أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - المؤامرة














المزيد.....

المؤامرة


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 3982 - 2013 / 1 / 24 - 16:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تحدثنا هذه النظرية، أن كوكب الأرض محكوم من سلالات جاءت من خارج الكوكب في فترة ما، وتتمتع بذكاء خارق، استقرت وأنجبت .. وهي تجتمع في أوقات معينة لوضع خطط المراحل اللاحقة وتسهر على تنفيذها، وتحدثنا هذه النظرية في رواية أخرى أن العالم محكوم من قبل لوبيات معينة منها الماسونية أو اتحاد المصارف العالمي أو أو ، تحضر لايجاد الأزمات وتستثمرها لمصلحتها ..

هذه النظرية تسلب عن الانسان قدرته وإرادته، فهو مساق ليكون الضحية لأن الأقوياء أرادوا ذلك وخططوا له وما علينا إلا الطاعة، وهذا يعيدنا لاستجرار فكرة الاستعباد.
لكن المنطق لا يقبل أن يسلب الانسان أغلى ما لديه، وهي الحرية .. على اعتبار أن هناك كائنات متفوقة جسدياً أو عقلياً، والاستكانة لمصلحة الظالم الذي يسير كل شيء .
الأفضل استبدال هذه النظرية بنظرية أخرى، هي اقتناص الفرص، وهو مفهوم ينطبق على الدول كما على البشر، كما على مراكز القوى .


اليوم العالم العربي يمر بمرحلة انتقالية، الشعوب وبعد عشرات السنين من القهر تبحث عن مخرج باتجاه بناء دولة قوية عادلة ديمقراطية، تعيد الكرامة للمواطن وتمنحه العزة .

وإذا كانت القوى العالمية منفردة ومجتمعة تسعى إلى ديمومة مصالحها المتوزعة حفاظاً على قوتها ورخاء شعوبها، فمن الطبيعي أن تحارب كل ما من شأنه تقويض هذه المصالح .

في سوريا، لعب حزب البعث دور الداعي للوحدة العربية، وهو مطلب شعبي لكل الجماهير العربية في أن يعودوا دولة واحدة قوية قادرة على إعادة أمجاد الماضي .

هذا الدور يقلق أنظمة الدول ذات الأنظمة العشائرية والملكية، على اعتباره سينهي حكمهم وينتزع منهم حقوقهم، عبد الناصر كان وحدوياً، حورب عربيا، واستدرج لليمن حتى انهك جيشه، ومن ثم مني بخسارة حرب حزيران، خسارة قضت على الحلم العربي في تحقيق دولة قوية، وتلقت النهضة العربية ضربة قاضية لصالح حركات دينية تدعو إلى السلف الصالح، وإعادة أمجاد الدولة الدينية، حركات حوربت علنا ، وسوعدت سراً حتى قويت وتنظمت وتمكنت، واليوم آن دورها لتربع السلطة، سلطة ستبقى فيه ضعيفة وهزيلة، لأن الدول الكبرى لا تريد لها أن تزداد قوة ومناعة ، وستحاول عبر أدوات شتى في إشغالها أيضاً بنزاعات داخلية تنهك جسدها .

وإذا كان الوطن العربي قد عرف خلال الثمانين سنة الماضية ثورتين، ثورة الاستقلال ونشوء نهضة ثقافية أنتجت أيديولوجيات معاصرة، وثورة الربيع العربي الذي خشي العالم النافذ في أن تكون قويةً يصعب السيطرة عليها..

إذ بعد مرحلة قصيرة من الصدمة والذهول، قررالعالم النافذ استيعاب هذه الحركات بطريقته التقليدية، وهو تغذية ومناصرة الطرف القادر على وقف امتداد زخمها، الطرف الذي استقبل قياداته ودجنها للقيام بما من شأنه عرقلة أي خطة تمنح الصحة للجسد العربي الواحد .

وطبيعي أن لا تقوى التيارات الدينية الراديكالية على مقاومة المطالب الجماهيرية، لسبب بسيط أن هذه التيارات لا تملك القدرة والخبرة على حل ملايين المشاكل المتراكمة، وإذا كانت شعبيتها قد حضرت نتيجة إخفاق الأنظمة الشمولية عن تحقيق أهداف شعبية، فإن هذه الأحزاب بدرورها لن تستطيع ومن غير المسموح أن تقف على قدميها .

هل هي المؤامرة إذا ؟

كلا
إنه مرة أخرى التكيف مع الواقع الجديد، واقتناص الفرص .

وإذا كان الغرب يحاول حرف قاطرة الثورة عن مسارها بكل ما أوتى له من قوة، كأن يعتم إعلامياً وتماماً على مبادئ الثورة السورية، وأن يسعى لتغيير رموزها برموز شتى لا يجتمع حولها الشعب، وإذا كانت شعار الحرية والكرامة قد استبدل بعبارات دينية ، وكأن الشعب لم يصرخ أنه يريد دولة مدنية لا دينية ولا عسكرية .

إذا كانت الدول تلك تحرم الثوار من أي تمويل تعاقبهم لوطنيتهم وتتحايل عليهم ياستقطاب زعامات المعارضة وإضعافها، فكيف يمكن لهذه القاطرة في أن تكمل الطريق ؟ * 1

يبدو أنه لا بد من التنظيم، ومن بناء الكوادر الداخلية الممولة ذاتياً وبسرية تامة، باستقطاب القيادات التي اضطرت للخروج من أوطانها بالعودة إليه ضمن ضوابط وطنية صارمة بعيدة عن أي شهوة للسلطة والمال، كما وتأسيس قيادات ملتفه حول بعضها لتحقيق الارادة الشعبية، وليعرف الجميع أن الأهوال والشدائد هي التي توحد الشعوب حول قضاياها، وهي فرصة لا أظنها ستتكرر، كل شيء يبدأ بمجهودات فردية وطنية مخلصة، تتضافر حتى تصل لمرحلة العمل الجماعي الخلاق الملتف حول مبادئ الثورة .

يقيني لو حافظت الثورة على جذوتها في المجاهرة حول جوهرها وأهدافها دون الغوص بشعارات منفرة، لكان وضع الثورة أفضل بكثير، ولما تجزأ الشعب وتألم ..

الوقت لم يعد يسمح بارتكاب مزيد من الأخطاء، علينا أن نضع نصب أعينينا، أن هناك خارج متربص يقبع خارج الحدود يمثله آخرون تسللوا الحدود، ليس من مصلحته انتصار الثورة لأنها ستزحف إليه، وهو أمر يقلقه حقيقة، كما أن طلب العون منه هو بمثابة طلب رصاصة الرحمة .

إنه رهاننا الداخلي الأخير ، من أراد العمل فليعمل لشعبه لاحساسه بألمهم ولوعتهم وشغفهم للخلاص، لا شيء يعلو على الحرية ، على الكرامة والمساواة والديمقراطية . كل الأمور الأخرى تحددها الانتخابات، وكلنا يعلم أنه لا توجد أبواب موصدة ومشاكل لا تحل، فإذا كنا نؤمن بأننا أحفاد حضارة فعلينا أن نبتكر الحلول وفي صمت كامل، يجب أن لا يشعروا بقوتنا إلا وقد تحولنا إلى مارد لا يستطيعون تجاوزه، مارد يشعرهم بالندية، هذا يحتاج إلى عمل دؤوب، وإلى ورشة عمل داخلية لا تنتهي .

1 تسعى الأنظمة العربية إلى تطمين الشباب العربي الثائر أنها تسعى إلى تطوير أدواتها لأجل تحقيق الرخاء والتكامل الاقتصادي، وتبرر ذلك بأن الربيع العربي هو أحد تداعيات غياب العدالة الاجتماعية، تقول ذلك وكأنها اخترعت العجلة، وكأن ذلك لم يكن مزمنا ومعروفاً، هو جزء من مخطط ذر الرماد على العيون ومعركة كسب الوقت لمنح الثائر جرعة من الاحباط جديدة يستكين إليها حتى حين آخر .


قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن اجتماع جنيفا
- هواجس المحظيات
- نهاية المطاف
- قائد من الداخل
- إنها الحرب
- الثورة السورية بعد سقوط الطاغية
- وجهة الأسد بعد السقوط
- حقائق يجب معرفتها
- كلمة لا بد منها
- الديمقراطية عسلها وسلبيتها على الآخرين
- توحيد الجهود
- لونا الشبل خلفاً لجهاد مقدسي في وظيفة الناطق بوزراة الخارجية ...
- طبول الحرب تقرع
- أحلامنا واقعاً
- عندما يكون الحل ممكناً والنوايا صافية
- الأمل والمثابرة والقناعة في أن سوريا للجميع
- التفاني حتى آخر قطرة
- دعوة للتبصر
- رقعة الشطرنج
- الحاصل غداً ؟


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - المؤامرة