أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قانصو - آباء الشعب المحترمين



آباء الشعب المحترمين


محمد قانصو

الحوار المتمدن-العدد: 3766 - 2012 / 6 / 22 - 19:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.. يُحكى أنّ أحد الملوك دفع بابنه إلى مربّ ليتعهده بالتعليم والتربيّة, ويعدّه لاعتلاء سدّة الحكم بعد أبيه. قضى الصبيّ في عهدة المربّي فترة من الزمن ذاق خلالها صنوف الذّل والهوان، حتى ساءت حالته وتغيّرت صورته، ولمّا وصل الخبر إلى الملك أمر باعتقال المربّي ومحاكمته على رؤوس الأشهاد, وكان أن صدر الحكم بالإعدام، وقبيل التنفيذ التفت الملك إلى المربّي سائلاً عن سبب جنايته على ولده, عندها أجابه المربّي قائلا : يا جلالة الملك ـ أطال الله عمرك ـ عندما تسلّم الوديعة سيخلفك ولدك, وستقف الرعيّة بين يديه يوماً لتشكو جوعها, أو تبثّ ظلامتها, أو تنوء بأثقالها، فأردت لوليّ عهدك أن يخبر الجوع ليشعر بجوع الرعيّة، وأذقته طعم الظلم ليتجنّب ظلم الضعفاء، وألبسته ثوب الذّل ليرى حقارته، وسقيته كأس الهوان ليدرك مرارته. دهش الملك لحكمة المربّي وبُعد نظرته, وأمر بالعفو عنه وإثابته ..
السّادة الكبار, أولياء الأمر وآباء الشعب المحترمين :
ليس غريباً منكم أو جديداً عليكم هذا الّتعامي عن أوضاع النّاس أو التنكّر لمعاناتهم ، وليس مستهجناً هذا الاحتجاب النرجسيّ خلف تيجان الوهم وأردية العظمة، وليس وعظاً ما أقول وقد بات مسلّماً " قد أسمعت لو ناديت حيّا, ولكن لا حياة لمن تنادي ..
وليس استجداءً أو استعطافاً ولكن !..
قد نتفهّم عدم إحساسكم بنا واستشعاركم لآلامنا, لأنّ عالمكم ليس كعالمنا، لأنّكم لا تطوون على الجوع كما نطوي، ولا تُذلّون على أبواب المستشفيات كما نُذلّ، لأنّ جلودكم الطريّة لا تلوّحها الشّمس كما تكوي جباهنا، لأنّ أكفّكم النّاعمة لا تعرف شقوق التّعب كما تعرفها أكفّنا, لأنّكم لا تألمون لسع البرد في الشّتاء، أو حمّارة القيظ في الصيف، لأنّ دياركم لا تعرف العتمة كما بيوتنا المشتاقة للضوء، لأنّ أولادكم ليسوا كما أولادنا، فلا تقفون أمام أحلامهم وأمانيّهم وقفة العاجز كما أدمنا الوقوف ..
قد نتفهّم كلّ هذا، وقد نعذر أنفسنا على واقع ربما صنعناه بأيدينا، حين أعطيناكم الوكالة وصفّقنا لكم طويلا، حين اتبعناكم بغرائزنا ولم نحاكمكم بعقولنا ..
ولكنّ الذي لا عذر لكم فيه, ولا يقبله كريم النّفس منّا, أن تدفعكم القساوة إلى تسييس صراخنا, والمتاجرة الرخيصة بأوجاعنا، أن نسمع بعضكم يقول: إنّ اعتراض النّاس على العتمة موجّه، وإنّ خروج الشّعب عن صمته مبعث للفوضى وإخلال بالأمن, أن يُطلّ أحدكم ليلقي علينا مواعظ الصبر والتّسليم، أو ينبري بعض الخياليّين منكم ليربط سوء حالنا بمحاور إقليمية, وعالمية, وكونية، مُعفياً أهل الحكم من واجباتهم, مُلقياً بالمسؤولية على الحركات الانفصالية في مقديشو !..
ما لا نعذركم فيه أيها السّادة أن تلتفّوا على مطالب النّاس العادلة، وأن تتجاهلوا الواقع من حولكم، وأن تبيعوا الشّعب وعوداً وأوهاما.
ما لا نعذركم فيه هو غروركم وتكابركم رغم فشلكم الذريع في بناء الدّولة، لذا ندعوكم ببقيّة ضمير إن وجدت أن ترحلوا ...





بقلم : الشيخ محمد أسعد قانصو
[email protected]



#محمد_قانصو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديموقراطية صنيعة الأمة ونتاج وعيها ..
- قانون سكسونيا !..
- ! whatsapp
- أقنعة ..
- وطن الوصاية .. لست هنا !!..
- وحدة إسلاميّة بغير شروط ..
- رحمةً بعقولنا ..
- الإسلام المعاصر وتحدّيات الواقع..
- رسالة إلى العام الجديد ..
- النّاس ..
- صناعة الحبّ..
- أنتَ طالق !..
- الجنّ البريء!..
- في بيتنا إنترنت ..
- نبيل ..
- لقاء الخميس ..
- أبو كريم ..
- الإسلام السياسيّ في قفص الاتهام!.
- الشخصانية
- الشعوب العربية بين مطرقة الديكتاتورية وسندان الاستعمار


المزيد.....




- انفصال نيكول كيدمان وكيث أوربان بعد زواج دام قرابة 20 عامًا ...
- -صورة العمر الجديد-.. أنغام تتألق في -رويال ألبرت هول-.. الأ ...
- تحذيرات للسكان وإقفال المدارس.. تفعيل الإنذار الأحمر في مناط ...
- لأول مرة منذ نحو 6 سنوات.. واشنطن على أبواب إغلاق حكومي وترا ...
- إيطاليا تنسحب من مرافقة -أسطول الصمود- المتجه إلى غزة
- ولية عهد هولندا ووريثة العرش الأميرة أماليا تبدأ الخدمة العس ...
- الحكومة المغربية تعرب عن تفهمها للمطالب الاجتماعية وتؤكد است ...
- أمريكا: هل يتوجه ترامب نحو عسكرة السياسة؟
- إيران: عودة العقوبات بعد عشر سنوات؟
- توقيف ابنة الرئيس السابق زين العابدين بن علي في فرنسا بطلب م ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قانصو - آباء الشعب المحترمين