أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لينا سعيد موللا - رحلة إلى الماضي















المزيد.....

رحلة إلى الماضي


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 4096 - 2013 / 5 / 18 - 10:27
المحور: الادب والفن
    



كثيرون منا مدينون للقصص والروايات والدوريات التي كانت منتشرة في سبعينات القرن الماضي وثمانيناته .
وهنا لا بد من القول .. أنني كنت من الحريصيات على الحفاظ على ما جمعته بعناء في فترة الطفولة من تلك الورقيات .

فلقد أورثت أولادي، أغلب مجموعة ألغاز المغامرين الخمسة التي جمعتها طوال سنين متتالية، ألغاز كانت محرضة للخيال في أن يسرح في المعادي وفي حديقة فيللا عاطف ولوزة حيث يجتمع المغامرون في كوخهم الخشبي، ليتوازعوا مهام حل اللغز والايقاع بالعصابة المكان الذي تدور فيه بعض الحوارات اللطفية والعزلية، أذكر عاطف خفيف الظل، والشاويش فرقع وغيرته المرضية من المغامرين، وغرفة تختخ الخاصة بثيابه التنكرية، محب كيف سجن في قصر الصبار، وزنجر الكلب الوفي الذي ساهم بإنقاذ المغامرين من المآزق المربكة .

أذكر كوب الجيلاتي الذي يتناوله المغامرين مع المفتش سامي في في نهاية كل لغز، بعد القبض على اللصوص، وكنت أظن أن الجيلاتي هو كوب الجوليه مع الفواكه الذي كنا نتناوله كطبق حلوى في أعياد الميلاد الشخصية، ولم أدرك أنها كوب الآيس كريم أو البوظة إلا في فترة لاحقة .

أذكر بكثير من الحنين مجلة تان تان ومن ثم قصص هذا الصحفي الرائع، وأعترف أن أول أسفاري الأولى كانت عبر صفحات تلك القصص التي عرفتني على العالم وأطلعتني على ثقافات غريبة، زمن كان جهاز التلفزيون مقنن على الصغار، زمن الصورة الشاحبة بالأبيض والأسود . زمن خموركا وخرشميلك الكرتون الروسي البدائي والذي هو اشبه بالصور الثابتة و الخاص بأطفال تلك الحقبة .

أعود معكم إلى المكتبة الخضراء والقصص العجائبية التي كانت تأخذنا بين سطورها إلى عوالم بعيدة جميلة بألوانها الزاهية .

كبرنا مع الشياطين 13 والرقم صفر الزعيم المخفي الذي لا تعرفه مجموعة الشياطين، غراميات كل من الشيطانين أحمد المصري وإلهام اللبنانية .. مع الشايطين 13 باتت العصابات دولية اختلطت فيها المغامرات مع الجاسوسية وخرجت من مصر إلى عالم أوسع، وكل هذا مع الكاتب الفذ محمود سالم ، ومطبوعات دار المعارف .

أذكر لولو الصغيرة وصديقها طبوش، أذكر طارق الذي يعود إلى عالم الديناصورات والتاريخ القديم، إلى سوبرمان وشخصية نبيل فوزي السرية و الذي عرفت منها نظرية الثقب الأسود، إلى الوطواط، والبرق وسواهم .

إلى قصص ميكي وسمير ومجلداتهما، إلى مجلة أسامة مع بعض التحفظ لأني لم أحبها يوماً لأن توجهها القومي كان ثقيل الظل .
إلى مجلات المعرفة الحمراء ومجلداتها الرائعة، حيث ندين لأساس ثقافتنا، إلى مجلدات أطلس وخرائط القارات والبلدان والمعلومات الأولية عن كل منها .
إلى سلسلة فصص الناجحون .. والروايات العالمية كمرتفعات وذرنغ، والكونت دي مونت كريستو ..

كنت أقف مع أختي في المكتبات نراقب مجلات كثيرة وأغلفة ملونة زاهية ..
وكثيراً ما كنا نخرج من تلك المكتبات بحسرة لأننا لم نستطع شراء ما نريد، كنا نخاف من إعارة القصص لأن أغلبها كان يرحل دون عودة، كل قصة حطت في مكتبتنا قرأناها عشرات المرات، فقد كان هذا هو عالمنا في البيت وفي غرفنا الوديعة .

كبرنا على القصص والروايات العالمية، حتى قرأناها جميعاً دون استثناء، وبات لدينا كتب كثيرة، وقد تعارف الأصدقاء والأقارب أن هدية لينا المفضلة هي الكتاب أو كاسيت موسيقي .

كل كتاب في المكتبة قرأته ارتبط بكاسيت موسيقي، واليوم عند سماع هذه الأغاني على قناة FM موزيكا السورية أو النوستالجي اللبنانية أنتقل مع الألحان إلى تلك الروايات بكثير من الحنين، وكثيراً ما يحتبس الكلام في حلقي فأعجز عن المتابعة .

أغلب هذه الكتب باتت صفراء اللون، مهترئة، وأغلب كاسيتاتي الموسيقية لم تعد صالحة للاستعمال فلم يعد هناك جهاز صالح يشغلها، ، حتى الأقراص المدمجة انتاب أغلبها عطب من نوع ما .
ومن مكتبة الانترنت الهائلة جددت جميع البوماتي الموسيقية، وأضفت عليها ما لم استطع حينها الحصول عليه، و بت اسمعهم من خلال الفلاش على جهاز الستيريو الضخم في صالون البيت، أو في سيارتي الخاصة .

وهكذا بقيت اسيرة جو عشقته ولم أطق مغادرته، فأنا من الأشخاص الذين لا تستهويهم أغلب الموسيقى الحديثة من الراب إلى التكنو إلى الموسيقى العربية الرائجة .

ومنذ فترة أهداني زوجي جهاز آي باد ميني، فقمت فوراً بإنزال مكتبة هائلة من كتب الـ PDF عليه، تجاوزت الخمسمائة كتاب ورواية، مكتبة تتزايد يومياً .

أعرف أنه لن يتسنى لي الوقت لقرائتها جميعاً لكن مجرد أن تكون بحوزتي وصحبتي اينما ذهبت هو متعة لا تقاوم .

بعض الذكريات لا تمحى، نحب أن تغلفنا اينما ذهبنا .

نذكر القصة الأولى، والفيلم السينمائي الأول، وكثير من المسلسلات التلفزيونية لأنها تركت لدينا انطباع رائع لن يتكرر . نذكر الرحلة الأولى التي قمنا بها بمفردنا، نذكر الحب الأول الذي حرك في داخلنا عواطف كامنة فاجأتنا ، نذكر أصدقاء الطفولة ولحظات حميمة لاتعد ولا تحصر .

اليوم نعيد قراءة كل تلك الذكريات بأدوات لم تكن متاحة من قبل ..

لكننا لا نجد فيها ذاك الاحساس المغروس فينا، لقد تغير العالم كثيراً، فمن الراديو اللمبات الذي يحتاج لدقائق حتى يخرج منه الصوت مشوشاً، إلى عشرات الآلاف من الأقنية الصوتية والموسيقية التي باتت متاحة عبر النت، وعبر جهاز الموبايل الذكي، من تلفزيون الأبيض والأسود، إلى الملون وقناة الأردن الأجنبية و سلسلة الأفلام الرائعة وأفضل العروض، والميوزيك بوكس، مروراً بالدش وعدد لا متناه من الأقنية المتخصصة المشفرة والمفتوحة .

لقد تطور العلم كثيراً وبتنا نملك كل ما تمنيناه يوماً ولم نحصل عليه آنذاك.
بتنا نشعر بالترف من كل هذا .
لكن يبقى أن ذاك الحنين الذي يختلج بين اضلاعنا لصور ما زالت لاصقة في مخيلاتنا تأبى أن ترحل دون أن تأسر ألبابنا .

هذه رحلة احببت مشاركتكم بها، فبعضكم بالتأكيد يعود إلى ذاك الزمان الخصب ولديه الذكريات التي ستتحرك وتغلفه بالحنين وبعضكم سيصنع ذكريات يخبؤها لما سيأتي من الأيام .

إننا ننتمي إلى حقبة التغيرات الكبيرة في كل شيء .

قادمون

لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو قدر لمؤتمر جنيف 2 أن يتم
- الأسد قائداً لحرب العصابات
- حول المؤتمر المكمل لجنيف
- قراءة أولية في الضربة الاسرائيلية
- المطب الكبير
- فرصة من ذهب
- في انتظار اتفاق دولي
- النصر الحقيقي
- المقاربة
- آفاق إقليمية ودولية لحل الأزمة السورية
- زمن التغيرات الكبرى
- بين الأحلاف و الواقع
- الحاجة إلى الحرب
- صناعة المستقبل
- فانتازيا إنسانية
- موعد مفاجئ وبداية انفراج
- نهاية حقبة
- رومانسية مدمرة
- المؤامرة
- عن اجتماع جنيفا


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لينا سعيد موللا - رحلة إلى الماضي