أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عماد علي - فرض الاسلام على الكورد عنوة و لم يفده بشيء ذرة















المزيد.....

فرض الاسلام على الكورد عنوة و لم يفده بشيء ذرة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3848 - 2012 / 9 / 12 - 17:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تاريخ نشر الاديان و كيفية توسعه فيه من الغموض التي يمكن ان يدع اي متابع الى ان يُفسره و يشرحه باشكال و طرق مختلفة، وهنا لا نريد الغوص في عمق اشكاليات تتابع الاديان و مجيئه متسلسلا بعد مرور مراحل على انبثاقه و بروزه لحين قطع الطريق امام ظهور اي دين اخر بسيف خاتم الاديان و الانبياء و الرسل الى ما وصلنا اليه اليوم. هذا التاريخ و ما مر على الكورد و كيف اعتنق الاسلام فيه من التناقضات التي يمكن ان يكون سلبيا لبيانه و ايجابيا في ذات الوقت لانه فيه ما يوضح الحقائق على ان الاسلام تراكم لجمع الاديان المنتشرة من قبله، لو تعمقنا على المدى البعيد من قراءة تلك المراحل عند محاولة بيان الحقيقة سننجح بسهولة، و كثرة التفسيرات و الاختلافات في توضيح و شرح المعاني و الجواهر تدل على مدى الاختلاف بين النصوص و الواقع المطبق في كل مرحلة، و عدم تلائم ما كان عليه هذا الدين مع التطورات و المستجدات الحاصلة في كافة جوانب الحياة و التي تدعي عفويا الى تغيير العقليات و الافكار و حتى العقائد و تفرض ما يفسح المجال امام الانفتاح و سيطرة العقلانية اكثر فاكثر يوما بعد اخر ، و هذا ما يكشف زيف بعض ما تدعيه هذه الاديان و مدلولاتها .
عاشت الامم في ظروف و طبيعة حياة مختلفة و اتسمت بصفات خاصة وتاريخ مميز، ليس بالامكان تقييم واقع الشعوب في تلك المراحل باليات اليوم نصا و روحا، بل يجب قراءة مكنون الدين و ما كانت عليه الشعوب من كافة النواحي لحياة الانسان و عقليته و معتقداته و افعاله و مستوى علاقاته الاجتماعية و خصائصه و موقعه الجغرافي و وسائل معيشته و العلاقات الجدلية بين كل تلك السمات و المتطلبات التي يمكن ان نتعرف على نسبة مرضية من معرفة معيشة هذه الشعوب و اختلافاته مع اية بقعة اخرى بشكل مفصل.
قبل ان نتكلم عن مرحلة نشر الدين الاسلامي في هذه المنطقة و ما كانت فيها من القوميات المختلفة و ما زالت، تعيش منها في موقعها الاصلي و كيف ظهر هذا الدين و اثر فيها . نحن بصدد بيان ما جرى للكورد و عليه نختصر و نخص الاهتمام به من هذه الناحية كتاريخ عريق و شعب عاش قبل غيره في موقعه الاصلي و في هذه البقعة و ما فيها من التضاريس التي لائمت طبيعة معيشته و التي ساعدته على البقاء و المقاومة للظروف السياسية الاجتماعية الاقتصادية الصعبة التي مر بها و حمته من الانقراض رغم المؤثرات الخارجية المختلفة الكبيرة و الخطيرة عليه في بعض المراحل، الا انه لم يصل في يوم من الايام الى ان يكتسحه اي دين بالكامل .
يداية لابد ان نعلم ان هذا الشعب لم يشهد له ما يجبره على الانعتاق من معتقداته الاصيلة ان لم يفرض عليه الجديد المستورد فرضا بالقوة، و لم يصلنا ما يمكن ان نعتقد انه عاش غامضا و لم يحيرنا تاريخه في اية مرحلة كانت، فعاش بسيطا و لم يغش نفسه تحت اية مسميات و اي ظرف كان، رغم ما يوصف بانه تعمق في المثاليات، الا انه لم يصل يوما من الايام الى حال تفرض عليه ان يخدع نفسه و يدخل في متاهات المعتقدات، و لم يخدع نفسه، و الدليل الواضح و الصريح على ذلك هو عدم وجود اية مرحلة لصنع و عبادة الاصنام عنده . فهو شعب بدا بما يمكن ان نسميه تدينه بعبادة الغيب عند تعمقه في التفكير في الكون و ما فيه، و لم يصل الى مرحلة الحيرة في تفسير الحياة و الكون، و بالتالي لم يقتنع باللجوء الى التوجهات او الحيل السطحية لاقناع النفس مهما كان الاعتقاد او العمل مقنعا ان كان مخطئا . فهو الشعب الاصيل الوحيد الذي عبر مرحلة التفكير بالوصول بالسرعة الممكنة الى الوحدانية في العبادة، و الزرادشتية خير مثال على اصالة تعمقه الفكري الديني و لما التزم به هذا الشعب العريق من الاعقتادات الخاصة به قبل الاحتكاك مع الاخرين و ما جلبوا هؤلاء اليه من الافكار المستوردة و المعتقدات الغريبة عنه، و بقى الشعب الكوردي صافيا نقيا لم تشبه اية شائبة من العقيدة و المعيشة و الالتزام بالطقوس الغريبة الا بعد مجيء الاسلام و تعقيداته .
لا ينكر القريب و البعيد، كيف بلغ الاسلام بالذات اوجٌه بحد السيف في اكثر الاوقات التي كان يحس بعدم تمكنه باقناع خضوع الاخرين بدعاويه و تفسيراته و تبشيراته، و كما نعلم للجانب الاقتصادي الدور الفعال الاكثر تاثيرا على مدى توسع و كبر مساحة نشر هذا الدين و توجهاته و نصرته عند الغزوات التي راحت ضحيتها ما لا تحصى من النفوس البشرية، و كدافع غريزي او نتيجة نقص الموارد الطبيعية المعيشية في الجزيرة منبع هذا الدين و ما كنت عليه معيشة هؤلاء القوم .
انهم تمكنوا من التوسع و الانتشار بوسائل حياتية و غيبية على حد سواء، و وصلوا الى حد تمكنوا من فرض ما كان مناسبا لهم في الجزيرة المتسمة بالصحراء القاحلة و ما فيها، على الجبال و التلال و هي تمتاز بصفات و ظروف تختلف كليا عن الصحراء من النواحي الاقتصادية الاجتماعية الجغرافية السياسية و من كافة الجوانب الاخرى .
خضع الكورد و استسلم لهذا الدين بعد الفرس و الترك من حيث اكتمال المرحلة و كان انتشار هذا الدين هنا صعب المنال لولا قوة الدافع الاقتصادي الموجود و استراتيجية موقعه، و على الرغم من جبروت الغزوات الا ان العديد من الاعتقادات الاصيلة الكوردية من الكاكائية واهل الحقية و الايزيدية و مجموعات صغيرة مختلفة اخرى و التي كانت تعيش في مناطق نائية لم تصلها يد القوة و السيف بقت حتى اليوم على اديانها و اعتقاداتها رغم الاغراءات الكثيرة التي طرحوها عليهم . ان ما يفرق الكورد عن الترك و الفرس في تقبل هذا الدين و تداعياته هو استيعابهم لهذا الدين من اجل قومياتهم و من خلال تمسكهم بمذهب معين بعدما تاكدوا من عدم جدوى الممانعة بالشكل التقليدي المعروف . اما الكورد، لم يتمكنوا من الاستناد على اي شيء يمكن ان يحول دون التاثير على سماتهم الخاصة نتيجة متطلبات هذا الدين و لم يقدروا على الاتكاء عليه او الاستناد على اعمدته في الحفاظ على خصوصيات قويمتهم كما هو حال الاخرين . اثر الاسلام بشدة على عاداتهم و تقاليدهم، غيٌر من طبيعة و طريقة معيشتهم و تفكيرهم و مسار حياتهم، ابعدهم عن السمات و الصفات الاصيلة التي تميزوا بها لالاف السنين، انتهكت اعراضهم و اراضيهم ، و كم من نسائهم جرفت جاريات لدى الغازين لهذا الوطن، نهبت ثرواتهم و امكانياتهم و ما امتلكوا، استعربوا و ابعدوا عن لغتهم و كيفية تطويرها، دمرت قراهم و اُنفلوا لعشرات المرات، ابعدوا عن معتقداتهم الاصيلة و ازيحوا عن مسار التطور الطبيعي لحياتهم العامة رغما عنهم، جردوا من ما يملكون من وسائل المعيشة و هم اول من بنوا القرى و و زرعوا في هذه المنطقة و العالم ايضا، اعيدوا الى مراحل ماقبل الاهتمام بالحياة و الجماليات و الحياة السعيدة و الرفاه و الدنيوية في التفكير و التعامل و الاعتقاد . هذه هي اهم الانجازات الاسلام الجميلة! للكورد و حياته و تاريخه، و لازال مستمرا و هو مغمور في وحل و مستنقع الخرافات و المثاليات البالية المستوردة اليهم جراء ما اقدمت عليه رجالات الجزيرة العربية بسيوفهم في غزواتهم المستمرة للعالم شرقا و غربا لحد ما وضع امامهم حدا و تمكن العالم من ايقافهم بالقوة ذاتها . كل الدلائل تشير الى عدم اعتناق الكورد للاسلام راضيا مقتنعا، بل فرض عليه عنوة و بالقوة، و هذا ما يدع ان نقول ان كل خطا لابد من تصحيحه و تصحيح المسار يبدا من اعادة النظر و معرفة الحقيقة، و سيبدا العمل في هذا الاتجاه مهما طالت العقود من الاستمرار على الخطا الفضيح او المفروض بالقوة و الذي لم يكن بالايدي حيلة من اجل الممانعة و المقاومة في حينه.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و جعلوا الكعبة بمثابة اصنام الجاهلية
- هل بالامكان نشر ثقافة الديموقراطية في العراق ؟
- انحصار كوردستان بين مصالح الشرق و الغرب
- لنتحمل الاختلافات كي نتقبل البعض و نتعايش
- ما نقرا من الثورة السورية و ما بعدها
- من الاجدر بروسيا ان تدعم البديل العلماني للنظام السوري
- من يتحمل وزر ما يحصل في سوريا
- اي موقف للمهتمين يقع لصالح الثورة السورية ؟
- احذروا من التلاعب في كوردستان الغربية
- لماذا التشاؤم من نتائج الثورات ؟
- ما يعتري الثورة السورية من الشكوك
- الاكتشافات العلمية و تاثيراتها على العقلانية في الفكر و الفل ...
- موقع الكورد عند الصراع الروسي الامريكي في هذه المرحلة
- كيف تُستنهض العلمانية في منطقتنا ؟
- ما بين مليونية ساحات التحرير و الكربلاء و الكاظم
- مصر، أُم الثورات، الى اين ؟
- السكوت المطبق لمثقفي العراق!!
- كيف يخرج الكورد من الازمة العراقية معافيا بسلام
- الجوانب الايجابية و السلبية لسحب الثقة عن المالكي
- هل اهدر المالكي فرصة تجسيد الديموقراطية في العراق ؟


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عماد علي - فرض الاسلام على الكورد عنوة و لم يفده بشيء ذرة