أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - تجاوز الصعاب في الحياة باقل الخسائر المحتملة














المزيد.....

تجاوز الصعاب في الحياة باقل الخسائر المحتملة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4006 - 2013 / 2 / 17 - 11:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحياة كما هي بكل ما فيها من الفرح و الحزن و التناقضات العجيبة المختلفة، و الصعوبات الناتجة عن المعوقات التي تقف امام معيشة الفرد، او الازمات الطارئة المتنوعة غير المنتظرة التي ستصبح مطرقة فتصلد القوي و يخرج منه سالما باكثر خبرة و حنكة و حكمة و تجربة و يتمكن من تحمل الاكثر و الاقوى فيما بعد، او مدمرا لمن هو ضعيف الارادة و هو لم يتعامل بواقعية مع اي حدث . شاهدت حادث طاريء لعائلة في هذه الايام و تعمقت في العلاقة القوية فيما بين اصحاب الشان فتمخضت عن تعاملي معهم مجموعة من القناعات منها؛ فان العلاقات الاجتماعية الجميلة تصنع الجميل دائما، و حتى اثناء الازمات، و هذا في الشرق دائما و خاصة بين العائلة الواحدة، فتلقى من هو المضحي الذي يعتبر القضية تخصه مهما كانت نوعها او علاقته بها، اوفي جانب اخرتلمس الروابط الجميلة الجياشة تربك من يتمعن في تعين من هو صاحب القضية او الازمة او الصعاب مهما كانت عابرة، و هذا جميل ايضا .
الفرد كما هو بكل مافيه من التكوين العقلاني الاجتماعي الثقافي العلمي، فهو اولا و اخيرا كيان معقد من العقل و النفس و العاطفة، و كما اعتقد فهو مخيٌر في حالات و مجالات و مسيٌر في اخرى و التي ليس له القدرة على تغيير دوره الذي يعتبره من الواجب اداءه . الامكانية المعنوية و المادية لحل المشاكل و الازمات تصنعها المسيرة الحياتية و الالمام و التعمق في الامور التي تستوجب الخوض فيها قبل حصول اية قضية .
لا يوجد من لم يواجه الصعاب و الازمات بكل انواعها في حياته، و لكن كيفية التعامل مع الذي يقع تختلف من شخص لاخر و من مجتمع و عصر و ثقافة لاخرى. فالازمة او الاحرى الصعاب يمكن ان تصنف الى درجات حسب مستوى تعقيداتها و نوعها و الموقع و المجتمع او الدائرة الضيقة التي تحدث فيها، فالشرق بشكل عام له صفاته و خصوصياته و ما يحدث فيه لا يُنظر اليه في الغرب بنفس العين و لا يحدث في ثناياها ما يمكن ان يخرج من اطار العقلانية و يمرباقل عاطفة و ليس كما هوحال الشرق العاطفي و ما فيه .
ان تكلمنا عن مستوى الانسانية في الفكر و التعامل مع الاحداث، فبكل الماقييس ان الانسانية و العاطفة تسيطر على درجات التعامل مع الامر و للعلاقة العائلية و التواصل مع الاصحاب و وفق كل المقاييس هو المحدد لكيفية حل الازمة الحاصلة او الصعاب المار، اي يكون العمل والتفكير و التاثير ضمن رقعة خصوصيات العائلة و الاقرباء و العشيرة في الحالة الاجتماعية المعلومة، وفي العراق بشكل خاص، فتظهر من هو او هي حامل راية الحل و هو او هي اصلا فيه او فيها صفات القيادة الشجاعة، فلن تجد من الجهات المختصة من السلطات او المنظمات المدنية التي يمكن ان تحل محل هذا او هذه القائدة و التي يجب ان تعمل جاهدا في الامور الانسانية كما هوالغرب، و لكن هناك اي في الغرب تكون النظرة عامة الى تلك الحوادث و تخرج من النطاق الضيق للعائلة مع وجود الجهات الرسمية المختصة .
ان تكلمنا عن شرقنا و ما فيه بشكل خاص فيما يخص الازمات الطارئة و حلها، فالازمات السياسية لها اسبابها و عواملها و المهتمين بها وفق ما تمليه عليهم ثقافتهم و اخلاصهم و عقليتهم و ايديولوجيتهم و تشترك في تلك الشؤون المؤسسات و السلطات، فتختلف عن الاخريات من الازمات . اما الصعاب و الازمات الاجتماعية فتتوقف على الكثير من العوامل ، فلم تبق في دائرة ضيقة و تدخل المسار جهات و مفاصل اجتماعية لها صلة باصحاب القضية حسب البعد و القرب و التواصل و الالفة و الحب و العمل كله ضمن نطاق اداء الواجب، و ان كان لهذا ايجابيات و سلبيات كثيرة .
اما السؤال الاهم هو؛ من له القدرة على امرار الازمة بسلام و باقل الخسائرالمعنوية و المادية او اضرار جانبية التي يمكن ان تقع على اصحاب الازمة و من يهمهم الامر . انه العقل قبل العاطفة، انه الخبرة و الاخلاص قبل اداء الواجب فقط، انه تقدير للموقف و التخمين و استبصار النتائج قبل العمل العشوائي . و هذا التفكير و العمل الصحيح هو ما تجده في من يحمل صفات القيادة اكثر من غيره و حتى في اقل او اصغر شان اجتماعي، و غالبا في شرقنا العاطفي تكون عند القريبين المخلصين لاصحاب الشان، و لكن العمل الدقيق يحتاج للاليات و الحاجات و الضرورات او اختيار الاولويات، و هكذا التفكير او العمل في حل اية ازمة . ان كان التعامل و العمل علميا صحيحا فالازمة تبسط مهما كانت معقدة او مؤثرة ، و تكون نتيجة اي خطوة في الاتجاه الصحيح ثمرة و مخرج واقعي و باقل الخسائر .
اذن العقل و الخبرة و الاخلاص يدفع اي فرد لتسهيل امور يمكن ان يُتجاوز بها اي صعاب خاص به او لمن يهمه، فالحياة في مسيرة دائمة و فيها الكثير من الامور و الاحداث و الحل في جعبة العاقل الذي هو قوي دائما و في كل الاحوال ، اي العاقل هو من له القدرة على تجاوز الصعاب في الحياة، و بالاخص عند حدوث طاريء او ازمة عابرة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا اختيار رئيس الاقليم من قبل البرلمان الكوردستاني هو الا ...
- قطرة دم انسان ولا مائة وطن
- من يهيء ارضية الابداع في اية منطقة كانت
- اين الشباب من ما يجري في العراق
- ليس من مصلحة الكورد ان ينزلق الى قطب اقليمي محدد
- السياسة علم يا قادة العراق
- الدوري يقضي على نزاهة التظاهرات الاحتجاجية
- ماذا نتوقع للعراق في السنة الجديدة
- من المسؤل عن فساد وزارة الثقافة في اقليم كوردستان
- في غياب الطالباني يشهد العراق اكبر تظاهرة احتجاجية حاشدة
- بدا صراع الاعلام من مظاهرات الانبار
- البحث وراء الحقيقة دائما ام توهيم الذات احيانا
- تعامل الفرد العراقي مع الواقع بمنظور المواطنة هو الحل
- متى سينهض العراق من جديد ؟
- هل يخرج المالكي من الازمة الحالية بسلام
- بانتهازية المالكي و غرور البارزاني تُزهق الدماء
- المالكي و البارزاني وجهان لعملة واحدة
- هل يستطيع الطالباني حل الازمة العراقية?
- تستغل الراسمالية و الاديان حتى الانبياء لاهدافهما الآنية
- فرض الاسلام على الكورد عنوة و لم يفده بشيء ذرة


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - تجاوز الصعاب في الحياة باقل الخسائر المحتملة