السيناتور جون ماكين

لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 4116 - 2013 / 6 / 7 - 13:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يروي فيلم Charlie Wilson s War قصة واقعية، يلعب فيها الممثل الشهير توم هانكس، دور عضو في الكونغرس الأميركي، و يقوم في سياق الفيلم وبمشاركة الاستخبارات الأميركية بتمويل المجاهدين الأفغان في حربهم على السوفييت في ثمانينات القرن الماضي، يقال أنها قصة استثنائية لأكبر عملية سرية في التاريخ .. تشارك هانكس في الفيلم الرائعة جوليا روبرتس ابنة ولاية تكساس المسيحية المتدينة، والتي تكره السوفييت والملحدين .

الفيلم رائع بكل المقاييس، وهو ينقل لنا وبدقة كيف تبنى اللوبيات الضاغطة في الكونغرس الأميركي، وكيف يتم تمويل المجاهدين، يدأت بصور شحيحة وبسيطة، لتتحول وخلال فترة من المتابعة والعمل المضني إلى تمويلات بمليارات الدولارات، تمويل أدى إلى تسليح المجاهدين بما يحتاجونه من سلاح، وتمكينهم من حرب السوفييت ودحرهم حتى طردهم من عموم أفغانستان .

تذكرت هذا الفيلم البارحة، ليصبح حاضراً في ذهني، وأنا أشاهد مقابلة جون ماكين السيناتور الجمهوري الأميركي الشهير، وهو يلقي كلمته في أهم معاهد الدراسات ورسم السياسات في نيويورك ، ومن ثم أجوبته على أسئلة الصحفيين، فقد بدى ماكين متفهماً تماماً للوضع السوري الشائك، ولتعقيدات المنطقة برمتها، فقد دافع وبمنطق وصرامة عن قناعته في تسليح الثوار، وقال أن الولايات المتحدة الأميركية تخطئ كثيراً في تأخير هذا التسليح، لأن الأوضاع المعيشية والانسانية على الأرض وتدفق الجهاديين يتفاعل بحيث يصعب احتواء نتائجه بعد زمن ، وأن ما كان يحتاج إلى إجراءات بسيطة لتفادي تبعات الحرب السورية على السلم العالمي، وعلى استقرار دول الجوار السوري، لن يكون مجدياً بعد فترة قصيرة من الزمن .
وحث في كلامه الادارة الأميركية إلى تسليح الثوار ليستطيعوا من مجابهة الأسد، المدعوم إيرانياً ومن حزب الله، وانتقد بوتين قائلاً كيف يمكن تصديق أننا خدعناهم في ليبيا، وكان واضح أن القذافي لا يمكن ردعه إلا بالطريقة، التي اتبعها معه الحلف .

ماكين كان مرشحاً للحزب الجمهوري، وخصماً لأوباما في سباق الرئاسة الأميركي، ويحظى بسمعة طيبة في أميركا، ومعروف عنه أنه عنيد وصبور، حتى أن المخالفين له بالرأي لا يشكون بصدق قناعاته .

إذاً السؤال :

إذا كان ماكين يمثل تياراً أميركياً موجوداً، وهو رأس حربة للتغيير في الرأي العام الأميركي، وبالتالي استصدار قرار بتسليح المعارضة السورية وتدريبها .

ومن وحي الفيلم فإنه يترتب على المعارضة السورية وأصدقاءها التوجه إليه ومساعدته بطرق شتى، لتمكينه من تغيير الرأي العام الأميركي ..

فماكين رجل استثنائي، باعتباره مقاتل قديم سجن في فيتنام، ويعرف طعم الأسر وفقدان الحرية، متفهم تماماً للمآسي التي يعيشها شعبنا السوري، مدرك تماماً لتأثير الحرب السورية على دول المنطقة وانعكاسهاتها السلبية على مصالح بلاده، وعلى السلم والأمن العالميين، ويحظى بشعبية قوية في بلاده .

أظنه سيكون رأس الحربة في سعي جميع الدول لتغيير موقف الادارة الأميركية، فالفرنسيين والبريطانيين، يخشون على تأثيرهم و ما تبقى من مصالحهم في المنطقة ، وهم يضغطون على أوباما للخروج عن تحفظاته لضرب نظام دمشق، وأوباما يراهن على الحل السلمي الذي يفقد حظوظه في النجاح طالما يمكن الأسد من تحقيق نجاحات عسكرية .
أعتقد أنه لا بد من بناء تحالف دولي مع كل الأشخاص المخلصين لقناعاتهم والتعاون معهم لأجل إنهاء حكم الأسد، وهذا يستتبع حنكة مطلوبة لأجل ذلك، واجبنا أن نمد اليد إلى جميع المناصرين لنا .

ماكين جاء إلى المنطقة فكان أول سيناتور أميركي يزور المناطق المحررة ويلتقي قادة الجيش الحر، وزار عشرات الجرحى، سمعهم وتحدث إليهم وعاد بقناعات رائعة، عبر عنها البارحة خلال كلمته، إنها فرصة لا تفوت ويجب اغتنامها .

قادمون

لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية

#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل