ماجد مطرود
الحوار المتمدن-العدد: 4170 - 2013 / 7 / 31 - 19:22
المحور:
الادب والفن
بصيرٌ يبصرُ في السجن
القصة الحرة ..
وطن حرٌ وشعبٌ سعيد
بصير يبصر في السجن
أنا حرٌّ ولكن , في داخلي سجين يشبهني بالخلق ويناقضني في الحياة
ربما أنا سجينٌ أصلاً , لكنه في داخلي حرٌّ.. يشبهني في الحياة ويناقضني بالخلق
تداخلت الصورة , تماهت وتشابك المعنى فصار التميز بين شيئين ضرب من المستحيل
حرٌّ أنا , سجين هو , هو حرٌّ وانا سجين , محاصرٌ أحدنا , طليق احدنا
أراه يزحف بين الدهاليز الموحلة ..يزحف ويقرأ الشعر ويسمع الموسيقى مثلي تماماً
السجن والحياة .. الحياة و الحلم .. الحلم والحقيقة الى أيّ حدٍّ تتنغامان هاتان المفردتان
الحقيقة والواقع ... زيارات مفتوحة , نصف شهرية زوجتي تحترم مواعيدها مثل الميل
سّلتها واسعةٌ دائماً تحمل الحرمان والدموع , زوجته مثل زوجتي تحترم مواعيدها مثل الميل
وسّلتها واسعةٌ دائماً تحمل الفراشات والزهور وحين يلتقيان كأن الحقيقة والخيال تزوجا فانبثق
كائنا ضوئيا كالقمر يفيض الكون من عينيه عذوبة ويمطر سعادة وحبور يا لهذا الوطن الجميل
السجنُ طبقات متداخلة , متقاطعة , سجينان متداخلان , حران متطابقان يحب بعضهم بعضاً
ويكره بعضهم بعضاً مرّةً فاض الكيل بهما أو بنا وأمتعضتْ الحكومة من وجودنا , كرهت أشكالنا
وخوفنا وجبننا وأنكساراتنا وخنوعنا وهزائمنا وانشطاراتنا وامراضنا الاخرى فقررت أطلاق
سراحنا وبكاميرا من نوع مؤامرة 1990 ميكَابيكسل اكتشفوا نقاطا ضوئية في دواخلهم فصوّروا
وجوهنا بأبعادٍ ثلاثية كأنهم للوهلى الاولى يكتشفوننا في الخيارات .. كتبنا تقاريراً عن سيرتنا
الذاتية والموضوعية وقدمنا تعهدات لا حصرلها من اجل الحياة والناس , وقّعنا بأذلالٍ كأسرى
حروب طاحنة لا تنتهي , لنكون عاقلين هادئيين ووديعين جداً واخيراً حين أطلقوا سراحنا من كل
قلوبنا صرخنا أنتصرنا , يا لهاذا الوطن الجميل ..
بلجيكا
#ماجد_مطرود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟