أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - الإفلاسُ السياسيّ














المزيد.....

الإفلاسُ السياسيّ


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 4103 - 2013 / 5 / 25 - 02:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يدخل النظام السياسي المآزق المتواصلة بسبب عمل سياسيي القمة الذين يُفترض أن تكون لديهم القدرة على الخروج منها وإيصال البلاد إلى بر الأمان ، و لا يقدرون ، يكون عندها الإعلان عن إفلاسهم سياسياً .

رؤوس السلطات الثلاثة : التنفيذية والتشريعية والقضائية ، وإن جاؤا عبر الإنتخابات ، إن لم يتمكنوا من إرساء قواعد العدالة ، شاعت الفوضى وإستشرس الظلم والطغيان والفساد بجميع أشكالها وألوانها ، وأصبح الشعب الذي إنتخبهم الضحية و دافع الثمن ، وأصبح السياسيون عراة أمام الشعب لا سلاح لديهم للدفاع عن أنفسهم وتبرير ما أدى إلى إفلاسهم سوى طريق إسقاط بعضهم البعض وتنسيب أسباب كل المشاكل إلى كاهل الأطراف الأخرى ، وكذا طريق الكذب المفضوح ، تلاعباً بالكلمات ، وتفسير الأمور بأضدادها ، ضحكاً على ذقون أبناء الشعب البسطاء ، بغرض كسب ولائهم . و لا يتورّع واحدهم عن الكذب ، بدون حياء ، وهو يعلم أنه هو بالذات ، وقبل أقرب الناس إليه ، غير مؤمن بصحة ما يقول ، أو بما معناه أنه يعلم أنه يكذب ، ويعلم أن مستمعيه يعرفون ذلك .

يطلعُ علينا المالكي على شاشة إحدى القنوات الفضائية ويقول " كان معدل متوسط عمر العراقي في عام 2007 ، 58 سنة ، وبتأثير الخدمات المتحققة في العراق وتحسن الأوضاع ( عامة ) بالنسبة للعراقي أصبح معدل متوسط عمر العراقي في عام 2011 ، 69 سنة " . كذب مفضوح بقدر وضوح ( لا إله إلا الله ) . بلد لا إحصاء للنفوس فيه من عقود ، والبطاقة التموينية هي المعول عليها في تقدير النفوس وتحقيق هوية أبنائه ( بما يتخللها من تزوير ) ، كيف يا ترى تسنى لأي مستشار لرئيس مجلس الوزراء من الوصول إلى هذه المعادلة وتقديمها مشورة مقبولة عقلاً لديه !! على الرغم أن أرقى الدول التي إستتب فيها النظام لعقود طويلة لا تستطيع أن تجزم في هذا الموضوع سواء سلباً أو إيجابا ، فكيف يخرج علينا المالكي " بتصريحه " في عام 2013 ومشيراً إلى الفترة بين 2007 إلى 2011 . فأي " حياءٍ " يختبئ في نفس هذا المسؤول ، وكيف يريدنا أن نصدّق موضوعا ، لم يصدقه هو بالذات . الكذب أحد علائم الإفلاس السياسي .

يخرج علينا المالكي " بشخصه " ، في مناسبة أخرى ، على شاشة التلفاز ، ومعه عصبة من جماعته ومواليه ، للحديث عن موضوع كان الأجدر أن يكون بواسطة أحدٍ ينسبه . يبخس دور الإعلام في التركيز على الفساد في صفقة الأسلحة الروسية ويقول أن المسؤولين عن الفساد المذكور قد تمت محاكمتهم وهم في السجون من ثلاث سنوات . ويريدنا أن نصدّق أن المسؤولية إنحصرت بهذه المجموعة فقط دون غيرها . عقول أبناء الشعب مفتحة وتعرف أن مثل هذه الصفقة ، بحجمها وأهميتها لا يمكن أن تتحكّم بها مثل هذه الحفنة الصغيرة . إن هذه الصفقة ، وغيرها من صفقات ملأت الدنيا برائحتها النتنة التي تزكم الأنوف لا تمرر ما لم تكن تحت عباءة رأس النظام . إن أبناء الشعب لا يستبعدون ذلك ، وخاصة بعد تصريح المالكي أن لديه ملفات ، إذا حضر بها إلى مجلس النواب وكشفها ، ستنقلب الدنيا ، وأن الحراك في المجلس يكون بالبوكسات !!! . بل هو خائفٌ على العملية السياسية ( كذا ) وأن التحالف الوطني طلب منه عدم الحضور في مجلس النواب ( كذا ) ، و لا ندري ما الذي يخافه التحالف الوطني من كشف ملفات الفساد و المفسدين .

الكذب عملية قلب الحقيقة إلى ضدها وبالعكس . يقول المالكي أنه يعرف قاتل الطفل الذي ( نشرت صورته !! ) ، والعقل يحتار بين أن يصدّق هذا التصريح أو يكذبه . فإن صدقناه ، جدلاً ، ونحن الذين عرفناه يكذب ، لأصبح المالكي تحت طائلة القانون بتستره على قاتل ، ولأصبح شريكاً في الجريمة المرتكبة ، وفي نفس الوقت أصبح حانثاً للقسم الذي أقسمه عند توليه منصبه كرئيس لمجلس الوزراء ، أي أنه أقسم قسماً كاذباً . وأما إذا لم نصدقه ، و هذا ما إعتدنا عليه ، فإن تصريحه الكاذب ، إعتراف كامل يدينه .

يا ناس إننا أبتلينا بأناس كذبة ، ونحمد الله أن عمر الإنسان مهما طال ، قصير بالقياس إلى عمر الشعب الخالد .

وكم من حاكم سجل إسمه في سجل الخالدين ، وغيره سجله في سجل " الملعونين " .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلَبٌ ساذج !!
- الذكرى الخمسون لإنقلاب الثامن من شباط
- جبالُ كردستان ... سندانٌ
- الصّراعُ مِن أجلِ البقاء ... بأيّ ثمَن
- الجوّ السياسيّ العَكر !!
- إبشِر يا المالكي
- نَحنُ ... إذاعة
- إلى ( المثقفين ) !!
- مَجلِسُ النُوّاب !!!
- ديمقراطية أم أوليغاركية ؟
- حذاري من الفخ
- قانون النشيد الوطني العراقي
- بلاءٌ إسمُهُ التوافق
- أ ... ب
- السياسة والدين
- نواقيسٌ خطرةٌ .. تُقرَعُ
- متى تُدركُ الحقائق؟
- شي ما يشبه شي !!
- وهل يفسد الملح ؟
- وراء الأكمة ما وراءها


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - الإفلاسُ السياسيّ