|
القلب ام النفس امارة بما لا يقبله العقل
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4073 - 2013 / 4 / 25 - 14:22
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
يقول جان جاك روسو: حرية الفرد لا تكمن في انه يستطيع ان يفعل ما يريد، بل في انه لا يجب عليه ان يفعل ما لا يريد . الحياة الاجتماعية للفرد لها مقتضياتها الخاصة، وهي التي تفرق عن الامور التي تحتاج الى التفكير العقلاني المجرد في اي امر كان، و خاصة ماهو البعيد عما يخص الحب و الاحاسيس و المشاعر الصادقة النابعة من العمق في اكثر الاحيان . من منا لم يدخل في ديمومة ما فعله في مسيرة حياته ولم يقيٌمه تفصيلا و بشكل منطقي الا عند راحة البال و المراجعة، و خاصة في علاقاته مع الاخرين وهومستند على قوة تلك العلاقات و صدقها و تكافؤها . و عليه هناك دور هام للثقافة العامة و التقارب و التفكير الصحيح للجانبين في اية علاقة سواء الصداقة ام العشق او الغرام . لم يكن هناك يوما من التواصل المستمر دون الاستجابة الصادقة و التداخل و التفاهم المتبادل للطرفين او المجموع . فالعمر له مقتضياته و النظرة الى الحياة لها فرضياتها و دلالاتها و الثقافة لها محدداتها و الاحاسيس و المشاعر لها منظماتها لدى هذا الانسان العجيب الغريب في امره و الاعقل بين فصائله . هناك اسئلة يسالها الحليم دائما وهو يفسر كل الجمل و المبادرات و يفهم في الاشارة اكثر من غيره، و لا غريب في انه يحلل ليس في مكانه و زمانه بل في اوقات يعتبرها انسب للتفكير و القرار. النفس معروفة بتخبطتاها دون توازن و القلب مامور بالمشاعر الجياشة في اكثر الاحيان، اما العقل هو الامر الناهي للبالغ المتفهم للامور . صادفتني قصة و قراتها من باب الفضول فقط و عندما اكتشفت ان بطله حائر بين ما يامره قلبه و عقله و نفسه و نظرته الى الحياة من ابواب متعددة بعيدا عن العفوية في الامور الخاصة جدا، و عندما تاكدت من فرض التردد ذاته على بطله دون هوادة، فلم يعجبني الوصول الى النهاية مع هذه القصة، و ان اجبرت نفسي في قرائتها كاملة . هكذا هي الحياة، الدخول في التفاصيل المملة لامور تحتاج الى عزيمة و همة و ارادة و الدخول في حسابات لها بداية و ليست لها نهاية ستعقد ابسط الاشياء . فالصراع الابدي بين العقل و القلب و ما تامره النفس ليست له نهاية طالما عاش الانسان و تفاعل مع غرائزه و ضميره و عقليته و مدى تقديره لاي موضوع ملم به . الرفض و القبول مابين العقل و القلب في امور تخصهما و تدخل في صلب فكر من يهتم بهما يؤثران بشكل مباشر على النفس و العقل و مسيرة حياة الانسان بشكل كامل، و الذكي من يحدد الطريق الاسلم . فالحرية التي يؤمن بها الفرد ليست مطلقة لاي كان بل لها اطارها و حدودها المعينة و المحدد المؤطر يختلف من فرد لاخر و يتوزع بين العقل و القلب ايضا، فمن اعتمد على مقولة الحر هو من يفعل ما يريد فهو من اصحاب المامورين بفرضيات و اوامر القلب، و الفرد المؤمن بانه لا يجب عليه ان يفعل ما لايريد هو من اصحاب المامورين بفرضيات و اوامر العقل، و العوامل المساعدة لاختيار اية طريقتين لاي منا هي الثقافة العامة و تاريخ و نشاة الفرد و نظرته الى الحياة و درجات و مستوى المواضيع الهامة عنده . و ليعلم الجميع، الخاسر و الرابح الاوحد في اي اختيار ان كان صحيحا او خطئا هي النفس المتاثرة دائما .اذاَ، ليست النفس هي دائما امارة بالسوء كما هو الشائع، بل العقل و القلب هما الدافعان لاي امر كان . و الاوامر الصادرة من العقل في النهاية هي التي تكون اكثر توازنا لو توالمت او تآلفت مع ما يهم القلب ايضا . واخيرا اقول، كم منا فعل امر ما وهو لا يريده و كان عليه ان لا يفعله، وفعله و كل فعل له دوافعه و ما وراءه في الامور الاجتماعية و ما يهم الفرد (بالاخص العلاقات الاجتماعية الخاصة المحكومة بالقلب و العقل)، و الانقى و الاطهر في تلك العلاقات؛ ماكانت بعيدة عن اية مصلحة و من اي نوعية كانت . اذن السؤال الهام المطروح علينا، هل نحن احرار و خاصة مع ذاتنا .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انعدام المشاركة الواسعة في الاقتراع لم يفاجئنا !
-
مصداقية الانسان بين المباديء و المصالح
-
ضمير الكادح بين القناعة و صعوبة الحياة
-
اصبحت اللاسياسة سياسة في العراق
-
ان كان الكره دافعا للسياسة
-
مسؤولية الفرد العراقي على ذمة المجهول
-
محو النزعة القومية بالعلاقات الاجتماعية المتبادلة
-
من هي المراة القائدة في العراق
-
ماحال القطاع الصحي العام في العراق
-
تجاوز الصعاب في الحياة باقل الخسائر المحتملة
-
لماذا اختيار رئيس الاقليم من قبل البرلمان الكوردستاني هو الا
...
-
قطرة دم انسان ولا مائة وطن
-
من يهيء ارضية الابداع في اية منطقة كانت
-
اين الشباب من ما يجري في العراق
-
ليس من مصلحة الكورد ان ينزلق الى قطب اقليمي محدد
-
السياسة علم يا قادة العراق
-
الدوري يقضي على نزاهة التظاهرات الاحتجاجية
-
ماذا نتوقع للعراق في السنة الجديدة
-
من المسؤل عن فساد وزارة الثقافة في اقليم كوردستان
-
في غياب الطالباني يشهد العراق اكبر تظاهرة احتجاجية حاشدة
المزيد.....
-
زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
-
دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما
...
-
الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
-
شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
-
اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا
...
-
بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس
...
-
إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
-
دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با
...
-
مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
-
هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال
...
المزيد.....
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
-
فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو
...
/ طلال الربيعي
-
دستور العراق
/ محمد سلمان حسن
المزيد.....
|