أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - إنتهازية أعضاء المجلس














المزيد.....

إنتهازية أعضاء المجلس


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 4175 - 2013 / 8 / 5 - 22:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عجبي أن البعض من الكتاب ما زال يتغنى بالديمقراطية القائمة في العراق !! دولة فيها دستور !! تمّ فيها الإستفتاء عليه ، وأجريت إنتخابات " نزيهة " أفرخت عن مجلس نواب " منتخبين " مفوّضين من " الشعب " . لم يفعلوا شيئاً ملموساً من ما إنتخبهم الشعب لأدائه .

باطلٌ ، باطلٌ هذا النظام الموصوف ب " الديمقراطية " .

نعم .. الديمقراطية تبنى من خلال التفويض الذي يقوم به إبن الشعب لمن يمثله في مجلس النواب بإدلائه لصوته في صندوق الإقتراع . وبهذا يكون المنتخب قابلاً عرضاً قدمه المرشّح ، فيبرم عقد التفويض بإلتقاء العرض والقبول . ولكن يُشترط لإبرام أي عقد أن يكون طرفا العقد ذوي أهلية قانونية ويملكان إرادة حرة ، وهذان الشرطان لم يتوفرا ، أبداً ، عند إجراء الإستفتاء أو الإنتخابات . فالشعب مغيّبٌ بأكسير التعصّب الطائفي ، سيق إلى صناديق الإقتراع معصّب العينين ومكبّل الإرادة ، لا يملك إلاّ أن يأخذ الأرنب حتى لو كان يريد الغزال . لم يكن قولاً صادراً من جهة مغمورة ، بل أن السيد نوري المالكي ، بشخصه ، وصفها بالمزوّرة ، قبل أن تدور الدوائر وتستقرّ لصالحه .

" نواب الشعب " وفي جلسة واحدة ، لم تستغرق طويلاً ، قرروا لأنفسهم ليس الإمتيازات والرواتب ورواتب الحمايات فحسب بل حتى رواتب تقاعدية لهم ، مدى الحياة ، بعد إنتهاء مدة الأربع سنوات التي أنتخبوا لها . كان كل واحد منهم " راضياً ومقتنعاً " بنتائج تلك الجلسة ، وها قد مرت سنوات والكل متمتع بتلك الإمتيازات والرواتب ، يغرفون من خزينة الدولة أموالاً ما كانوا يحلمون بها ، بينما يعيش أكثر أبناء الشعب تحت مستوى الفقر، لا يجدون ما يملأ بطون أبنائهم الخاوية من طعامًٍ يليق بالبشر و لا كساءٍ يحميهم قسوة المناخ في حرّه أو برده .

قامت الجموع الشعبية بمظاهرات عارمة في أنحاء العراق تطالب بحقوقها في العيش الكريم ، والأمن والخدمات وتحسين محتويات البطاقة التموينية التي لا تغني من جوع ، مما حدى ببعض الشرائح المتنفذة أن تستغلها ، وتركب موجتها وتحقق مكسباً جماهيريّاً لصالحها . فبادرت بإطلاق دعوة " إلغاء الرواتب التقاعدية لأعضاء مجلس النواب والدرجات الخاصة " . وما أن صدرت هذه المبادرة حتى أحست الكتل السياسية الأخرى بالحرج ، تجاه قواعدها ، فبدأت المباراة بينهم بقصد كسب الوقت ، وعدم إفساح المجال للشريحة الأولى المبادرة أن تجني الأثمار لوحدها . فصار رؤساء الكتل يتسابقون في تفسير أهمية مثل هذا العمل وضرورته ، ناسين أن موقفهم هذا يتناقض مع قرارهم بمنح تلك الإمتيازات لأنفسهم .

ليس غريباً ، أن تستدرك أية قيادة سياسية وتصحح موقفاً محدداً من مواقفها بعد حين . ولكن الغريب أن يتبارى " نواب الشعب " والذين تقاضوا تلك الإمتيازات لسنين طوال ، وتمتعوا بها ، بدون وجه حق ، فيخرجون على شاشات التلفزيون ، زرافات ووحدانا ، يفلسفون أحقية إلغاء " تقاعد النواب والدرجات الخاصة " بدون خجل أو وجل . ترى أين كان هؤلاء ؟ وكيف كانوا يفكرون بشأن ما يقبضون قبل أن يدخل رئيس كتلتهم ماراثون العمل على إلغائها ؟ هل كان أولئك " النواب " في غفوة ثمّ صحوا على صيحة رئيسهم ؟ وإن كان كل واحد منهم يؤيد إلغاء تلك الرواتب ، فعلى أي باب يمكن أن ينسب مجموع المبالغ التي قبضت طوال تلك السنوات ؟

تُرى : هل أعضاء " مجلس النواب " ببغاوات تعيد ما تسمعه من الرئيس ، أم أنهم مسلوبوا الإرادة ، يفعلون ما يُفرض عليهم ، لأنهم ما كانوا ليكونوا بدون عون الرئيس ؟

ما يدور في الفكر من سؤال ، في هذه الحالة ، أن هؤلاء " النواب " وهم يتظاهرون بقبول التنازل عن رواتبهم ، لإظهار الطاعة للرئيس ، هل همُ مقتنعون بصحة رأي الرئيس ، أم أنهم في دواخلهم يقولون غير ذلك ، وهم ليسوا من الجرأة للتصريح بما يضمرون ؟

أسفٌ على الإنسان أن يكون أداة طيعة بيد غيره .. إنها على كلًٍّ ... إنتهازية !!!!



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أينَ المالكي من عبد الكريم قاسم ؟
- الداءُ لا يصلحُ دواءً
- الإفلاسُ السياسيّ
- طلَبٌ ساذج !!
- الذكرى الخمسون لإنقلاب الثامن من شباط
- جبالُ كردستان ... سندانٌ
- الصّراعُ مِن أجلِ البقاء ... بأيّ ثمَن
- الجوّ السياسيّ العَكر !!
- إبشِر يا المالكي
- نَحنُ ... إذاعة
- إلى ( المثقفين ) !!
- مَجلِسُ النُوّاب !!!
- ديمقراطية أم أوليغاركية ؟
- حذاري من الفخ
- قانون النشيد الوطني العراقي
- بلاءٌ إسمُهُ التوافق
- أ ... ب
- السياسة والدين
- نواقيسٌ خطرةٌ .. تُقرَعُ
- متى تُدركُ الحقائق؟


المزيد.....




- سوريا: وزارة الداخلية تتعهد بمحاسبة ضالعين في عملية قتل بمست ...
- ماكرون يدعو لتشكيل بعثة أممية إلى غزة.. وينتقد خطة إسرائيل ل ...
- نقص التغذية في الفاشر يبلغ أسوأ مراحله، والإمارات تتهم الحكو ...
- النرويج ترفض سحب استثمارات -صندوق النفط- من إسرائيل وتؤكد ال ...
- جمهورية إفريقيا الوسطى: الفحم الخشبي.. مصدر رزق للشباب و خطر ...
- المغرب: النيابة العامة تفتح تحقيقا مع الناشطة ابتسام لشكر بت ...
- الجزيرة -تقف- تنديدا باغتيال فريق التغطية بغزة وتدعو إلى محا ...
- إسرائيل تنفذ تفجيرا بالخيام وطيرانه يكثف تحليقه بالبقاع اللب ...
- شهداء الجزيرة في غزة.. أصوات وعيون اغتالتها إسرائيل للتعتيم ...
- تحليل صور أقمار صناعية يكشف معلومات مغلوطة عن حشود إسرائيلية ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - إنتهازية أعضاء المجلس