أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد قانصو - إنا تطيرنا بكم .. ( الغراب )














المزيد.....

إنا تطيرنا بكم .. ( الغراب )


محمد قانصو

الحوار المتمدن-العدد: 4168 - 2013 / 7 / 29 - 03:06
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



.. لم أستطع أن أخفي إعجابي به، واحترامي له، حين رأيته يوماً واقفاً على غصن شجرة بمعطفه الأسود الأنيق، وقد أحاطته هيبة أخّاذة، وعلا رأسه تاج وقار زاده غموضاً وغرابة ..
وكما توقّعت فقد جرّني الاعتراف إلى سجال طويل، إذ كيف يمكن أن أحبّ "غراب البين" رمز التشاؤم ونذير الموت والخراب ! .
وكيف لي في بلاد " الطّيرة " أن أتحسّس الجمال في الطائر الموسوم بالشرّ! وقد كان الناس قديماَ يتطيّرون بالأنبياء، ودعاة التغيير، وحملة فوانيس النور في نهاراتهم المعتمة .
مرة جديدة أقف في مواجهة المألوف مشدوهاً في حضرة المعلّم " الغراب"، مستعيداً ذلك المجدّ الإلهي وتلك الحبوة التي حباه الله بها حين بعثه كي يعلم قابيل كيف يواري سوءة أخيه ..
بُعث الغراب ليواري سوءة الإنسان القتيل، ويواري معها سوءة القاتل، فيالله وهذا الرائع الذي نسوؤه بغبائنا وقد كان ستراً لسوءتنا الأولى !..
كم تمنيت أن يشاركني أحد هذه المحبة المنفردة للغراب، وأن التقي بالمتخفَف من أثقال الموروث ليقاسمني جنوني في اقتحام متاهات المتراكم، عليّ أستعير من المعلّم " الغراب" ثوبه الأسود فأقف مدافعاً عنه في محكمة الإسقاط المسبق.
.. وكان سروري عظيماً حين التفت ناحية النيل العظيم لأجد إحدى بناته تشاركني الفضول في تتبّع الغراب، وتتملّكها ذات الحيرة والرغبة في أن تسرّه تغاير النظرة وانحياز الموقف إيجابا, وتقدّم له اعتذارينا عما اقترفته المخيلة البشريّة ..
عجباً لقومي أصحاب الطّيرة، والطّيرة شؤم بالطير، هكذا أخبرتني قواميس الأبجدية، ورأيت الطير دوماً مصلوباً على بيارقنا العربية، رأيته يضرب بجناحيه الأسيرين حدود القفص، يحدّق في وجه الشمس، يقرأ آيات الحرية !..
نحن الأمة التي تتشاءم بالطير ويزعجها نعيق الغراب على مدافن الموتى، ولكنّنا نتصفّح كلّ يوم وجوهاَ تقطر باليأس، وتنذر بالشرور، وتضيف الى خيباتنا خيبات جديدة. ونحن نتسلّح بالصبر وقد أضحت أفواهنا أقناناً لإيواء اللسان والأسنان لا أكثر كما عبّر "الماغوط" على صفحات وجعه وتطيّ ره.
أما لسان حالنا فيمطر تلك الوجوه الخائبة حين يواجهها : إنّا تطيّرنا بكم !!..

بقلم : الشيخ محمد أسعد قانصو



#محمد_قانصو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحيداً على رصيف الوجع ..
- نشرة الأخبار!..
- حكومة إنقاذ او على البلد السلام ..
- للمرأة كل الأيام ..
- الدم الضائع بين القبائل ..
- الحكمة أيها اللبنانيون
- يا زمن الحسين !..
- لسان العرب!..
- الجوع ..
- مياومون ..
- الكتابة رسالة ..
- آباء الشعب المحترمين
- الديموقراطية صنيعة الأمة ونتاج وعيها ..
- قانون سكسونيا !..
- ! whatsapp
- أقنعة ..
- وطن الوصاية .. لست هنا !!..
- وحدة إسلاميّة بغير شروط ..
- رحمةً بعقولنا ..
- الإسلام المعاصر وتحدّيات الواقع..


المزيد.....




- لعبة لطالما ارتبطت بكبار السن وتلقى رواجًا بين شباب بريطانيا ...
- وصفها بأنها -محرجة-.. استمع لما قاله مذيع CNN عن قمة ترامب و ...
- مصمّمة نيجيرية تخطف الأنظار عالميًا بأزياء هندسية مستوحاة من ...
- -أوهام عدوانية-.. رغد صدام تعلق على تصريحات نتنياهو عن -إسرا ...
- وثيقة سرية على مكتب نتنياهو.. حماس قد توافق على صفقة جزئية ت ...
- ترامب يتنمّر على الحلفاء والرؤساء
- ظروف صعبة يعيشها كبار السن في غزة نتيجة الحصار والتجويع
- كبريات الصحف الأميركية تجمع على انتقاد قمة ترامب وبوتين بألا ...
- هآرتس: سموتريتش محق وخطة الاستيطان الجديدة ستدفن الدولة الفل ...
- تعرف على أبرز المبادرات التي سعت إلى وقف حرب روسيا على أوكرا ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد قانصو - إنا تطيرنا بكم .. ( الغراب )