عن حضور مؤتمر جنيف 2

لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 4112 - 2013 / 6 / 3 - 16:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من المفارقات أن روسيا تعلن بلسان ديبلوماسييها أن النظام السوري سيشارك في مؤتمر جنيف 2، في حين يعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن المعارضة ستشارك (( رغم رفضها المعلن )) بهذا المؤتمر .

والسؤال لماذا يعلن الآخرون عن مواقفنا ؟

وما يعنينا هنا هو موقف المعارضة السورية باعتبارنا ننتمي إليها !!
أهو نوع من الخجل ؟
أم المكابرة ؟

وعندما يطرح أحدنا سؤال، هل يمكن أن نشارك بهذا المؤتمر ؟
نقول بصوت واحد :
ولماذا لا نشارك ؟
هل نحن ضعاف الحجة ؟
هل تنقصنا كشعب سوري عريض الحنكة والمعرفة في أن ندير مفاوضات مهما كان صعبة وشاقة ؟

يقيني أنها لا تنقصنا ..

و إذا كان المؤتمر يحتاج إلى اتفاق حول شمولية التمثيل، فهذا واجبنا، لأن الثورة لن يصادرها أحد، فهي يقيناً تتمثل بمبادئ اجتمعنا عليها منذ الأيام الأولى للثورة، وهي أننا نسعى إلى دولة ديمقراطية تؤمن بتداول السلطة، تطلق الحريات بأنواعها، وتسعى إلى المساواة و تأمين حقوق المواطنة، عبر صياغة دستور حداثي يليق بالسوريين جميعاً .

أليست تلك فرصتنا لأن نجاهر بهذه المبادئ أمام العالم أجمع بدل أن نترك للآخرين وصم الثورة بالانحراف عن مسيرتها، أو أننا نتصارع وفق أجندات خارجية .

أليست المفاوضات ساحة حرب أخرى يمكننا من خلالها اتحقيق النصر .
فنوفر عن شعبنا شقاءاً إضافياً ؟

أليست فرصة لأن نقول كلمتنا التي اجتمعنا حولها، ونحاور كما الكبار وننجح في استمالة المغردين خارج السرب ..

إن المفاوضات لا تعني التسليم بإرادة الخصم، ولا تطويب القتل والتهجير، هي فرصة لاعادة الحقوق المسلوبة بطريقة أخرى، بطريقة علينا أن نمسك مفايح نجاحها .

صحيح أنها تتطلب منا التماسك حول مفاهيم آمنا بها وقاتلنا لأجلها، ولم نقصر، وصحيح أنها حرب من نوع آخر، لكننا نؤمن أننا اصحاب حق لا يمكن أن يفرط به .
علينا إملاء شروطنا كأن نقول أننا سنشارك في حالول توقف إطلاق النار، أو في حال انسحبت القوات الغازية من أراضينا، أن نثير كل مطالبنا علناً وعلى الملأ، فهي مطالب محقة . أن نتقدم بذكاء خطوة خطوة، حتى إسقاط نظام يتشبث بالسلطة ولو تكلف بقائه بمقتل السوريين جميعاً .

نعم لن نتنازل عن مستقبل رسمه الأحرار بتضحياتهم وصمودهم البطلين، فهو مستقبل يشرف كل السوريين بلا استثناء، يقيني أن التقوقع وترك أمر التصريح بمشاركتنا من عدمه للغير وحتى للحليف يضعف موقفنا !!

لقد سئمنا الاتكال على الغير، سئمنا استجداء الآخرين لنصرتنا، في حين أن النصر يكون فقط عبر سواعدنا . عبر أدمغتنا، عبر شموخنا وكراماتنا .

قادمون

لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية

#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات