أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد قانصو - الكتابة رسالة ..














المزيد.....

الكتابة رسالة ..


محمد قانصو

الحوار المتمدن-العدد: 3788 - 2012 / 7 / 14 - 01:07
المحور: الادب والفن
    


ليست بكائيّة مستمرّة على أشلاء وطن, ولا معزوفة للحزن, ولا خطابات استنهاض لتوليد قسريّ للوعي ..
الكتابة صكّ براءة, شهادة اعتراض, نأي بالنّفس, وبالفكر, وبالعقل عن منطق القولبة والتعليب والهضم والضمّ.
الكتابة اعتراف بالذات, واحترام لها, وتحرير للقلم, وإعلان نهائيّ لحاكميّة الضمير على الموقف..
الكتابة تمرّد على الظلم, فعل إيمان بمبدأ, وانتماء لقضيّة, هي خروج مارد من قمقمه, وشعب عن صمته, وحلم عن حدود ليله ..
الكتابة أنسنة للشعور, ترّفع عن الجماديّة والتصخّر, اصطفاف صادق مع المعاناة, انتخاب حرّ للثقافة والإبداع, هي تجاوز لكلّ الحدود والصدود التي تسجن الروح في جبّ الأنا, وانعتاق جريء في فضاءات الجمال والرفعة ..
الكتابة هويّة, مرآة ومنبر, إفصاح بيانيّ, واشتباك بديعيّ في غابات الحروف, وانسياب المعاني من جداول المقاصد الكامنة في أعماق الوجدان..
الكتابة حريّة, لا تقبل المقايضة, ولا تُشترى أو تباع في سوق المنافع, فهي حيّة بحريّتها, وحين تمتهن على أرصفة المكاسب تختنق وتموت, وتصبح خواء من أيّ قيمة أو هدف ..
الكتابة رسالة وليست وظيفة, والكاتب ليس بصانع, هو رسول يحمل بريد قلبه ووجدانه على قصاصات بيضاء لا تقبل الألوان والأرقام, ولا تخضع لقانون ابتداء الصلاحيّة وانتهائها ..
في سلّمات الجرائد وبطون الكتب كثير مما يسمونه كتابة, وبما أنَّ المجاز اللغويّ مطاطيّ بالطبع, فهو يحتمل الكثير من المدخلات تحت مسمّاه, ولكنّ الجوهر يبقى أصيلاً والزبد يذهب جفاء ..
الكتابة التي لا تستفزّ الدّمع, ولا تنتزع البسمات سراب مطلق, والكتابة التي تنحاز للظالم على حساب المظلوم حبر مسموم ..
أجمل الكتابات تلك التي سطرت بدماء كتّابها, تلك التي تحدّت كلّ الأسوار,واقتحمت كلّ الحواجز لتقدّ مضاجع الفراعنة, لتخرج الشّمس من مخدعها, لتضيء القمر..
أجمل الكتابات تلك التي أضحت على شفاه الكادحين أناشيداً للخلاص, تلك التي تحوّلت معاول في الأكفّ السمراء, تلك التي رسمت للعابرين جسور الوصول إلى الوطن ..

بقلم : الشيخ محمد أسعد قانصو



#محمد_قانصو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آباء الشعب المحترمين
- الديموقراطية صنيعة الأمة ونتاج وعيها ..
- قانون سكسونيا !..
- ! whatsapp
- أقنعة ..
- وطن الوصاية .. لست هنا !!..
- وحدة إسلاميّة بغير شروط ..
- رحمةً بعقولنا ..
- الإسلام المعاصر وتحدّيات الواقع..
- رسالة إلى العام الجديد ..
- النّاس ..
- صناعة الحبّ..
- أنتَ طالق !..
- الجنّ البريء!..
- في بيتنا إنترنت ..
- نبيل ..
- لقاء الخميس ..
- أبو كريم ..
- الإسلام السياسيّ في قفص الاتهام!.
- الشخصانية


المزيد.....




- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد قانصو - الكتابة رسالة ..