لينا سعيد موللا
الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 20:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ستخرج في الغد مبادرة سعودية بنفس خليجي، تتبناها القمة الاسلامية، شبيهة إلى حد كبير بالمبادة اليمنية، تمنح الأسد حصانة له ولعائلته وبعض أشد المقربين له للخروج الآمن من الأراضي السورية ..
مايميز هذه المبادرة هو وجود إيران وموافقتها عليها، إيران اليوم تسابق الزمن لأجل انتاج قنبلتها النووية، وربما جازفت إيران بالورقة السورية وبرحيل الأسد لأجل كسب مزيد من الوقت لانتاج هذه القنبلة، خاصة أن إسرائيل باتت متربصة أكثر من أي وقت مضى للاعتداء على منشآتها النووية، حتى أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بات اليوم يملك صلاحيات مستقلة تمنحه القدرة على إعلان الحرب وخوضها دون الرجوع إلى أي جهة سياسية أخرى إسرائيلية .
وفي حال عدم موافقة الأسد على هذه المبادرة كما يتوقع أغلبنا، فإن ملفات كثيرة سوف تحرك عليه ليس أولها الملف اللبناني الخاص بميشيل سماحة واتهامه بالتحضير لعمليات تفجير واغتيال تستهدف رموز لبنانية دينية لاثارة الفتنة الطائفية والمذهبية ..
وفتح عشرات ملفات الاغتيال السياسي والديني التي وقعت في كل من لبنان والعراق، خاصة أن القنابل المضبوطة لهذه العمليات هي ذاتها التي استعملت لاغتيال الكثير من الضحايا السابقين، مما يحتم لف حبل المشنقة على رقبة الأسد، رقبة أصبحت إضافة لطولها هدف واضح لا مجال لاضاعته .
ويبدو أن السعودية ضغطت بكل قوتها لتأجيل تصريحات كل من المنشقين مناف طلاس ورياض حجاب وآخرين إلى ما بعد إعداد هذه المبادرة، بحيث يلوح بتصريحاتهما في حال رفض الأسد للمبادرة، مما يزيد من غرقه في عالم الجريمة الآثم .
زيارة كلينتون ومقابلتها لثوار حلب، وسماعها لمطالبهم، وتأكيد المسؤولين الأتراك بدنو الساعة، مع تفضيلهم للحل السياسي بحيث لا تتعرض سوريا لخطر التجزئة والتقسيم و التناحر الطائفي إثر سقوط الأسد ... وأمور عديدة أخرى توحي بأن المبادرة السعودية ستحوز على دعم كبير وحظوظ لا بأس بها .
أما لماذا هذه المبادرة اليوم وفي هذا الموعد ؟
فلأن الجيش الحر وصل إلى درجة من القوة بحيث بات يمتلك مفاتيح النصر ، فبالرغم من شح السلاح لديه وقلة الموارد، فقد استطاع تحرير ما يقارب 70 % من مدينة حلب ولو سمح له باستعمال مضادات الطائرات لحسم المعركة خلال ساعات، ولكسب المنطقة العازلة التي تمكنه من حشد قواته، و البدء بمعركة تحرير لا تتوقف حتى سقوط القصر الجمهوري واصطياد الأسد .
هذا السيناريو لم يلغى لكنه متوقف على قبول الأسد أو رفضه ..
والساعات القادمة ستفصح عن الكثير ..
قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية
#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟