أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - من يصطاد من؟














المزيد.....

من يصطاد من؟


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4153 - 2013 / 7 / 14 - 14:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هذا رجل جلس على الرصيف في احد شوارع بغداد المعروفة، والقى سنارة لصيد السمك في عرض الشارع، فمر به رجل اميركي، وسأله: اني لا ارى نهرا فماذا تفعل؟، فرد العراقي هذا شأني ولادخل لك فيه، فقال الاميركي لقد دفعني الفضول ولابد ان اعرف ماذا تفعل، فرد العراقي اذهب واجلب لي قنينة بيبسي باردة وعلبة سكائر فاخرة مع كارت موبايل ابو العشرة وانا اخبرك ماذا اصطاد، جلب الاميركي ماطلب منه بانتظار ان يخبره العراقي عن سر وضع السنارة في عرض الشارع، لم يتأخر العراقي بالرد حيث قال: انت ثالث احمق اصطاده هذا اليوم، ولا ادري من يقصد واضع هذه الحكاية بالاحمقين الآخرين، ربما يقصد روسيا والصين، هذه الحكايا ظهرت بعد انسحاب اميركا من العراق، وروجت الدوائر الاستخبارية الاميركية ان اميركا خرجت خاسرة بجميع القياسات من العراق تريد من خلال هذا ان تدلل ان الولايات المتحدة لم تعد الامبراطورية المتجبرة، وانها سحبت يدها من العراق، مع العلم انها تحرك كل شيء في العراق عن طريق سنارة لاصطياد السياسيين الحمقى.
الورود التي استقبل بها بعض العراقيين الجيش الاميركي المحتل مالبثت ان تحولت الى اكفان وضعها الاميركيون فوق قبور العراقيين، حركات سياسية عديدة، مليشيات مسلحة، حركات اسلامية متطرفة، قتل على الهوية ، تناحر طائفي واضح رغم محاولة البعض اخفائه، ثروات مسروقة من قبل النخب السياسية التي لم تر من التغيير في العراق سوى انه قضية تجارية تستطيع من خلالها تأمين حياتها خارج العراق بالارصدة والفلل الفاخرة، اضف الى ذلك صعود اناس غير مؤهلين الى كراسي المسؤولية عن طريق الانتماء الى الحركات المسلحة او الاحزاب العديدة، ناهيك عن رفع اميركا لمشروع الفوضى الخلاقة التي ستدعو العراقيين في النهاية الى تقبيل يدها من اجل العودة الى العراق لفك الاشتباكات او للسيطرة على الوضع المتفجر، لانكاد نرى سوى مجموعة من المشاكل خلفها الاميركان في العراق من شأن كل واحدة منها ان تدع العراق بلدا مخربا لايساوي شيئا، وفي المقابل من هذا ماذا خسرت اميركا، خسرت بضعة مليارات تعوضها الشركات النفطية المنتشرة في العراق، مع بضعة مجندين من جنسيات اخرى كانوا موعودين بتسلم الجنسية الاميركية، ليصل الامر بهم ان يستخفوا بعقولنا ويطلبوا لجوءا سياسيا لحمار من منطقة ابي غريب استخدمه الاميركان في بعض شؤونهم.
على من ضحك العراق من قبل واصطاد من ليصطاد اميركا الامبراطورية القوية المتجبرة؟ ولكنها سياسة اميركية جديدة وهي سياسة ، (سبقني واشتكا وضربني وبكا)، لقد قضت اميركا على صدام وسياسة الحزب الواحد في العراق، لكنها صنعت بيروقراطية ذميمة ، والقت بهذا البلد الى غياهب المجهول والخراب، لم تدفع مصر سوى ثمن سنة واحدة من سوء استخدام الديمقراطية، في حين ان العراق سيستمر بالدفع الى اجل غير مسمى، لم يمتلك العراقيون ثقافة واضحة تجاه الاحداث، تأييدها او رفضها، مازالوا متمسكين بصورة الزعيم الاوحد والمنقذ والمخلص، حتى الاعلام العراقي اعلام مشوه يتنقل بين الانحياز للديكتاتورية، والتوق لمشاهدة التجربة الديمقراطية ، في حين يساهم مساهمة فعالة في اجهاض هذه التجربة من حيث يدري او لايدري، اضف الى ذلك الاحزاب الدينية المتخلفة التي تصدرت المشهد في العراق وراحت تبني مواقعها على اساس مقارنة اخطائها باخطاء الديكتاتورية، لتجد لنفسها المبررات للبقاء في الحكم، كل هذا والعراقي هو من يصطاد الحمقى فاي حمقى تعني الدوائر الاميركية ومن لف لفها، الاحمق من يعمد الى تقسيم بلده عبر دستور يقضي بتجزئة غير محمودة العواقب ودويلات ستتناحر حتى تعود الى عصر الغاب، والمشهد منذ البداية مروع ومستهجن حيث التمثيل بالجثث والقتل الهمجي والنداء بالحرب والقتل والتكفير، في حين تتمسك الحكومة بالصلاة الموحدة التي لاتغني عن جوع، فقد تكسرت كثير من الاشياء ولم يعد بالامكان اصلاحها.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشرْ واطلع انته عراقي
- انا كنت هنا
- تحت موس الحلاق
- اللي جوّه ابطه عنز ايبغج
- من يعرف فطيمه بسوك الغزل
- دك البوق
- الله يقبل دعا الاثنين
- لو يريد يجي جان اجه من عصمان
- العراق وسياسة ( بعير أكل بعير)
- بلابوش طائفية
- بالشتا تدفّي وبالصيف تهفّي
- يروح جلب اسود ويجي جلب اسود
- احنه مشينه للحرب
- تعليمات لقراءة الصحيفة
- بلابوش ديكتاتوريه
- مقاطعة الغرب
- جيقو
- ايشد لحيه بلحيه
- ايام المزبن كضن، تكضن يأيام اللف
- طرن


المزيد.....




- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني
- أمل عرابي: دفاع ترامب عن نتانياهو يؤكد وجود مصالح سياسية مشت ...
- تفاعل الأوساط السياسية الإسرائيلية مع دعوة ترامب لوقف محاكمة ...
- روسيا تطوي صفحة اتفاق نووي مع السويد عمره 37 عاما
- البرش: الاحتلال يكثف هجماته على مراكز الإيواء وإصابات منتظري ...
- إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو بعد مشاركته في جلسة سرية بالمحكمة ...
- لماذا أفريقيا أولوية لإيران بعد الحرب؟
- شاهد.. بوغبا يبكي خلال توقيع عقده مع موناكو الفرنسي
- الاحتلال يصعد بالضفة ويعتقل العشرات بالخليل واعتداءات المستو ...
- إيران تشكك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتؤكد جاهزيتها ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - من يصطاد من؟