وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4210 - 2013 / 9 / 9 - 23:27
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
السلّابين
كانت البضائع , سواء نقلت براً أم نهراً , تشكل غنيمة للسلابين من رجال العشائر . وما كان إمساك الباشوات المماليك بزمام الأمور يضعف لسبب أو أخر , حتى يصبح كل شيخ صغير سيداً مطلقاً وحاجزاً جوالاً أمام حركة النقل . وكان على القوافل أن تشتري هدوء المشايخ الكبار الذين كانت هذه القوافل تمر عبر (( ديرتهم )) . وفي مقابل ما يدفع , والذي يسمى (( الأخوة )) , كانت القوافل تحصل على الحماية وتمر دون أن يتحرش بها أحد .
وبين كل الصعوبات التي كانت تواجه التجار , كانت هذه الأتاوات والفرائض المدفوعة للشيخ أو الأغا هي الأكثر ازعاجاً . وفي سنة 1794 , عندما كانت باشوية بغداد لسليمان باشا العظيم , وكانت التجارة تتحمل أعباء وقيوداً أقل منها في أية فترة من فترات المماليك , وكان الشعب يعاني من اضطهاد أقل من أي مكان أخر في الأراضي العثمانية , كانت التجارة المتقلة من البصرة إلى بغداد عبر الفرات تخضع لما لا يقل عن تسع أتاوات .
وكذلك كان على التجار أن يدفعوا _ مثلهم مثل دافعي الضرائب _ ضرائب دفاع وحماية , مثل (( الإعانة الجهادية )) و(( الإمدادية السفرية )) و(( الإمدادية الخفرية )) , بنسب غير محددة .
ولم تكن العراقيل التي تواجهها التجارة تقتصر على الفرائض الضريبية أو عدم ملائمة الاتصالات , فزراعة البلاد التي كان يمكن للتجارة أن تستمد منها سنداً كانت في حالة انحطاط . صحيح أنه كان هنالك تصدير محدود للتمور , وأن الرز والقمح والشعير ومواد أخرى كانت تلعب دوراً في التجارة الداخلية .
وكانت الصناعات اليدوية المحلية متدنية .
غبر أنه كان هنالك بعض التعويض للتجارة في الاقتصاد البدوي الناشط , أي في تجارة الصوف و الأغنام والجمال والجياد العربية . وكان تدفق الحجاج إلى الأماكن الشيعية المقدسة يحيي ايضاً بعض التجارة القليلة , اما عامل العرقلة بهذا الشأن فهو العداء الذي كان مستحكماً بين الفرس و الأتراك . يتبع
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟