أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - لماذا الكرامة هي الاهم في حياة الانسان














المزيد.....

لماذا الكرامة هي الاهم في حياة الانسان


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 12:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ليست حياة الانسان بمجرد عن المحيط به من كافة النواحي كما هو المعلوم، و هو كيان مبني على مجموعة من العوامل الذاتية و الموضوعية و لا يمكن ان يكون خارج الصفات السائدة المثبتة حوله و المسيطرة على حياة الناس بالمطلق، و به سيكتسب الشخص بمرور الزمن سمات و تعاليم من مجموعة من المصادر الا ان بعضها ستكون اصيلا لا تغيير فيها اومنها تتحول فيما بعد الى قيم و ثوابت حسب البيئة و التربية و الثقافة العامة للمكان و الزمان و من ضمن كل تلك المفاهيم او القيم الكرامة و هي الغالبة دوما .
الكرامة كصفة ثابتة و قيمة لاي انسان، تختلف سعتها و قوتها و مكانتها و تاثيراتها من احد لاخر و من موقع لاخر وفق ماموجود على الارض من البنى التحتية و الفوقية . كما هو المعلوم لدينا جميعا تختلف من حيث الشكل و المضمون من الشرق عن الغرب .و كلامي هنا سيكون عن الانسان الشرقي و كل مايمسه من حيث الكيان و المعرفة و التربية و الحياة بشكل عام .
الكرامة حسب نظرتي اليها و من موقعي و صفاتي و معرفتي و ثقافتي المتواضعة، هي مركز قوة و توازن الانسان للسير معنويا قدما الى الامام دون تخلخل نفسي، و تعتبر مسند قوي لبقاء الثقة بالنفس و العزة و التباهي بالشخصية و الصدق مع الذات و الاخر،و بقائها في مكانها المثالي المرموق يعتبر مولدة و محرك لذات الانسان، و تعتبرعند الملتزم هي الصفة النابعة من قبل الشخص بذاته و ليست من مؤثرات و تعاليم المحيط ، و لها دورها الهام في كيفية الاحتكاك مع الاخر مهما فكر الاخرون به . و في هذا الموضوع بالذات يوجد فرق شاسع من كل النواحي بين الشرقي و الغربي الولادة و التربية و العمق، بين القروي و المديني، الفلاح و العامل، المتعلم و الامي، الفقير و الغني، و لكن و حسب اعتقادي ليس هناك للقومية او الطائفة اي تاثير يُذكر على هذه الصفات الشخصية كما هو حال السياسة و تاثيراتها . انها تحسب لها من قبل الشخصية التي تحترم نفسها وفق التعامل اليومي و التماس و الاتصالات بين الاصدقاء و الاحباء و الزملاء و مع الاهل و الاقرباء، و هناك مجال للتسامح بين هؤلاء و خاصة بين الاحباء و العشاق بالاخص، لان الفلب و اوامره له ما يخضع له مهما بلغت الصفة من الشدة و المتانة و التزام الشخص كما هو حال الثوابت او القيم المسيطرةعلى تفكير و شخصية الانسان الشرقي، و بها تتغير الحال في اكثر الاحيان .
ان المؤثرات الظاهرية و الخفية على مدى و مساحة و مستوى تعلق و ايمان اي شخص بالكرامة و الالتزام بها تكون طردية حسب الموقع و التربية و الثقافة و ايمان و اعتقاد الشخص و مدى تعلقه و ايمانه بمبادئه و قيمه و ثوابته ، الا ان الحفاظ على المستوى المرموق من الكرامة الذاتية يختلف وفق توجهات الشخص و عمقه التاريخي و عصره و ما به و ما يملكه من الشخصية و العلم و المعرفة.
هناك من القيم المهمة لدى كل انسان الا ان الكرامة الشخصية بحد ذاتها تعتبر حلقة الوصل و مركز الثقل لبقاء الشخصية المتوازنة و الواثقة من نفسها و الفاعلة في الحياة .
ربما هناك من الاسباب التي تؤدي الى الاحساس بخدش الكرامة اثناء الاحتكاك بين الناس و حسب الصلة او درجة القرابة . الا ان المنطقة الحساسة و المساحة التي يمكن ان تحدث فيها الاخطاء و ان كانت غير مقصودة في اكثر الاحيان هي مكان و زمان و صلة العشاق و الوقت الحساس جداالذي هم فيه، و ما يمكن ان تكون في غاية الصعوبة المرور بها دون الاحاسيس الغريبة التي تراود هؤلاء اثناء تلك الفترة و ماهم فيه، و الادهى ان السلوك و التصرفات و التعامل مع البعض يكون في غاية الشفافية و التاثير، و كم من الاحباء و العشاق افترقوا لتلك الاسباب وحتى دون ان يعلموا بانفسهم ماوراء ذلك الابتعاد او الافتراق، فكان الكرامة و التاثير عليها من تلك الاسباب . و لكن التعقل و الاستناد على الواقعية و الايمان بالذات و الشخصية العالية و المؤثرة هي التي ستكون العامل الحاسم لحفظ الكرامة و العلاقات المترابطة و من ثم التفاهم على الخطوط الحمر وبحث المؤثرات التي تعيق الطريق امام تواصلهم و مناقشتها بكل صراحة لاقرار ما هو المفيد في تسوية الطريق كي لا يقعوا في الخطا و يتاثروا سلبيا دون ان يعلموا بشكل واضح ماوراء تلك الخلافات.
اذن الكرامة حاضرة في البيت و المنطقة و مكان العمل، بين الاخوان و الاهل و الاقرباء و الاصدقاء و الزملاء و لكنها هي العامل الحاسم اكثر تاثيرا من غيرها بين الاحباء و العشاق و الحفاظ عليها عامل مهم للنجاح في التعامل بين الاثنين مهما بلغت درجة التقارب و الحب و العشق، و اعيد كلامي هنا على الشخصية الشرقية و الانسان الواقعي و المؤمن بالحياة و المهتم بالسعادة و كيفية الوصول اليها و بلوغ المبتغى والمحب للحياة و الناس و يكافح من اجل الوصول الى الهدف في الحياة، و لابد القول ان الشخص صاحب الفكر الانساني و المحب للانسانية هو من يتاثر اكثر بهذه الصفات و يواضب و يعمل بكل جهده ان لا يؤثر سلبيا على ما يعتقده و يؤمن به الاخرون و منه الحفاظ على كرامتهم .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا من الدكتاتورية القادمة من افق كوردستان
- اقليم كوردستان نحو مفترق الطرق
- لم يعد الحل بعد بيد حسيبة و لا نسيبة
- ابداع بيان ماني بين النحت و البساطة في الحياة
- القلب ام النفس امارة بما لا يقبله العقل
- انعدام المشاركة الواسعة في الاقتراع لم يفاجئنا !
- مصداقية الانسان بين المباديء و المصالح
- ضمير الكادح بين القناعة و صعوبة الحياة
- اصبحت اللاسياسة سياسة في العراق
- ان كان الكره دافعا للسياسة
- مسؤولية الفرد العراقي على ذمة المجهول
- محو النزعة القومية بالعلاقات الاجتماعية المتبادلة
- من هي المراة القائدة في العراق
- ماحال القطاع الصحي العام في العراق
- تجاوز الصعاب في الحياة باقل الخسائر المحتملة
- لماذا اختيار رئيس الاقليم من قبل البرلمان الكوردستاني هو الا ...
- قطرة دم انسان ولا مائة وطن
- من يهيء ارضية الابداع في اية منطقة كانت
- اين الشباب من ما يجري في العراق
- ليس من مصلحة الكورد ان ينزلق الى قطب اقليمي محدد


المزيد.....




- كتابات على حطام طائرة بعد الضربة الهندية بعمق باكستان.. إلى ...
- البحرين تعلن ضبط شخص عربي الجنسية وتكشف تفاصيل عمليات نصب وا ...
- قبل رحلة الشرق الأوسط.. ترامب يحضّر لإعلان -خبر مذهل- يخص دو ...
- أ ب: مقتل 13 شخصا جراء القصف الهندي على مسجد باهاوالبور في ب ...
- لقاء أمريكي-صيني مرتقب في سويسرا لبحث الحرب التجارية
- جيمس ويب يرصد شيئا غريبا في قلب درب التبانة!
- مكوّن غذائي رئيسي يحمل مفتاح الشيخوخة الصحية
- يوم هزم جيش مكسيكي صغير قوات فرنسية مدججة بالسلاح: إعادة تم ...
- رويترز: تحطم طائرة مقاتلة في كشمير دون تحديد هويتها
- وزير الدفاع الباكستاني: سننهي التوترات إذا تراجعت الهند


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - لماذا الكرامة هي الاهم في حياة الانسان