الثريد

ماجد مطرود

الحوار المتمدن-العدد: 2942 - 2010 / 3 / 12 - 18:58
المحور: الادب والفن
    

(موطني ..)

السياسة تأكل الثريد وتشرب فضلته
لها محطاتها تدخنها
وبرغبة الدهشة تغني

( موطني .. )

لان الاسماء مجرد اسماء
لان بيوت الله لغير الله
لان المعنى لا يبحث عن معنى
لابد ان نقول ان التجريد مدرسة الفقراء .

( موطني .. )

انظر
الى احلامنا المغبرّة
الى دعائنا المعاد ألف مرة
انظر
الى عيوننا التي لا ترصد غير الغابات والقبور
انظر
الى اظافرنا التي استطالت حتى مخافر الحدود
انظر
الى خصياننا التي تطالب بالحكم الذاتي والفدراليات المعوجّة

( موطني .. )

لابد ان تتحول الاماميات فيك الى ماوراءيات
لابد ان يتحول المنظور في عينيك الى عدم

( موطني .. )

لنا الحق في التعرق والهلوسة
لنا الحق في البكاء والفصام
لنا الحق في التخلي عن ما هو موجود وغير موجود
لنا الحق في التطيّر من الاحلام والاوهام
لنا الحق ان نحرث الغيم بمحراث الظمأ
لنا الحق ان ندفن الرؤوس في الرمال
لنا الحق ان نرضع اثداء الخنازير
لنا الحق ان لا نشبع من الانكسار والذل والهوان

( موطني .. )

انت الذي كشفت لنا سر الانحناء
انت الذي كشفت لنا ان الهزيمة وهم والغش انتصار
انت الذي علّمتنا ان الوطنية لعبة التسلق على الجليد
انت الذي علمتنا الطفرة الثلاثية
انت الذي علمتنا ان الوراثة تحقق الربح السريع
والانكسار السريع
والحنين السريع
والموت السريع
انت الذي علمتنا ان لغتنا مومس عمياء

( موطني ..)

انت اللغة التي تآمرت علينا وخدعتنا بعملة مزوّرة
انت الذي اخبرتنا بأن الوطن لا محل له من الاعراب دائما
لأنه من الاحرف الزائدة
لأنه من الكلمات الأعجمية
ولأنه اسطورة بلا ميزان
انت الذي علمتنا بأنك جملة اسمية اوخبرية
اعتراضية وغير اعتراضية
شرطية وغير شرطية
جازمة وغير جازمة

( موطني .. )

انت المبتدأ الفضّاح الذي يسحل الموت من ذيله
انت الثور الهائج في الاحمر دمك لا يتخلى عن سوادك
ولا جلدك يستفزّه هدير البصاق
انت الخبر الشكّاك بيقينه
انت القتّال والولاّد والضحّاك
انت النوّاح على نوحه
انت النواس والسياب
انت البيات على بيته
انت الماجد الغير واجد
انت الادّام والهدّام
انت المطرود من حلمه
انت العراق ..

#ماجد_مطرود (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل