أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منصور الريكان - صندوق جدتي














المزيد.....

صندوق جدتي


منصور الريكان

الحوار المتمدن-العدد: 4158 - 2013 / 7 / 19 - 02:47
المحور: الادب والفن
    


هكذا نمنا على خوص الحصيرْ
وتناوبنا ندامى نتماهى في المصيرْ
نأكل الحصرم من ظل الفقيرْ
كانت الخبزة من وهن الشعيرْ
وأيادينا تُمدُّ ليس للعوز فقطْ
إنما للحلم تواقون قحطْ
كانت الدنيا أمانْ
وحكايات الصبايا والحسانْ
جدتي تحفظ منها وترينا من تباشير الأمانيْ
الأغانيْ .................
وتبوح ما بصندوق العجبْ
الليالي تتمرد في ذؤابات الخيالْ
والنساء غافلن بحر هواهن باكتحالْ
وضعن ديرم فوق الشفتينْ
وبقايا من بخور للذين حضروا
كان عرس الزين آه بشروا
يا لعشق الناهداتْ
جدتي تلبس شالا من زمان الأولينْ
وتسامر نسوة القرية تنأى بالحنينْ
كانت الدنيا تصافح لجة الأحباب في زمن الكفافْ
لم يكن بين الرجال والنساء إختلافْ
جدتي تجلس في الدكة تسأل عن مدى غرس الصبايا العاشقاتْ
وتسامر نسوة الحي وترسم صورة الجد العطوفْ
دمعة تهطل منها
وأراها تحكي عن زيد الهلالي
والليالي
وأساطير العشيرة وأبوها
كيف كانت أجمل القرية حين زوجوها
مهرها الصندوق فيه خرز هندي مطلي بعاج وذهبْ
ومرايا تخفي آثار العجبْ
جلبوها وعلى ظهر الحمارْ
كان جدي يلبس الجوخ ويشماغه لباد عقاله من قصبْ
إيه من تلك الليالي والندامى يرقصونْ
وعلى صدر الحكاية تتأوه من ركام الريح إذ تذوي تنامْ
تحفر الليل ويسري شوقها
تصطفي فرح الليالي والوئامْ
يا لها ............
لم تك تغرف غير رحلة الجد الى الرب الرحيمْ
كان في قلبها هم وتداعب صحوة الآتين من أحفادها
ورؤاها ..........
نجمة تحدو على أبناءها
تتماهى وتدور في الصريفةْ
وحدها ترسم ظلاً وتنادي يا كريمْ
ومضى ضوء الليالي ونزاعات القبيلة
كل واحد يرتقي الهم وتطويه التفاهات البديلةْ
قطنوا ينعون قحطا من صراعات مخيفةْ
وينام القحط في وهم ويعلو في خريفةْ
ليتني أدري بحال القوم آه رحلوا
وعلى الدكة ماتت جدتيْ
تركت عشق الليالي والخواليْ
وأنا مطلي بالصبير ألهثْ
ونرانا قد تخاصمنا على الصندوق يا ربي أغثْ
كان في الصندوق أسرار الزمانْ
وخوابي من نزيفهْ
قد تخاصمنا وبددنا الوصيةْ
نحن الأحفاد سرنا في طريق الغي لا نعبث بالإرث ولا نبغي استعارات المكانْ
كان في الصندوق من تلك المرايا
الخفايا .........
فيها أحفاد يتامى من حروب القادر الموسوم من ظل الخليفةْ
كان في الصندوق طبالون من زمن الدعاة والطريقةْ
ونواقيس من الغفران تتلوها الوصايا بالسليقةْ
وتمائم من حفاة القوم للترويح من حزن الصبايا
كان في الصندوق حلة جدتيْ
فيها من وهج البخورْ
وبقايا من أماني كان وزعها إمام كالنذورْ
قلت يا أحفاد ظلي إدروكونيْ
نازعونيْ .........
وإذا الظل يدورْ
في المآتم في القدورْ
وأنا أمسك صندوق العجائبْ
وأراني فوق رأسي حمّلوني بالمصائبْ
يا إله الحب سامحني فصوتي بحًّ غائبْ
لست أدري كنت ممطوطا وأخرج من مرايا قبلة الصندوق مطليا بحزن القادمينْ
حمًّلوني الصبر قالوا أنت رثْ
سرقوني .........
قالوا غثْ
دفنوا الصندوق في عمق الصحارى
وأنا أندب حظي ثم صحت في متاهات القبائل يا غيارى
كان في الواحة عشقي والتواريخ بصندوق العجبْ
لم أرث منه سوى هذا الغضبْ
وبقايا دمعة تهطل حيرى
سبقونا في النهارْ
وعلى باب خرابيْ
طيف ذكرى وعذابيْ
جدتي تبكي وتحديْ
لصدى كان لجديْ
ثلة الأحفاد ناموا وبقوا يملون ذكراهم حيارى
هذه الدنيا ونحن في خرابْ
لم نر الشمس ولاذت بدعة الأوهام فينا كالسكارى
رب ليل غاشم مر ونادم كل ما جال وصار لم يدارى
أيها الصندوق أجلي ما بأحداق الجدودْ
وارسم البوح وانطق للوجودْ
نحن ما زلنا على حال البعير والفرسْ
حتى أوجاع اليتامى قد غرسناها كرِسْ
واستوينا من ركام الزيف نقدح للأمسْ
نحن يا هذا غبارا
وتوهمنا بأنا خالقوا الحبر وما تمليه منا الأبجديةْ
يا بغاة الليل تلك من مواهنكم قضية


7/7/2013
البصرة



#منصور_الريكان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية الوطن المخملي - 32
- حرب التيوسْ
- الصرخة
- لمَ لا تحدثني
- تسييس
- نشيد أبي
- مرافيء الأحلام
- بوق العجب
- وإذا أراني .........
- ليل عقيم
- حكاية الوطن المخملي - 31
- حكاية الوطن المخملي -30
- كان عليَّ .....
- خربشات على جدار ميت
- عرق سوس
- قبلة الله
- هل لي بعاشقة الرماد
- أعذريني -4 الأخيرة............
- أعذريني -3 ............
- أعذريني - 2 .........


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منصور الريكان - صندوق جدتي