أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - صناعة المستقبل السوري















المزيد.....

صناعة المستقبل السوري


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 4110 - 2013 / 6 / 1 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يختلف الأسد الابن عن أبيه بأن الأول كان حريصاً على دراسة التوازنات الدولية يقيم أحلافاً مع دول إقليمية ودولية تمنحه الدعم، لكن دون التضحية بسيادة القرار .
في حين أن الابن أعطى حلفائه كل ما لديه، فهو فتح سوريا مشرعة للأتراك على حساب المصنع المحلي حتى قضى على أغلب الصناعات فيها، أقحم إيران في السياسة السورية، وبداها عن أي دولة عربية مما اثار حفيظة الخليج وشرائح ضخمة من المجتمع السوري، المهم لدية هو البقاء وتضخيم ثروته إلى ما لا نهاية ولا يهم لقاء ذلك فيما لو مات الشعب سوري جوعاً أم بالسلاح الكيماوي .

إيران تدرك أنها بإقحامها حزب الله، تراهن أوراقها في الشرق الأوسط، بعشرات المليارات التي أنفقتها على حزب الله، وعلى دعم حليفها الأسد، تراهن حتى على بقائها في طهران، خاصة أن المجتمع الايراني بات ناقماً وبشدة على نظامه الذي ينفق ثروات البلاد على قضايا خارجية، في حين يلامس أغلبهم خط الفقر .

لقد قرر المستثمرون في الحقل النفطي عالمياً أنه من غير المسموح ابتكار مصدر آخر للطاقة، ولو كان أقل كلفة وأكثر نظافة بالنسبة للبيئة، وهم يخوضون معركة شرسة مع عدو ضعيف صديق للبيئة، يريد استبدالها بمصادر أخرى مكتشفة، .. منها على سبيل المثال تفكيك المياه إلى عنصريه الأوليين، غازي الهيدروجين والأوكسجين بواسطة أشعة رادوية سبق ومنذ سنوات قلائل أن أعلن عن اكتشافها، واقيمت تجارب كثيرة حولها وثبت نجاعتها، لكن الشركات النفطية العملاقة، وكذلك الدول النفطية الثرية، ضغطت لأجل إبقاء هذه التجارب داخل جدران المخابر إلى حين نفاذ النفط من الكوكب الأزرق .

وفي هذا الصدد أعلنت لبنان منذ أسبوع تقريباً أن كميات الغاز والنفط المكتشفة في مياهها الاقليمية ستسمح لها بتغطية كامل استهلاكها، لا بل ستكون عضواً في منظمة الأوبك المصدرة للبترول ..

الأمر الذي يتطلب تشييد منصات بحرية عملاقة في عرض البحر، منصات مكلفة جداً وهشة جداً، إذ يمكن لصاروخ بدائي أن يغرقها، مما يعني خسارة محققة .
ولأن شركات النفط لا تقدم على مغامرة الاستثمار في المناطق الخطرة، فهذا يعني ضرورة تحويل المنطقة من ملتهبة إلى مسالمة راكدة .

وهو ما يقتضي خلوها من الميليشيات المسلحة كتلك التابعة لحزب الله، وضرورة تفكيكها قبل البدء بأي عملية استثمارية .

يقال وفق تصريحات بعض الخبراء النفطيين، أن في الساحل السوري يقبع أكبر بئر للغاز موجود في المنطقة وأنه يضاهي في كمياته الحوض القطري لا بل يفوقه حجماً وإنتاجاً، وأن آخر نفطي يمتد بين مدينة قارة السورية وحتى الجولان، وهما بئران هائلا الحجم يؤهلان سوريا لأن تصبح من كبريات الدول المصدرة للنفط، وهذا يعني أن الشركات العملاقة تنتظر الضوء الأخضر والظرف السياسي المؤاتي لأجل اقتحام هذه الأسواق الواعدة .

لقد ضخمت وسائل الاعلام كثيراً دور القصير في حسم المعركة بين النظام والثوار، وكان الغرض من ذلك هو الدفع إلى زج جميع الأطراف المتقاتلة (( والغير مرغوب فيها )) في أتون المعارك، واستدراج قوات حزب الله للغرق في رمالها ، و من ثم تهييئة جميع الظروف لنشوب معركة طويلة جداً، من غير المسموح فيها الحسم السريع، بل التوريط التدريجي لقوات الحزب بمعركة منهكة يحقق في بداياتها بعض المكاسب على الأرض ومن ثم يتعرض لمقاومة شرسة وخسائر متصاعدة .

المطلوب أيضاً زج كل عناصر النصرة والقوات السورية التي يعتبرها الغرب متطرفة، لتتقاتل في معركة يتم التحكم بطولها وديمومتها عبر مد الفرقاء بالسلاح أو مسكه عنهم .

وفي هذا الصدد صرح بالأمس وزير الخارجية الفرنسي لوران فابوس، أن المجموعة الأوروبية قررت أخيراً وقف حظر السلاح عن المعارضة السورية، لكن هذا لا يعني أن هذا السلاح سينهمر على الثوار، بل هذا متروك للتوازن العسكري بين الأطراف .

يفهم من هذا الكلام أن أوروبا، لن تأذن بوصول سلاحها إلى المعارضة إلا إذا شعرت بأن هذه الأخيرة مهددة في وجودها، أي ان التسليح لن يكون غيرة على الثوار ومبادئ الثورة السورية، ورغبة في إنهاء رأس النظام، بل لضمان بقاء الفرقاء متكافئين في القوة والقدرة على التدمير .

معركة القصير ستطول للأسف، وسيتورط فيها حزب الله ومع الأيام ستتآكل قدراته جميعها، وهو ما سيضعف إيران ويريح إسرائيل، لكن ذلك لن يتم بسرعة بل سيستغرق وقتاً طويلاً ومكلفاً .

ستنتصر الثورة في النهاية لكن بعد أن تنهك جميع القوى، لتخلفها حكومة سورية ضعيفة مفلسة، تعطي استثمار آبارها النفطية الجديدة (( بتراب المصاري ))، أي بشروط مجحفة لأنها تريد البدء ببناء ما تهدم وهو كثير، فهو ضروري لحل ملايين المشاكل المستعصية التي تحتاج التمويل، في زمن تحجم أغلب الدول عن المساعدة، كما جرى في تونس ومصر .

هذا ما يتم التخطيط له، وللأسف فإن قيادات المعارضة السورية تساهم من حيث تدري أو لا تدري بتطبيق هذا السيناريو، فليس من الطبيعي أن تكون سوريا غارقة بمشاكل من كل نوع، وقادة المعارضة متخوفون من أبسط الأشياء، ليس من المعقول أن سوريا تساق إلى المجهول قي حين يتقاذف أعضاء الائتلاف التهم وسط عجز عن تحقيق أي إنجاز .

لقد تم إفقار لبنان بإغراقه في الديون حال خروجه من حربه الأهلية الطويلة، تم ذلك بعد دعم الراحل رفيق الحريري المعروف بثرائه وشخصيته القوية ، واستطاع أن يدخل لبنان رئيساً للوزراء بعد أن أصبح رئيس الوزراء هو الرجل الأقوى بعد اتفاق الطائف، كان الحريري يحمل الجنسية السعودية ورجل السعودية القوي، ولأن الأسد كان صديقاً لآل سعود،، فقد ربطته بالحريري علاقة طيبة، حتى كلفته بمهام وزير الخارجية السورية في المحافل الدولية .

لكن الابن كان ميالاً لايران أكثر وبات أسيرها في كل قراراته، لذلك قرر الحلف الايراني السوري مع حزب الله إقصاء السعودية عن لعب أي دور إقليمي محوري في لبنان، وتمت عملية اغتيال رفيق الحريري .

السعودية ومنذ ذلك اليوم تشعر بالقهر لخروجها من لبنان، خاصة أن شخصية سعد الحريري لم تحظ بالجاذبية والقدرات ذاتها المتوفرة بالأب .

معركة القصير ستكون فرصة للسعودية والخليج عموماً، بالاقتصاص من الأسد ومعاقبته على تجاسره في تجاوز الخطوط الحمر .

وستستبسل طهران للبقاء في شرق المتوسط، فهي ليست في وارد مغادرته تحت أي ضغط، موسكو الحريصة على تبوء مركزها الدولي السابق عبر أدواتها المحدودة، لا تريد لدولة أخرى مشاركتها في تأمين الغاز لأوروبا، وقد حصلت من الأسد الابن على وعد بعدم استخراج ما لديه قبل إعطائه الضوء الأخضر، ولأن الأسد يعيش في بحبوحة مالية وهو يظن بأنه باق إلى ما لا نهاية، فقد أذعن بالتأجيل مسايرة للروس، ويقال أن هذا هو السبب الحقيقي لتمسك الروس ببشار الأسد .

المعارضة قادرة بلا شك على صناعة النصر مهما تكالبت عليها العداوات، لأنها تنطق بصوت الشعب، والشعب لا يمكن أنيهزم، لكن المعارضة السياسية مصابة بأمراض بنوية خطرة أمراض تقلص الكثير من إمكانات الشارع، فهي مرهونة بالخارج وبإرادة الدول الفاعلة، تمول من قبلها وتحتاج إلى دعمها، علماً بأن حرب الشوارع ليست بمكلفة، ولا تحتاج إلى أسلحة نوعية، بل هي تحتاج إلى ألغام و أفخاخ وحنكة ودراية بالخريطة الجغرافية، وكل هذا متوفر .

صحيح أن ثورة الجزائر قد كلفت الكثير من الشهداء، لكنها بالمقابل استطاعت هزيمة أقوى جيوش العالم آنذاك، و في نهايتها تمكنت من طرد الفرنسيين من أرض ظنوا أنها باتت لهم حتى نهاية الدهر .

ما نحتاجه هو الارادة متلازم مع التصميم على النصر، ما نريده هو قيام قيادة داخلية سرية لا تعتمد على أشخاص محددين، وإنما على خلايا مترابطة ومتعاضدة، تعمل لهدف استراتيجي واحد، وهو السعي لاقامة سوريا الجديدة الحرة الديمقراطية، معارضة مسؤولة تجاه الشعب الذي انبثقت منه بتحصيل النصر بالف طريقة، حينها لن نعدم الوسيلة لأن نجعل جميع أحلام الغرباء مجرد أحلام غير قابلة للتحقيق .

قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا صمت المثقف
- رحلة إلى الماضي
- لو قدر لمؤتمر جنيف 2 أن يتم
- الأسد قائداً لحرب العصابات
- حول المؤتمر المكمل لجنيف
- قراءة أولية في الضربة الاسرائيلية
- المطب الكبير
- فرصة من ذهب
- في انتظار اتفاق دولي
- النصر الحقيقي
- المقاربة
- آفاق إقليمية ودولية لحل الأزمة السورية
- زمن التغيرات الكبرى
- بين الأحلاف و الواقع
- الحاجة إلى الحرب
- صناعة المستقبل
- فانتازيا إنسانية
- موعد مفاجئ وبداية انفراج
- نهاية حقبة
- رومانسية مدمرة


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - صناعة المستقبل السوري