أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - يتحاشون التنميط في استجابتهم للرغبة














المزيد.....

يتحاشون التنميط في استجابتهم للرغبة


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4147 - 2013 / 7 / 8 - 19:32
المحور: الادب والفن
    



جماعات منظّمة وموغلة في تشفيرها لفطر أسقامها،
تشرع بحفر قبورها قبل أوان الشراسة في الثمرة،
ولا تتحمّل الإنفاق الكافي للذين يحضرون ومعهم
مباضعهم. الميتة الملتوية والمتفاوتة للمرء في نسجه
لخيوط ماضيه، تريق عسل مصيره من دون غفران،
ولا أمل للشامتين والمزايدين وهم يتقدّمون الثكالى
ويتلّقون النسيم الحارّ للمأساة. كلّ ميتة متشابهة وتعمّم
عَنت الميت على الجميع. احساس بالفزع نحتاج فيه الى
الآلهة من أجل التأمين على بؤسنا في قنوطنا من الحلم.


2


يفرض علينا الموسرون في أزمان الجفاف والحروب،
نزعاتهم العدوانية، ويخال لنا في إستدانتنا منهم للخبز
والدواء، انهم يجترحون ويبرمجون كلّ الأوبئة
للانقضاض علينا وعلى ماشيتنا التي تحظى بعناية
نسائنا في رضعهن لأطفالهن في الحقول الجافّة . يكرّس
الأثرياء في مسؤوليتهم عن تمزيق الصواري المجهولة
لصيفنا في كلّ سنة، زهدهم الخادع ويلزموننا بالنزوح
الى أرض أخرى تتشاجر مع الشمس والنجوم، لكنّنا في
كلّ ما نغلّيه من إرثنا وشرفنا وبؤسنا، نضايقهم ونزدري
اقتصادهم وبضائعهم والعوائد التي حلموا وتيقّنوا انهم
سيجنونها منّا. منحتنا النوائب التي تعرّضنا لها في
الماضي، إمكانية أن نتحسّب للبلايا ونقبل بنصيبنا
ولا نهدر كرامتنا في توسّلنا الآلهة التي يؤرّقها عملنا في
ما تعجز عن الاحاطة به.


3

كثيرون يغشاهم النعاس في إزالتهم للفراشات عن وجوههم،
والنوم في سهل اللحظة العابرة، لا يثبّت مرآة الزمن في أعماق
من لا يحصون نجوم أيّامهم. ما لا يوقّر مراكب موته في حياته،
لا يوقّر حلمه المتصدّع في نومه، والبشرية يعوزها النشاط في
إمالتها الملح على الساعات التي تتجمّل في الطبيعة. الفعّالون
والمتخيّلون يتحاشون التنميط في استجابتهم للرغبة، ويغوصون
في مجاهل الأرض. يتعاضدون فيما بينهم ويكتسحون كلّ
إنعدام للحداثة. معاودتهم لإطالة لحاهم في زفاف النجمة بالهوّة،
تقينا عبور النفايات اللصيقة بالصيف، وتثميننا لشطارتهم وعدم
خلوتهم في التقليد، مداعبة دائمة للحظات موتنا التي تتعاقب
وننسى فيها التنقل في مجال الجرعة التافهة التي تسلبنا الحركة.



4

يستعين الكحولي في انغراسه بديناميكية انتحاره، وإلحاقه الأذى
بكرامته، بالأساطير العتيقة التافهة لماضيه المتشدّد، ولا يحسن
ضيافة الآخرين. إمداد الوردة العفيفة بايماءة أخوّة، لا ينتهك
الحرص على الفردية، وكلّ تقنية في فعل الجنس، تتطلب الإقلاع
عن الانتحار والشروع الكتوم في التعدّي على الغبطة والطمأنينة.
يفرّط الكحوليون في ثمرة كدحهم اليومي وهم يقيمون في أرض
الفراغ، بوظائف عظيمة في الليل والنهار، ورذائلهم في اليوتوبيا
النقيضة للعافية، تستحوذ على أفعالهم ولا يبرحون انتظامهم في
ما يسمّونه الانسلاخ عن المجتمع. امتعاض من الظلال الوارفة
للشمس، يكبر استعصاؤه في الدأب على الفلتان من الانسانية.



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدموع النميرة لموتنا
- الذكرى التراجيدية للمحتضرين وأسلحتهم الظامئة
- يشرّطون الأغصان في الصيف
- في نشداننا العبور الى الجانب الآخر
- سعيهم لمشابهة أنفسهم بآلهتهم
- يشاركون العرّاف فريته ولا يعتدلون في إراقتهم للظمأ
- يكدّرون حاجتهم للنهار ويرصّون صفوفهم في الهاوية
- عسل دافىء يناوىء النائم في إفساده لجمال موته
- شعوب مطعونة وتتعرّض لليتم في البراري
- المنافع التي يحقّقها لنا البخت
- الضيوف الذين مرَّوا سريعاً في الوهاد
- أيّام العزاء على النسَّاجين
- نحلة طفلة يطرزون لها أغطية تشبه أيّامهم
- الحيطة لكلّ طارىء
- الشراك التي أضاعوها في شبابهم
- ولادة الشجرة لطفلها أثناء الفجر
- مجابهتنا لما ينحاز الى موتنا
- الجمال الانساني
- الأغصان المصفوفة للأيّام
- أسلاف الهاوية


المزيد.....




- التحديات التي تواجه التعليم والثقافة في القدس تحت الاحتلال
- كيف تحمي مؤسسات المجتمع المدني قطاعَي التعليم والثقافة بالقد ...
- فيلم -أوسكار: عودة الماموث-.. قفزة نوعية بالسينما المصرية أم ...
- أنغام في حضن الأهرامات والعرض الأول لفيلم -الست- يحظى بأصداء ...
- لعبة التماثيل
- لماذا يا سيدي تجعل النور ظلاماً؟
- نشطاء يريدون حماية -خشب البرازيل-.. لماذا يشعر الموسيقيون با ...
- -ماء ونار-.. ذاكرة الحرب اللبنانية في مواجهة اللغة وأدوات ال ...
- أردوغان يستقبل المخرج الفلسطيني باسل عدرا الفائز بأوسكار
- توقيع اتفاق للتعاون السينمائي بين إيران وتركيا


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - يتحاشون التنميط في استجابتهم للرغبة