أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - لم يعد الحل بعد بيد حسيبة و لا نسيبة














المزيد.....

لم يعد الحل بعد بيد حسيبة و لا نسيبة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4103 - 2013 / 5 / 25 - 15:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قالوا لي و العهدة على القائل، و من وحي التاريخ . كانت هناك قرية ذات منظر خلاب في سفح جبل من ارض الرافدين و سكانها من القوميتين، يعيشان متحابين و متوافقين دون اي غصة او منافسة على اي شيء. و دامت الحياة فيها الى ان اختلط عليهم الحسب و النسب بعد التقارب و التزاوج و لم يعدوا بانفسهم يعلموا حقيقة عرقهم، و هذا اجمل جهل للحقيقة المرة التي يمكن ان تؤدي الى خلاف . المهم في ذلك، انها كانت تدار في شؤنها العامة من قبل فتاتين جريئتين صاحبتي الشخصية القيادية باسمي حسيبة و نسيبة . فجاء القدر و وصل اليهم منادي ينادي و يطلب اللجوء خوفا من مَن اجبره على الرحيل، و استُقبل مكرما معززا الى ان استقر الدخيل و تزوج من حسيبة و ادار شؤنها، و بدوره و بعدما استقوى عوده ولم يصبر الى ان جاءت بنسيبة ذرة لشريكتها القديمة، و استبعد عن طريقه كل من اعتقد ينافسه من اهل الحل و العقد من الشيوخ باسهل الطرق، فتغيرت الحال و استقدم بنفسه من مكان مجهول من يمكن ان يقوٌي مكانته و يزيد ثروته فاستغل الوضع، وبقى السكان حيارى مشغولو البال لم يعدوا سعداءا كما كانوا و بدات التململ ينتشر في البلدة ، فتشاوروا كي يعيدوا الحال الى ما كانت عليه، و لكن لم يعد الامر كما كان و ليس بسهل ان تعود المياه الى مجاريها، فان تغير الوضع بفعل فاعل و زمان يصعب التقويم و التصحيح في الوقت المناسب . فقرر اهل القرية الاصلاء ان يجتمعوا و لكن عند باب التفكير في مثل هذا النوع من الاجتماع دب الخلاف على من يحضر من اي عرق او من هوقديم و حديث الوجود في القرية. فشاوروا الشيخ الكبيركي يجد لهم الحل، فقال بدوره؛ من دبر امورنا بات في حضن من لم يكن لاجئا بل مدبرا لما نراه اليوم و لم نعلم به الى ان وقع الفاس بالراس و ليست حسيبة كما كانت و لا نسيبة لتنقذانا كما كانتا دائما، فانها الاحوال التي تغيرت من عدم خذقنا و فطنتنا منذ البداية، اننا تعاملنا مع الغريب بما تعاملنا مع بعضنا به، اننا السبب، و ليس امامنا الا ان نساير ما يجري الى ان نربي و تبرز عندنا حسيبة و نسيبة اخرى من عندنا، و هذا ما يحتاج الى تدبير و تنظيم ايضا لنفشل من استدبر لنا الحيلة منذ البداية. فاليوم حال العراق كما كانت القرية و ان انتظرنا بعد التغيير و ازاحة الشواذ التي سيطرت على البلد طوال العقود، ان يُدار بسلاسة و حرص و اخلاص دون تخطيط و مؤآمرات مسبقة، فاصطدم الجميع بما لم يكن متوقعا و تغيرت الاحوال، و تغيرت حسيبة و ذرتها نسيبة مع التغيير الكامل في ظروف المعيشة و الحياة العامة للناس ، و نحتاج لمن يُدبر الاموربما يتوافق مع العصر و ما يحتاجه، ومن يبرزعند الضرورة ليضمن مستقبل البلد و يعيد حالته الاجتماعية المتجانسة الى ما كانت عليه على الاقل .لنصرخ؛ وا حسيبة و نسيبة العاقلتان المدبرتان خيلكما انقذونا .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابداع بيان ماني بين النحت و البساطة في الحياة
- القلب ام النفس امارة بما لا يقبله العقل
- انعدام المشاركة الواسعة في الاقتراع لم يفاجئنا !
- مصداقية الانسان بين المباديء و المصالح
- ضمير الكادح بين القناعة و صعوبة الحياة
- اصبحت اللاسياسة سياسة في العراق
- ان كان الكره دافعا للسياسة
- مسؤولية الفرد العراقي على ذمة المجهول
- محو النزعة القومية بالعلاقات الاجتماعية المتبادلة
- من هي المراة القائدة في العراق
- ماحال القطاع الصحي العام في العراق
- تجاوز الصعاب في الحياة باقل الخسائر المحتملة
- لماذا اختيار رئيس الاقليم من قبل البرلمان الكوردستاني هو الا ...
- قطرة دم انسان ولا مائة وطن
- من يهيء ارضية الابداع في اية منطقة كانت
- اين الشباب من ما يجري في العراق
- ليس من مصلحة الكورد ان ينزلق الى قطب اقليمي محدد
- السياسة علم يا قادة العراق
- الدوري يقضي على نزاهة التظاهرات الاحتجاجية
- ماذا نتوقع للعراق في السنة الجديدة


المزيد.....




- كتابات على حطام طائرة بعد الضربة الهندية بعمق باكستان.. إلى ...
- البحرين تعلن ضبط شخص عربي الجنسية وتكشف تفاصيل عمليات نصب وا ...
- قبل رحلة الشرق الأوسط.. ترامب يحضّر لإعلان -خبر مذهل- يخص دو ...
- أ ب: مقتل 13 شخصا جراء القصف الهندي على مسجد باهاوالبور في ب ...
- لقاء أمريكي-صيني مرتقب في سويسرا لبحث الحرب التجارية
- جيمس ويب يرصد شيئا غريبا في قلب درب التبانة!
- مكوّن غذائي رئيسي يحمل مفتاح الشيخوخة الصحية
- يوم هزم جيش مكسيكي صغير قوات فرنسية مدججة بالسلاح: إعادة تم ...
- رويترز: تحطم طائرة مقاتلة في كشمير دون تحديد هويتها
- وزير الدفاع الباكستاني: سننهي التوترات إذا تراجعت الهند


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - لم يعد الحل بعد بيد حسيبة و لا نسيبة