقة يقودنا العقل وديعة الله العظيمة فينا وسرُّ تكريمنا وتقديمنا على بقية مخلوقاته, ولكنّنا عندما تركنا العقل كدالّة على الله وطريقاً للوصول إليه احتكمنا للغرائز المقنّعة فأسقطنا المحرّمات وانتهكنا الحرمات, وانتدبنا أنفسنا وكلاء لله في الأرض متصّرفين في ملكية السماء, واختلفنا في ما بيننا أيّنا أقرب إلى الله وأحبّ إليه واحقّ به؟ وأخذنا الاختلاف إلى الخلاف وتقاتلنا على الله وبإسمه فسفكنا الدماء وانتهبنا الأموال ..
تشتّت بنا السبل وبتنا مزقاً يُكفّر بعضنا بعضا, ويلعن بعضنا بعضا, نتربّص الدوائر أملاً بالنصر الموهوم, وفي غياهب جهلنا أغفلنا الأرض زاهدين بها حتّى تحوّلت بفعل خوائنا وضعفنا فريسةً سهلةً بأيدي المستعمرين والطامعين.. وفي معركة التنازع على السماء ضاعت الأرض!..
اليوم كما الأمس صورٌ مستعادةٌ من ذاكرةٍ مألومة.. تطالعنا وسائل الإعلام ببيانات نعيِ لبقايا الأمل باسترداد الوعي, ونشهد صور الموائد الدمويّة قرابين تُقدّم على مذابح الانتماء لله, وتختنق الحسرة حين نجد أخوة التراب الواحد يتنازعون السماء وقد سُلِبوا الأرض من تحتهم وأصبح الوطن رهينةً بيد المحتّل العابث بأمنه وخيره..
.. في الزمن الرديء ننتشل أشلاء الأبرياء تحت ركام المساجد والكنائس, ونصلّي لله مستمطرين الرحمة فزعاً من جوعٍ كافِر, وأمنٍ هشٍّ, ومصيرٍ مجهول ..


بقلم : الشيخ محمد أسعد قانصو
[email protected]



#محمد_قانصو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوحل !..
- للقلوب مفاتيحها ..
- يوم ذُبحت هديل ..
- الباب الأخير ..
- هوية محمود ..
- يوميات جميل ..
- قِفَا نبني .. ولا نبكي !..
- حكومة أمونة
- سكينة ..
- أيها الحزن الصديق!..
- المحبس !..قراءة تأملية في الزواج المبكر
- أحلام ..
- لا طبقية في الإسلام
- كُسفت شمس الفكر .. يا سيدي الإنسان !!.
- العدل أساس الحكم !..
- الموسيقى في قراءة علمية إسلامية
- أنسنة الجنس في التصور الإسلامي
- أحلامهم الفقيرة !..
- عذراً يا أمِّي .. من قَدرٍ أُميٍّ ..
- الخرس الزوجي


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد قانصو - الزاهدون بالأرض يتنازعون السماء !..