أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - أجمل ما نثمّنه في امتعاظنا من موت الأغلبية














المزيد.....

أجمل ما نثمّنه في امتعاظنا من موت الأغلبية


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4148 - 2013 / 7 / 9 - 17:36
المحور: الادب والفن
    




1



أقسمنا بتقليدنا لهم الأسلحة التي غنمناها من الاسطول الشمسي،
اننا نسهم معهم في اضفاء طمأنينة مترعة بالمحبة على البشرية،
ونصدّ عنهم الهبوب المتوالي للسأم، ونشاركهم طهر آبارنا، لكنّ
سوابقهم في التعدّي على الشعوب التي عاشوا بينها، ونزوعهم الى
الشرّ، تورّطهم بالتجاوز على ممتلكاتنا، والشذوذ عن النظم
الاخلاقية لما تعاهدنا وأقسمنا عليه. البلادة والابتذال والتسكّع بين
الأطلال المطموسة لغريزة التملّك، نظم سيكولوجية تفصلنا عنهم
وعن الحواجز التي ينبشون فيها من أجل البلورات السود في
وعيهم الجمعي.





2




حياة العجائز فادحة في احتياجاتهم للمؤن التي تنثرها الشمس في
الطبيعة، وفي استحضارهم لعصمة شبابهم في الزمن الذي نسيهم،
ينزعون ثيابهم في الأحلام ويغرقون في حزنهم الذاتي. نشدان
المُحال تحت أنقاض الشيخوخة، وترقّب الرمية المعتادة لسهم الفناء،
أشياء تلزم المرء تقنينه لرغباته والحنو على إبرة موته الساهرة.
خواص كثيرة للانسان العجوز، يفرط فيها في تيهانه بتذكّره
لفوضى حلم عودته الى شواطىء الصبا، لكن الأشياء الموازية
للخصوبة في النهار، تحتاج الى دينامية وسيرورة تتجدّد على الدوام.





3





تسهم مشاركتنا في تعزية أهل الميت بموت عزيزهم، بضمّنا الى
عدم اكتراثهم بالزائل والفجائعي. فرصة عظيمة تسنح لنا كلّ يوم،
في تحرّرنا من الحجج التي يقدّمها لنا الذين ماتوا وتركونا نحاول
اقناعهم بمشابهة الموت لحياتنا في السجن. العنصر الجليل
والغامض الذي يروّعنا في كلّ حينٍ، ويسهم في الاطاحة بما شيّدناه
في شبابنا، لا تنقضه الوفرة العظيمة لمن هلكوا وتاهت بهم
العصور، وأجمل ما نُثمّنه في امتعاضنا من موت الأغلبية، تطريزنا
لثياب توابيتنا، وتنشيطنا للمشية الرشيقة باتجاه الذين بكينا عليهم في
أعراسنا وأعيادنا. محاججة ما يفخر بترويعه لنا وحماسته في تعفّننا
ومواساته للحجارة وحدها، فعل عقيم ومصاغ بفداحة هزيمة تتكرّر
دائماً .





4




أجناس بعدد النجوم عانت في نهاية وجودها على الأرض، واعترضتها
ملائكة مريبة في سيرها بالبراري. الاستحواذ بتشييع جنائزي على أحلام
الانسانية في افراطها بانتظارها للوعد الإلهي، يحرمنا كظمنا لغيظنا من
ما يهين جنسنا ويفتك به في الهاوية التي يتلاشى فيها جمال وجودنا في
العالم. الامتعاض والاستياء يحجبان عنّا أيّ امتياز ونحنُ نتضرّع الى ما
لا طائل من ورائه. الباخوسيون في اثباتهم لذواتهم بسرورهم الدائم،
ونزوعهم الى النبوغ في امتحان الزمن، يبهروننا في توحّشهم وتضامنهم
مع أنفسهم.





5




يضيّق الواقع علينا في عبورنا الضفّة الأخرى للأحلام،
والشجرة بلحيتها المستأنسة للنحل، تحمّلنا مشقّة العيش
في الظلال المعصومة عن الاتزان. الشعور بعدم الجدوى
ونحنُ نسابق الزمن في يأسنا، ضريبة غيرمحصّلة،
والأنماط المتعدّدة للموت التي لا نستطيع التكيّف مع
وقائعها، تمحو كلّ قرابة وذكرى لنا مع الذين تخلّوا عن
أنفاسهم ووصلوا ببراعتهم الى المرايا المكشوفة
للديمومة. مجاهل مفرغة من النسيم الرؤوف لله، نغنّي
فيها مع قرابيننا التي تثغو في عطشها الى النوم بجوار
الشواطىء. لا أهمية لما يجتذبنا الى الحلم، وفظاعة
الواقع تكتسحنا في حذرنا من الطاعة الرثّة للعادات
العتيقة.




6




يحصل الميت في نومه على إجابة ناقصة لخطيئته في
العفوية التي يبديها لانجراحه بين أشواك فراشه الملطّخ
بدموعه، ويفزعه تصديقه للإجابة. اثارة تشتّت تفكيره
وحضنه لقوس أيّامه وهو يعبر الأفاعي المستشيطة
لسهراته بين الحفيف القاحل للهموم. كلّ رهط يحتاج
ضمانة في اغلاقه النسيم على حجارة يومه، والظمأ
قبل الشروع بالرحلة الى الفردوس، يطيح بكلّ
المسوغات التي حلمنا فيها الوصول الى صخرة معيّنة.





7




يكثّف فزعنا من الفصيلة التي تكمن لنا الى جانب الرغبة،
صدأ مناجلنا التي نقايضها مع الحصّادين، ويصعب علينا
اقناعهم أن الرتابة لا تتشابه مع كراهية الصيف لآباط البرونز
في الحدائق التي تلحق الأذى بذاتها. غيظ متتابع يطلقه صوبنا
الذين اغتصب أنفاسهم أسلافهم، وحتّموا عليهم العيش بين
روائح " سوائلهم المنوية " ، وأسبابهم تقتضي منهم القبول بما
أبرمه فيما بينهم الموتى الذين قنطوا من اصلاح المصابيح في
الطبيعة. سأم عظيم يتراص في عجزهم عن الانفلات من
الفراغ المتأرجح في بخار اليوم، يتزلّفون له دائماً لافتقادهم
البوصلة والتعويذة.




8




أشياء خالدة في العالم تضلّلنا ونعتاد فيها على اللا أمل،
وإدماجنا لما هو زائل في رغباتنا، فعل مغال في مراقبته
للإثم الذي نرتكبه. وشائج خطرة للموت نعايش في تملّصنا
منها الزهد في الغبطة، لكنّها تتأبّى على عتقنا وتكيل لنا
السقم كلّما حاولنا تعاطي الجنس مع لحظة حجبنا لكمثرى
الشمس. تزلّقات لانهائية تتدافع فيما بينها وتقايضنا حسابنا
لأيّامنا، وفي كهوفنا التي نتقاسم فيها الركض بتضحيتنا
لقرابيننا المخزّنة، نهضم فشلنا في ملامسة الشراع
المرفرف للضحى. غليان حلم في مصاهرة الحجارة،
نسير بمنأى عنه وتتضاءل رغباتنا في تعويضنا لخسائرنا.




9 / 7 / 2013



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يتحاشون التنميط في استجابتهم للرغبة
- الدموع النميرة لموتنا
- الذكرى التراجيدية للمحتضرين وأسلحتهم الظامئة
- يشرّطون الأغصان في الصيف
- في نشداننا العبور الى الجانب الآخر
- سعيهم لمشابهة أنفسهم بآلهتهم
- يشاركون العرّاف فريته ولا يعتدلون في إراقتهم للظمأ
- يكدّرون حاجتهم للنهار ويرصّون صفوفهم في الهاوية
- عسل دافىء يناوىء النائم في إفساده لجمال موته
- شعوب مطعونة وتتعرّض لليتم في البراري
- المنافع التي يحقّقها لنا البخت
- الضيوف الذين مرَّوا سريعاً في الوهاد
- أيّام العزاء على النسَّاجين
- نحلة طفلة يطرزون لها أغطية تشبه أيّامهم
- الحيطة لكلّ طارىء
- الشراك التي أضاعوها في شبابهم
- ولادة الشجرة لطفلها أثناء الفجر
- مجابهتنا لما ينحاز الى موتنا
- الجمال الانساني
- الأغصان المصفوفة للأيّام


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - أجمل ما نثمّنه في امتعاظنا من موت الأغلبية